سوريا
06 شباط 2017, 10:11

البطريرك يوحنّا العاشر خلال تدشين كنيسة القدّيس باييسيوس الآثوسيّ في جرمانا: "باقون في سوريا، فيها ولدنا، فيها نعيش وفيها سنموت، وستبقى واحدة موحّدة"

"أيّها الإنسان أنت هيكل الله الحيّ، ومدعوّ أن تتذكّر أنّ المعبد والهيكل الحقيقيّين هو أنت أيّها الإنسان بحيث يجب عليك أن تجعل من قلبك مذبحًا حقيقيًّا للرّبّ تقدّم حياتك قربانا حيًّا على مذبحه".

 

بهذه الكلمات الرّجائيّة ووسط حضور كنسيّ رسميّ وشعبيّ مسيحيّ وإسلاميّ، ضاقت به ساحات جرمانا وأروقة الكنيسة الجديدة المشادة على اسم القدّيس باييسيوس الآثوسيّ الأولى في كنيسة انطاكية، قام البطريرك يوحنّا العاشر بتدشين كنيسة القدّيس باييسيوس ونضحها بالماء المقدّس وسط زغاريد النّسوة والهتافات الّتي علت قائلة: "نعم للثّبات في ديارنا، نعم لسوريا، نعم لكنيستنا الصّامدة الّتي أنبتت في داخلنا روح الإيمان وحصدت في نفوسنا الزّرع الصّالح".
البطريرك يوحنّا العاشر دخل إلى الكنيسة على وقع عزف كشّافة القدّيس أنطونيوس الكبير في جرمانا  محاطًا بلفيف من المطارنة والأساقفة والكهنة والشّمامسة، مترئّسًا خدمة تدشين كنيسة القدّيس باييسيوس الآثوسيّ وسط أناشيد وترانيم فاح عبيرها بأصوات جوقة الكنّارة الرّوحيّة الأرثوذكسيّة.
نعم، إنّه العرس الأنطاكيّ الّذي كلّلته كلمات البطريرك يوحنّا العاشر المفعمة بالوطنيّة حينما قال: "إنّ فرحتنا كبيرة اليوم، فرحتنا كبيرة لأنّنا في جرمانا حيث نعبّر عن وحدتنا وتلاقينا مسيحيّين ومسلمين، وليس وجود إخوتنا الموحّدين الدّروز معنا اليوم سوى تأكيد على  أنّنا في سوريا نؤمن بالعيش المشترك وما من شيء يفرّقنا لا دين ولا لون ولا مذهب ولا عرق، لأنّنا نؤمن بالدّولة المواطنيّة حيث نحترم فيها بعضنا البعض ونشهد مع بعضنا لهذه الشّهادة. وبالتّالي فإن سوريا ستبقى واحدة موحّدة من حرمونها وجولانها إلى حلب درّة مجدها ومن خابورها وفراتها إلى طرطوس واللّاذقية ولآلىء بحرها، ستبقى سوريا واحدة موحّدة، لذا فإنّ الصّورة النّموذجيّة الوطنيّة الّتي جمعتنا في جرمانا تحت كنف الكنيسة الجديدة هي تأكيد آخر أنّنا نعمل في سوريا يدًا بيد وعائلة واحدة، فيها ولدنا فيها نعيش وفيها سنموت".
وفي الشّقّ الرّوحيّ، دعا البطريرك يوحنّا المؤمنين إلى التّحلّي بروح التّواضع واحترام حقوق الآخر وصون كرامته وأن يطلب المؤمن  دائمًا رحمة الله وأن يناشد ذاك القدير المخلّص لكي يعيش الإنسان بخلاص وحياة هادئة وسلام دافىء.
وفي ختام كلمته، رفع الصّلاة  من أجل عودة سائر المخطوفين ومن بينهم مطرانا حلب بولس ويوحنّا وعودة المهجّرين إلى ديارهم سالمين معافين طالبًا التّعزية للحزانى والثّكالى والأمن والأمان لسوريا.