أوروبا
04 تشرين الثاني 2019, 11:30

البطريرك يونان من ألمانيا: المسيحيّ يتميّز دائمًا بالمحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
في زيارة إلى ألمانيا، قام بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان سلسلة نشاطات، استهلّها السّبت بزيارة دير الآباء البيض مرسلي أفريقيا- ميونيخ، متفقّدًا صديقه الأب جوزف موزر الّذي يعود إليه الفضل في تأسيس الرّعايا والإرساليّات الكاثوليكيّة الشّرقيّة في المدينة، وبخاصّة الإرساليّات السّريانيّة الكاثوليكيّة.

وللمناسبة، كان رئيس الدّير الأب Rudi HUFSCHMID قد رحّب بيونان، ودارت بينهما أحاديث حول انتشار الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة في ألمانيا، والأوضاع الرّاهنة في منطقة الشّرق الأوسط، والتّحدّيات الّتي تجابه الحضور المسيحيّ فيها.
هذا واحتفل عصر السّبت بالقدّاس الإلهيّ مع إرساليّة "يولداث ألوهو"، عشيّة أحد تقديس البيعة وفي تذكار الموتى المؤمنين، عاونه فيه القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، وكاهن الإرساليّة الأب إياد ياكو، بمشاركة المونسنيور توماس ممثّلاً رئيس أساقفة أبرشيّة ميونيخ اللّاتينيّة الكاردينال ماركس، وكاهن رعيّة الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة في ميونيخ الأب زيتون صومي.

في عظته، وعلى ضوء أحد تقديس البيعة، رأس الكنيسة الكنسيّة، أكّد يونان أنّ الإبداع يمكن أن يتحقّق بالمحبّة الّتي دعاهم إليها الرّبّ يسوع "فالمسيحيّ يتميّز دائمًا بالمحبّة. ومهما عملنا، فالمحبّة هي قبل كلّ شيء، والمحبّة هي الّتي سوف تبقى"، منوّهًا إلى أنّه "ليس بالأمر السّهل أن يعيش المؤمن هذه المحبّة مثلما يطلبها منّا الرّبّ، بل إنّ ذلك يستوجب الصّبر والتّفهّم والوداعة والتّواضع"، مشيرًا إلى ضرورة "أن نسأل الرّبّ كي يقوّي المحبّة فينا".

وفي الختام، سأل الله السّلام والأمان للشّرق الأوسط والعالم.

تبع القدّاس لقاء في قاعة الكنيسة وزوّدهم بتوجيهاته وإرشاداته الأبويّة، مانحًا إيّاهم بركته الرّسوليّة.

أمّا صباح الأحد فشارك في احتفال إعلانكنيسة مار جرجس في بلدة أوكسنهاوزِن- جنوب ألمانيا- "بازيليك صغرى"، وذلك خلال الذّبيحة الإلهيّة الّتي أقامها أسقف أبرشيّة روتنبورغ- شتوتغارت اللّاتينيّة المطران Gebbard.

وهنّأ يونان الرّعيّة بهذا الحدث الكنسيّ متذكّرًا سنوات خدمته فيها ككاهن مساعد خلال العطلة الصّيفيّة على مدى سنوات طويلة، راجيًا منهم الصّلاة من أجل أن ينهي الرّبّ يسوع الأيّام الصّعبة والعصيبة الّتي تعانيها منطقة الشّرق الأوسط.

وتوّج الأحد بقدّاس احتفاليّ لإرساليّة العائلة المقدّسة السّريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة أوكسبورغ، عاونه فيه الأب حبيب مراد، وكاهن الرّعيّة الأب إياد ياكو، والرّاهب الأفراميّ الأب أفرام الجزراوي، بمشاركة المونسنيور Alessandro PEREGO ممثّلاً أبرشيّة أوكسبورغ اللّاتينيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة شكر فيها كاهن الإرسالية الأب إياد ياكو "الّذي عمل ولا يزال يعمل جهده حتّى يؤسّس هذه الإرساليّة، ونحن ندرك الصّعوبات التي تواجه كلّ كاهن يؤسّس رعيّة جديدة في كنيسة الانتشار. والبعض منكم يعرف أنّني عشتُ 23 سنة في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا ككاهن وكأسقف، حيث أسّستُ الرّعايا والإرساليّات، ولمستُ الصّعوبات والتّحدّيات الّتي تواجه كلّ كاهن أمين على تعليم الإنجيل ومحبّة الكنيسة"، مشيرًا بحسب  إعلام البطريركيّة إلى أنّ "الأب إياد كسائر المؤسِّسين يعرف أنّه أُرسِل حتّى يخدم ويبذل كلّ ما يستطيع من أجل إخوته وأخواته، كي يحافظوا على الإيمان، يعتزّوا بتراثهم السّريانيّ وبآباء الكنيسة، ويعملوا جهدهم للحفاظ على الطّقس واللّغة السّريانيّة".

هذا وأكّد أنّ "إيماننا الواحد هو بربّنا يسوع المسيح كما أعلنه مار بطرس بدون أيّ تردُّد بقوله: أنت هو المسيح ابن الله الحيّ، في هذا النّصّ الرّائع الّذي رتّبته لنا كنيستنا السّريانيّة الأنطاكيّة في مثل هذا اليوم ونحن نحتفل بأحد تقديس البيعة وهو رأس السّنة الكنسيّة"، مشدّدًا على أنّ "الكنيسة السّريانيّة هي كنيسة رسوليّة تعود إلى عهد الرّسل، وهذا الإعلان الإيمانيّ لم يكن بالأمر السّهل في ذلك الوقت، إنّما إعلانًا صعبًا جدًّا، لا بل قد يكون قبوله مستحيلاً لدى أبناء ذلك الزّمان، لذا يؤكّد يسوع لبطرس أنّه لم يكتشف هذه الحقيقة كإنسان من لحم ودم، بل الآب السّماويّ هو الّذي أعلن له ذلك.

لا يجب علينا أن نتّكل على أنفسنا أو على قوانا البشريّة أو على شيء نفكّر أنّنا حصلنا عليه وأنّ غيرنا غير قادر أن يحصل عليه، بل علينا أن نكون ودعاء ومتواضعين، ونسأل الرّبّ كي يلهمنا حتّى نعيش حياة المسيحيّين الأمناء في هذا البلد الجديد الكبير والغريب عن لغتنا وعاداتنا وطقوسنا وتقاليدنا. نفتخر أنّ هذا البلد ألمانيا استقبلنا ووفّر لنا الحقوق والحرّيّة الدّينيّة والكرامة الإنسانيّة.

إنّ اتّكالنا هو على الله دائمًا، ويجب أن يكون هذا هدفنا، ونحن نقرّ ونعترف أنّ الله هو الّذي يعمل الخير فينا، وهو الّذي يقود خطانا نحو الملكوت، وهو الّذي يجعلنا نشهد أمام المحيط الّذي نعيش فيه عن حقيقة إيماننا وحقيقة الإنجيل. إنّ المسيحيّين الّذين اقتُلِعوا من أرض آبائهم وأجدادهم سواء في العراق أو في سوريا، مدعوّون كي يقبلوا التّدبير الإلهيّ، وأن يحوّلوا هذه الآلام والأوجاع وهذا الحرمان والقهر إلى نِعَم. فمع يسوع كلّ شيء ممكن، وهو القادر أن يعمل فينا العجائب.
وأخيرًا طلب من المؤمنين الالتفاف حول كاهنهم دومًا والتّضامن معهم والتّفاهم فيما بينهم، كي يتمكّنوا من تأدية الشّهادة الحقيقيّة.