العراق
13 أيلول 2023, 09:30

البطريرك يونان حضر أمسية مرتّلة في قره قوش

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفالاً بالذّكرى السّنويّة الثّانية والخمسين لسيامته الكهنوتيّة، حضر بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان وآباء السّينودس أمسية مرتّلة لجوقة أصدقاء يسوع في عيد تأسيسها الأربعين، وذلك تزامنًا مع انعقاد السّينودس المقدّس للكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة.

تخلّلت الأمسية الّتي أقيمت في كنيسة مار بهنام وسارة- قره قوش باقة من التّرانيم السّريانيّة والعربيّة الّتي تمحورت حول الكنيسة، فضلاً عن ترنيم لقانون الإيمان باللّهجة السّريانيّة المحكيّة في شمال العراق (السّورث) بلحن بغديدي قديم.

وفي الختام، ألقى يونان كلمة أبويّة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "أيّها الأحبّاء أبناء وبنات بغديده المبارَكين، كلّنا معًا هنا، آباء سينودس كينستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة يجتمعون لأوّل مرّة في سينودس سنويّ عاديّ في قره قوش (بغديده) بشمال العراق، إنّه حدث تاريخيّ بكلّ معنى الكلمة. لقد أتوا بكلّ فرح ورجاء ليعقدوا هذا السّينودس هنا بينكم، أيّها الأحباء. كلّنا فرح لأنّنا أصغينا واستمعنا إلى الأناشيد والصّلوات الّتي أدّتها جوقة أصدقاء يسوع، بأعضائها من صغار وشباب ورجال ونساء وكبار وعازفين. وهذا شيء يملأ قلبنا حقيقةً بالفخر، لأنّ كنيستنا السّريانيّة هنا في شمال العراق، لاسيّما في قره قوش، هي حيّة رغم كلّ ما نالها من ضيقات وما تجابهه من تحدّيات.

إنّ وجودكم اليوم في هذه المدينة المباركة دليل على أنّ جذورنا ستبقى مؤسَّسة في هذه الأرض المباركة. وكما تعلمون، لدينا هذا التّساؤل الّذي يجعلنا بقلق مستمرّ، نحن أيضًا آباء الكنيسة، ماذا نعمل عندما يسألنا أولادنا: ألا تفكّرون بنا، نحن المهاجرين خاصّةً، ما رأيكم بالهجرة؟

إنّ الشّعب المسيحيّ ذاق الضّيقات والصّعوبات منذ فجر المسيحيّة، والشّهداء في القرون الثّلاثة الأولى للمسيحيّة كانوا يُعَدّون بالآلاف، ونحن نتذكّر أنّ آباءنا وأجدادنا يذكرون دائمًا الصّعوبات الّتي كانوا يعانونها ويمرّون بها، لكنّهم ظلّوا راسخين بأمانتهم للرّبّ يسوع، وبمحبّتهم للكنيسة، ولتراثهم، وللغتهم السّريانيّة الّتي هي لغة الرّبّ يسوع وأمّه مريم العذراء السّيّدة الطّاهرة والرّسل".

وأشار يونان إلى أنّه "قبل سنتين قمنا بزيارة إلى الأراضي المقدّسة، وذهبنا إلى النّاصرة- الجليل، وهناك زرنا البازيليك الخاصّة ببشارة العذراء، وقدّسنا هناك على مذبح العذراء، وذهبنا إلى أمام أيقونة العذراء، وهناك خاطبتُها بالقول: أنتِ تعرفين أوضاعنا نحن المسيحيّين، وبشكل خاصّ كنيستنا السّريانيّة الّتي آست الاضطهادات وتهجّرت وتوزّعت في بلاد العالم، سأكلّمكِ باللّغة الّتي تفهمينها جيّدًا، لا العربيّة ولا الإنكليزيّة ولا الفرنسيّة ولا بالإيطاليّة، بل أنتِ تتكلّمين مع يسوع باللّغة السّريانيّة- الآراميّة، فأرجوكِ أن تسمعينا كي نستطيع البقاء في أرضنا، متجذّرين رغم كلّ التّحدّيات".

وإختتم كلمته قائلاً: "أهنئّكم مجدّدًا، وأهنّئ القيّمين على الجوقة، وأعضاءها جميعًا، وأذكّركم أن تصلّوا من أجلي ومن أجل سيادة مطرانكم مار بنديكتوس يونان. بارككم الرّبّ جميعًا. وإسمحوا لي أن نصلّي من أجل جميع كهنتنا، لأنّني اليوم أحتفل بالذّكرى السّنويّة الثّانية والخمسين لسيامتي الكهنوتيّة، والّتي تمّت في الحسكة بسوريا في 12 أيلول 1971، نصلّي من أجل الأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات كي يرسل الرّبّ لنا دعوات كهنوتيّة ورهبانيّة."