سوريا
27 أيار 2024, 10:30

البطريرك يوحنّا يصل إلى اللاذقيّة ويؤكّد جئنا لنزلزل الدنيا بصرخة المسيح قام

تيلي لوميار/ نورسات
اللاذقيّة بأرضها، وشعبها، بسهولها وجبالها، ببحرها وسمائها، قالت أهلًا وسهلًا بابنها البار البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس". بهذه الكلمات وبدعوة من راعي أبرشيّة اللاذقيّة وتوابعها للروم الأرثوذكس، المتروبوليت أثناسيوس، استقبلت مدينة اللاذقيّة البطريرك يوحنّا العاشر الذي أتاها في زيارة رعائيّة تحمل محطّات نهضويّة بارزة في تاريخ الأبرشيّة.

 

إستقبلت المدينة بسائر أطيافها البطريرك في مسيرة شعبيّة زيّنتها التراتيل والأناشيد التي عانقت فرح القيامة.

بعد الاستقبال، أقام البطريرك صلاة الشكر في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس بمشاركة عددٍ كبيرٍ من المطارنة من بريطانيا، ولبنان، وسورية، ولفيفٍ من الآباء الكهنة والشمامسة.

كما حضر الصلاة شخصيّاتٌ سياسيّة، وأمنيّة، وجامعيّة، وعسكريّة، وأعضاء من مجالس مختلفة في سورية.  

ومن الجانب الكنسيّ والدينيّ حضر مطارنةٌ من كنيسة الروم الملكيّين والأرمن الأرثوذكس، والموارنة، ومدير الأوقاف السوريّة، ولفيف من الشيوخ والقساوسة والآباء الكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس، وهيئاتٌ وجمعيّاتٌ ولجانٌ كنسيّة...وجموع غفيرة من المؤمنين.

بعد الصلاة، ألقى المطران أثناسيوس كلمة رحّب فيها بالبطريرك والوفد المرافق قائلًا:  

"شاءكم الله أيّها البطريرك أن ترتقوا هذا الكرسي الرسوليّ بمسؤولياته كلّها في ظروف ولا أصعب، بحيث مرّت علينا غيمة الإثم هذه والتي أتت من عالم شرير، وأرخت بذيولها على سورية وشعبها وما زالت، ولكن هيهات ونحن أبناء المجد الذي يشهد على تاريخنا الزاهر."

تابع المتروبوليت قال:  

"أنتم أيّها البطريرك، بحكمتكم وعلمكم ومحبّتكم للوطن والإنسان، وصبركم الكبير، واتّكالكم على ربّكم تسهرون على ما أؤتمنتم عليه، وتقودون الدفّة إلى الطريق الصحيح، واعتمدتم طريق الحوار والانفتاح...اليوم، كنائسنا تهتف "نور المسيح فليضئ للجميع"؛ ونور المسيح ليس فروضًا وليس حروفاً، هو فيض حبّ يغمر الجميع، هو درب الحقّ والحياة".

وختم:" نشكركم لأنّكم ساهمتم في إتمام أعمال الترميم في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس واسمحوا لي أن أقدّم لكم هذا الثوب الكهنوتيّ تذكارًا لهذه الزيارة التاريخيّة".

بعدئذ، كانت كلمة لمحافظ مدينة اللاذقيّة عامر إسماعيل هلال رحّب فيها بالبطريرك في مدينة اللاذقيّة ...التي تتميّز بمحبّة الٱخر والانتماء للوطن، وهي "تعتزّ بأنّ يوحنّا العاشر هو ابن هذه الأرض".  

كما نوّه المحافظ بالدور الرعائيّ والاجتماعيّ الذي يقوم به المطران أثناسيوس في سبيل الكنيسة وشعبها المؤمن.

من ثمّ، ردّ البطريرك يوحنّا بكلمة شكرٍ قائلًا: "نطلّ اليوم في هذا الموسم القياميّ البهيّ، لنجدّد كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس ونكرّسها. نطلّ من هنا لنقول إنّنا توأم هذه الأرض التي نحبّ، ومن هذه الكنيسة التي تنفض عنها ركام الزلزلة، لنزلزل الدنيا بصرخة "المسيح قام".  

أضاف البطريرك: "نطلّ اليوم لنرفع الصلوات من أجل الذين قضوا في زلزال العام ٢٠٢٣، وأخاطب فيكم أيّها الراعي الجليل أثناسيوس كلّ أبرشيّة اللاذقيّة، وهذا الشعب المحبّ لله، وكلّ نفس قياميّة، ومن هذه الأرض المقدّسة نبعث تحيّة سلام للمطران بولس( يازجي) الذي كان خادمًا لهذه الرعيّة، وتحيّة سلام للمطران يوحنا( ابراهيم) اللذين سويّة على صليب المسيحيّة في هذا الشرق في عامهما الحادي عشر وسط هذا الصمت المطبق بحقّهما."

تابع البطريرك: "جئنا لنسمع العالم صوتنا بأنْ قد آن الأوان لجلجلة سورية أن تنتهي، آن الأوان لرفع الحصار عنها، نحن لم ولن نحلم بالهجرة، ارفعوا سياسة التجويع الآثم، لذلك نصلّي اليوم من أجل سورية وفلسطين وغزّة والقدس ولبنان وسائر المنطقة سائلين الربّ أن يزرع سلامه في هذه الديار المقدّسة ونؤكّد أنّنا ههنا ثابتون راسخون ومتجذّرون".

في ختام كلمته، قدم البطريرك يوحنّا العاشر أيقونة السيّدة العذراء للمطران أثناسيوس عربون محبّة وتقدير.

وبعد الصلاة، أزاح غبطته الستارة عن اللوحة التذكاريّة التي تؤرخ لترميم كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس .