البطريرك يوحنّا العاشر يضع النّقاط على الحروف في مؤتمر "دم الشهداء بذرة الشركة" في إيطاليا
هذا وقد استعرض الاب جرجي حيثيات كلمة البطريرك يوحنا التي تلاها باسمه واكد فيها ان" المسيحيين في الشرق يبحثون عمن يسمع هتافهم فلا يجدون، نحن في بلادنا دعاة سلام، دعاة مصالحة وتآخ، ونحن لا نستجدي شفقة الأقوياء في هذا العالم بل نرفع الصوت في وجوههم قائلين:"كفى تكفيرا وارهابا وتزييفا لحقائق الامور، كفى تصديرا للهمجيات وامتطاء للشعارات كفانا تصريحات مزيفة تدعو لاستقبال المسيحيين.
كما تساءل البطريرك يوحنا في كلمته، أما آن للعالم أن يستفيق ويصحو؟ أما آن للبشرية ان تستوعب ان الارهاب والتكفير اللذين يستهدفان شعوبنا وكنائسنا لا ينحصران في شرقنا فحسب بل يطالان كل زاوية من هذا العالم؟ أما آن لكواليس الأمم ان تسمع الصوت في قضية المطرانين بولس ويوحنا والكهنة المخطوفين؟ أما آن لهذا المجتمع الدولي ان يتساءل ولو مرة لماذا يغلق سوقه حصارا على شعب جائع فيما يفتح له ابواب سوق سلاح على مصراعيه؟
واضاف الاب جرجي، لقد سلط البطريرك يوحنا الضوء على الاستغلال العبثي للدين واخضاعه للغايات السياسية رافعا الصوت عاليا ألم يحن الوقت لحواراتنا اللاهوتية ان تتخطى حواجز التاريخ وعقده؟ ألم تأت الساعة بعد لندرك ان حال الانقسامات التي نحن عليها تؤدي الى عقم شهادتنا في ارض قاحلة تستبيحها القيم المادية والعبثية والنماذج المنحرفة التي يسوق لها بحيث تفرض نفسها على انها هي القاعدة والمعيار والمبدأ.
كما استذكرت كلمة البطريرك يوحنا شهداء اوغندا، وارمينيا، وروسيا، واوروبا الشرقية، وغير ذلك من وجوه واسماء شهدت وأقرت واعترفت بأن محبة المسيح لا تحصر بحدود بل" تدعو الكل الى اتحاد واحد".
هذا ودعا البطريرك يوحنا في كلمته الى وضع خطى ثابتة لنتصالح مع دماء الشهداء الجدد ولا بد من خطوات عملية لهدم هذا السياج من اجل الدخول في شركة كاملة كالتي يعلمنا اياها شهداء الازمنة الحديثة.