البطريرك يونان يزور أبرشيّات حمص وحلب ودمشق
وفي أولى محطّاته، رفع يونان صلاة التّشفّع إلى العذراء مريم في الشّهر المريميّ، في كنيسة الورديّة المقدّسة- النّبك، بمشاركة المدبّر البطريركيّ لأبرشيّة حمص وحماة والنّبك الخوراسقف جورج الخوري، ولفيف من الكهنة والشّمامسة، وحشد من المؤمنين. وللمناسبة سأل يونان الله أن يرفع عن سوريا وهذه الرّعيّة والمدينة النّكبة، مؤكّدًا الحاجة اليوم إلى "جماعة مسيحيّة حيّة مرتبطة بالمحبّة الحقيقيّة والوحدة لاجتياز هذه المرحلة الأليمة". ثمّ تفقّد الأعمال الإضافيّة في روضة القلمون- النّبك، واطّلع على سير الأعمال فيها.
أمّا عصرًا فاحتفل يونان بالقدّاس الإلهيّ للمرّة الأولى في كنيسة دير مار موسى الحبشيّ التّاريخيّ، وقد تفقّد رهبانه وراهباته وزوّدهم بالإرشادات والتّوجيهات الأبويّة الضّروريّة لما فيه خيرهم وتحسين خدمتهم؛ ودوّن على السّجلّ الذّهبيّ للدّير كلمة وعد فيها بالاستمرار مع المكرّسين "في دعوة التّكرُّس، بالمحبّة والفرح والسّلام، شهادةً حيّةً في الدّير الأمّ وفي الأديرة الأخرى، كي يعرف العالم أنّهم تلاميذ الرّبّ يسوع".
وفي الفترة المسائيّة، ترأّس البطريرك يونان صلاة التّشفّع إلى العذراء في كاتدرائيّة الرّوح القدس- الحميديّة- حمص، والّتي زارها قبل أربعين يومًا محتفلاً بعيد القيامة ومانحًا السّيامة الخوراسقفيّة للأب جورج الخوري.
وللمناسبة، أكّد يونان على أنّه "سنظلّ شعب الرّجاء وأبناء مريم مهما حصل لنا من آلام ومن أعمال عنف وخراب وفوضى ومن معاناة دامت أكثر من عشر سنوات هنا في سوريا، واليوم في لبنان نعيش أيضًا هذه المعاناة، كما في العراق أيضًا، وفي الأراضي المقدّسة وسواها"، لافتاً إلى أنّه "يحقّ لنا أن نتساءل ونسأل ربّنا: لمَ كلّ هذا النّسيان، لكن تأكّدوا أنّه مهما كان ومهما حصل ومهما أتانا من أمراض وأوبئة، ومهما حلّ فينا من المصائب، لأقرباء أو أصدقاء ومعارف، هنا أو في الاغتراب، سنظلّ شعب الله وأتباع الرّبّ يسوع القائل: أنا معكم كلّ الأيّام حتّى انتهاء الدّهر."
أمّا السّبت فأحيا البطريرك يونان عيد العذراء مريم لبركة السّنابل- زيدل، في كنيسة سيّدة النّجاة، سائلاً إيّاها شفاعتها "من أجل شفاء المرضى من هذا الوباء الخطير كورونا، وراحة الموتى المؤمنين، وحماية الجميع وحِفْظِهِم سالمين".
هذا وبارك يونان بعد الظّهر أولاد التّعليم المسيحيّ في رعيّة الرّوح القدس- الحميديّة - حمص، وهنّأهم على نشاطهم والتزامهم الكنسيّ، وشجّعهم على متابعته بالاندفاع وبرباط المحبّة، شاكرًا معلّميهم والمسؤولين عليهم، بإرشاد كاهن الرّعيّة الخوراسقف ميشال نعمان.
ثمّ وصل يونان مساءً إلى مطرانيّة أبرشيّة حلب حيث لاقى استقبالاً حارًّا من قبل رئيس أساقفة المدينة ديونوسيوس أنطوان شهدا، والنّائب العامّ في الأبرشيّة الخوراسقف منير سقّال، والأب أفرام المقعبري، وإبن الأبرشيّة النّائب في مجلس الشّعب السّوريّ بيار مرجانة، ومسؤول العلاقات العامّة في الأبرشيّة جورج بخّاش، وأعضاء اللّجنة الاستشاريّة، وانضمّ إليهم لاحقًا الأب جورج صابونجي، والأب رزّوق حنّوش.
بعد صلاة الشّكر، التقى بالحاضرين في صالون المطرانيّة وكانت أحاديث حول الأوضاع العامّة في سوريا وبلاد الشّرق.
وفي اليوم التّالي، كان الموعد مع القدّاس الإلهيّ في الأحد السّادس بعد القيامة، والّذي ترأّسه يونان في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال- حلب، محتفلاً مع المؤمنين باليوبيلات الماسيّة والذّهبيّة والفضّيّة للمتزوّجين في هذا العام 2021 في أبرشيّة حلب.
في عظته، حيّا يونان المؤمنين، بعد مرور ثلاث سنوات على لقائهم، لثباتهم في الإيمان والمحبّة بالرّغم من كلّ الصّعوبات والتّحدّيات، داعيًا الجميع إلى عيش "يسوع المعلّم، ليس فقط بتعاليمه، وإنّما بحياته أيضًا".
بعد القدّاس، دشّن يونان وافتتح قاعة الكاتدرائيّة بعد إعادة تأهيلها وتجديدها، وجال في أرجاء القاعة، مباركًا ما أُنجِز فيها من أعمال، ومثنيًا على همّة الّذين عملوا على إنجازها. ثمّ التقى بالمؤمنين، وبارك الأزواج الّذين يحتفلون بيوبيل زواجهم، وقدّم لهم الهدايا التّذكاريّة.
أمّا ظهرًا فبارك فوج كشّاف سيّدة الانتقال، وشكر- قيادةً وأعضاءً- على الخدمات الّتي يؤدّويها للمطرانيّة وللكاتدرائيّة، مثنيًا على التزامهم الكنسيّ، وحاثًّا إيّاهم على متابعة العمل بروح المحبّة والوحدة والتّضامن.