البطريرك يوحنّا العاشر في زيارة رعائيّة إلى رعيّة قطنا- ريف دمشق الأحد في السّابع والعشرين من الجاري
تحمل زيارة البطريرك يوحنّا العاشر إلى رعيّة قطنا بشرى الإيمان والرّجاء من جهة وستزرع الأمل في نفوس أبناء الرّعيّة في وقت طغت عليه المحن والصّعوبات من جهة ثانية.
على جدول زيارة البطريرك يوحنّا العاشر باقة من المحاور واللّقاءات مع العائلات والمؤمنين الشّبّان والشّابّات لكن الأهمّ هو القدّاس الإلهيّ المرتقب حيث تشخص الأنظار إليه وتترقّب ما سينبثق عن كلمة البطريرك يوحنّا العاشر الأبويّة من مواقف كنسيّة ووطنيّة تؤكّد على الثّوابت الّتي تنادي بها الكنيسة في عالمنا اليوم.
وفي سياق متّصل، تعدّ رعيّة مار الياس الغيور للرّوم الأرثوذكس من أكبر الرّعايا الأرثوذكسيّة وأهمّها، وبالنّسبة إلى الكنيسة فقد تمّ افتتاحها وتكريسها في 27_10_2005 وذلك بمساعي وجهود رعيّة قطنا والمحسنين المؤمنين وبرعاية خاصّة آنذاك من المثلّث الرّحمات البطريرك أغناطيوس الرّابع الّذي بارك إعادة تشييد الكنيسة ووضع حجر الأساس لها بتاريخ الحادي عشر من شهر آب العام 1995 في موقع الكنيسة القديمة الصّغيرة الّتي سبق وشيّدت بين العامين 1912 و1922.
وإذا تعمّقنا أكثر في أبعاد الزّيارة تستوقفنا محطّة فرح وحرقة في آن معًا، محطّة فرح لأنّ زيارة البطريرك يوحنّا العاشر ستؤكّد أنّ الكنيسة الأنطاكيّة ستبقى حاضنة لأبنائها، ولكن من جهة ثانية هي محطّة حرقة لأنّ هذه الزّيارة ينقصها وجود الأب فادي الحدّاد كاهن الرّعيّة قبل خطفه وقتله على يد المجموعات الإرهابيّة المسلّحة وهو الّذي كان يتابع دومًا أحوال رعيّته ويضع كلّ الإمكانات في تصرّف من يرغب في إعلاء شأنها.
ويبقى القول، إنّ زيارة البطريرك يوحنّا العاشر إلى رعيّة قطنا الأرثوذكسيّة ستشكّل بداية لفجر جديد، إنّها بداية ستسطع شتولها وتنمو تماشيًا مع أقواله الّتي ينادي بها دائمًا وهي "نحن لا نحمى بسفن الحرب ولا بسفن التّهجير، نحن نحمى بغرس السّلام في ربوعنا، نحن مغرسون هنا منذ ألفي عام، هنا ولدنا، وهنا عشنا ونعيش، وهنا نموت".