لبنان
23 تموز 2018, 05:51

البطريرك يونان يبارك شبيبة السّريان الكاثوليك في ختام مؤتمرهم الأوّل

إختتم بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان المؤتمر العالميّ الأوّل للشّباب السّريانيّ الكاثوليكيّ، الّذي عُقد في دير أمّ النّور- فيطرون، في قدّاس احتفاليّ عاونه فيه لفيف من الأساقفة والإكليروس، بحضور ومشاركة شبيبة السّريان الكاثوليك القادمين من لبنان وبلدان الانتشار.

 

وللمناسبة، ألقى البطريرك يونان عظة توجّه فيها إلى الشّباب قائلاً "أتيتم من بلاد بعيدة وقريبة، وتعتبرون أنّ الرّبّ يسوع جمعكم، لأنّه صحيح أنّ هناك مجالات كثيرة علميّة أو اجتماعيّة يلتقي فيها الشّباب معًا، لكن لا يمكننا أن نشرح معنى لقائنا معًا اليوم في هذا المؤتمر إلّا بالتّأكيد على أنّ الرّبّ يسوع هو الّذي جمعنا، وهذا الشّيء يذكّرنا في حياتنا كلّها أنّ الرّبّ هو الّذي يدعونا وهو الّذي يجمعنا وهو الّذي يرسلنا للعمل والخدمة في كنيسته.
إنّ كنيستنا هي كنيسة شاهدة وشهيدة، شاهدة للرّبّ يسوع وشهيدة على ممرّ الأجيال، ونحن نشكر الرّبّ يسوع لأنّنا أولاد وأحفاد أجيال من المؤمنين الّذين أعطونا هذا الكنز الكبير الّذي هو الإيمان بالرّبّ يسوع، وهم أغنوا العالم بحضارتهم وثقافتهم، ولولاهم لكنّا أضعنا هذا الإيمان، وكنّا في غير مكان، ولم نكن لنلتقي اليوم.
إنّ أغلبيّتكم من الجيل الأوّل من المغتربين والمهجَّرين بسبب الإيمان بالرّبّ يسوع، وصحيح هناك كثيرون تعذّبوا واضطُهِدوا في الشّرق، ولكنّ الّذين اضطُهِدوا واقتُلِعوا من أرضهم هم المسيحيّون بسبب إيمانهم بالرّبّ يسوع، ليس فقط من أجل السّلام والرّخاء الاقتصاديّ"، مؤكّدًا لهم أنّ الكنيسة اليوم تتّكل عليهم، حاثًّا إيّاهم أن يبشّروا النّاس حيث هم، خاصّةً أنّهم يحملون "تراثًا غنيًّا جدًّا هو تراثنا السّريانيّ، ولغة هي اللّغة السّريانيّة الّتي تكلّمها الرّبّ يسوع ووالدته مريم العذراء والرّسل الأوّلون".
هذا ودعاهم إلى المغادرة "فرحين ومملوءين بالرّجاء ومتّحدين بالمحبّة، مهما كانت الصّعوبات والتّحدّيات الّتي سيواجهونها في طريق حياتهم"، موصيًا إيّاهم، بحسب إعلام البطريركيّة، أن يحملوا "قضيّة مسيحيّي الشّرق أمام المسؤولين وأصحاب القرار في العالم، معلنين أمامهم أنّنا نستحقّ أن نحيا متمتّعين بحقوقنا الإنسانيّة، لأنّنا أولاد أجيال قرّبت حياتها شهادةً للرّبّ يسوع وللإنجيل".
وختم غبطته موعظته متوجّهاً إلى الشباب المشاركين في المؤتمر: "سنبقى معكم بالروح، وسنتابعكم ونشكر القيّمين على رعايتكم الروحية، أكانوا أساقفة أو كهنة أو مرشدين رافقوكم حتى يكونوا معكم الإخوة الكبار والآباء الروحيين، ويعطوكم دائماً نعمة الرجاء بالرب يسوع. ومهما كانت صعوباتنا وتحدّياتنا، فلنتذكّر قول الرب يسوع: ها أنا معكم كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر".
وفي الختام، منح البطريرك يونان بركته الأبويّة لكلّ المشاركين والحاضرين.

وسبق القدّاس لقاء حواريّ جمع الشّبيبة برأس كنيستهم، أجاب خلاله على تساؤلاتهم حول تاريخ الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة، وواقعها الرّاهن في بلاد الشّرق وفي عالم الانتشار، ودور الشّباب في حياتها، وأهمّيّة عقد لقاءات مماثلة لهذا اللّقاء لِما لها من دور في تعزيز التّرابط بين أبناء الكنيسة في كلّ مكان.