البطريرك يوحنا العاشر يزور رعايا حلبا، الشيخ طابا، الزواريب، الحكر ومنيارة. ويناشد أصحاب الساسة أن يضعوا قراراتهم في طريق كلمة الحق
وفي اليوم الرابع لزيارته، تفقد غبطته رعية حلبا التي أعدت له استقبالا حاشدا ومهيبا أمام كنيسة القديس باسيليوس الكبير.
و أقام غبطته صلاة الشكر بحضور الميتروبوليت باسيليوس منصور راعي الابرشية، وكاهن الرعية الاب فؤاد مخول بمشاركة عدد من الكهنة والشمامسة بحضور فعاليات البلدة.
بعد الصلاة القى الاب فؤاد مخول كلمة قال فيها:
أحييكم يا صاحب الغبطة بفيض نور المسيح الظافر على الموت.
لكم تقنا للقياكم و التماس بركتكم الصادقة ، لكم تقنا للثم يمينكم الطاهرة الكريمة ... فها نحن اليوم سيّدي ، كمثل غرس الزيتون حول مائدة المحبة و الغبطة هذه التي فيكم
وتابع، في ظل ما يكتنف منطقتنا من ازمات و ضيقات، و هجمات اعداء و اضطهاد من هنا وهناك، علّمنا إن كيف نكون ذاك التين الناضج في شجرة الحياة ،علّمنا ان كيف نبني كنيسة شاهدة للحق و الخدمة و البنيان علّمنا ان كيف بالنعمة ننمو و بالخدمة نسمو و بالمحبة يتناسق البنيان.
وأضاف، اليوم معكم يا صاحب الغبطة، نقف على العتبة بين الماضي والمستقبل. معكم ننظر الى الماضي، معتزين و مفتخرين برعاتنا السابقين الامينين و اسمحوا لي سيدي ، ان اخصّ بذكري هذا ، سلفكم صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم الى جانب سيدي المثلث الرحمات المطران بولس بندلي الذي بوضع يده المباركة نلت نعمة الكهنوت المبارك.
كما احيي المتروبوليت باسيليوس منصور على عاطفته الابوية وعلى تواضعه وثباته".
تلاها كلمة ألقاها الدكتور فرج زخور جاء فيها:"
ان زيارتكم يا صاحب الغبطة لعكار تشكل زادا روحيا لنا في هذه المنطقة التي تحتاج الى الكثير من مقومات العيش مجموعة من الكتب التي اصدرها في الادب والتاريخ.
أما البطريرك يوحنا فقال:"
أنه لفرح عظيم يغبطنا جميعا في هذه الكنيسة العزيزة في بلدة حلبا، هذه المدينة العظيمة بتاريخها وناسها ومعكم سنبقى متجذرين بارضنا وبكنيستنا ووطننا.
وأضاف،ان القديس باسيليوس الكبير كان من كبار القديسين ومن أكبر المثقفين ورجال العلم في زمنه ، وهو الذي ترك بيته وذهب الى اثينا حيث تلقى علومه وتوفى عن عمر49 سنة بعد أن أمضى 5 سنوات كأسقف، وأنتج مؤلفات واعمال وخطابات عظيمة ولذلك سمي بباسيليوس الكبير. من هنا ندعوكم لان تقرأوا وتطلعوا على عمق ثقافة هذا القديس الذي هو مدرسة إيمان وعلم.
وتابع، اننا نقدر عاليا ما يقوم به المطران باسيليوس منصور ونثمن اعماله وانجازاته المنظورة والمشهودة ونصلي له وهو الذي يقدم حياته وكيانه ووجوده لشعب هذه الكنيسة ولخدمة هذه المنطقة بمسلميها ومسيحيها."
وختم قائلا: "
لقد إنغرس هذا اليوم في قلبي ولن يمحى من عقلي ونشكر الله على نعمته، كما إنني أعايد وأهنىء أخوتنا المسلمين في هذا الشهر الفضيل اعاده الله بكل خير."
ثم قدم الكاهنين فؤاد مخول وريمون يعقوب أيقونة السيدة العذراء لغبطته الذي تسلم ايضا هدية رمزية من طيوب عكار من سيدات حلبا اللواتي سلمن هدية مماثلة للمطران منصور.
كما قدم البطريرك يوحنا للكنيسة إنجيلا مقدسا.
ومن حلبا، توجه غبطته إلى رعية النبي ايليا في الشيخ طابا- عكار برفقة راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس منصور والوفد المرافق.
وكان في استقبالهم كاهن الرعية الاب نقولا شلهوب، فعاليات البلدة وحشد من الاهالي الذين استقبلوا غبطته والوفد المرافق بحفاوة كبيرة ناثرين الورود.
بعد الإستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نية أبنائها.
والقى الاب نقولا شلهوب كلمة قال فيها:"
يسعدنا أن نستقبلكم يا صاحب الغبطة بمحبة وحفاوة كبيرتين.لقد ٱمنتم ان المسيحية هي شراكة ومحبة.وما اقوله هو تأكيد لنهج طويل عبرتم عنه في جميع المناسبات.
لقد شرفتم الى منطقة بعيدة عن أعين المسؤولين، الى منطقة تتطلب الكثير من الانماء."
وبدوره، رحب رئيس البلدية روجيه ديب بغبطته معبرا عن فرحة الاهالي بحضوره وقال:"
إن زيارتكم لعكار ستبقى ناصعة في سجلاتنا التاريخية ، لقد أضفتم يا صاحب الغبطة نعمة وبركة كبيرة على ابناء هذه المنطقة."
أما غبطة البطريرك يوحنا فرد بكلمة قائلا:"
فرح كبير لنا ان نجتمع سويا مع أهالينا في الشيخ طابا، وعندما نكون في عكار نكون في أرض الاصالة والطيبة والوطنية، عكار التي قدمت الكثير من الشهداء من اجل الوطن.
نعيش اليوم في ظروف قاسية، لكن ترتيلة القيامة تعطينا القوة والرجاء والثبات.
أضاف، ما من شك منذ اللحظة الاولى التي دخلنا فيها عكار ومن الحدود تحديدا، رأينا الفرح المؤثر والبادي على وجوه الجميع، ولا سيما على وجوه أخوتنا المسلمين الذين نتمنى لهم شهرا مباركا.
وتابع، ان الشيخ طابا كبيرة بإيمان أبنائها المتجذرين في الارض والثبات والوجود.
ومن هنا نؤكد أن شعبنا هو شعب بطل في ايمانه، داعيا ابناء البلدة وابناء عكار عامة كي يكونوا اليد الواحدة والعائلة الواحدة وان يبعدوا اولادهم عن تحديات العصر الراهنة وان لا يتلقفوا القصص التي تبعدهم عن إيمانهم وان يبقوا شهادة في الحق، وان يتمسكوا بمنطق المحبة".
ورفع الصلاة من اجل اطلاق كل المخطوفين وعلى رأسهم المطرانين بولس ويوحنا مؤكدا اننا أصحاب ارض وحق."
ثم قدمت رعية الشيخ طابا هدايا تذكارية لغبطته الذي قدم بدوره للكنيسة انجيلا مقدسا .
ومن الشيخ طابا، إلى بلدة الزواريب حكاية أنطاكية ومنبع إيمان.
وهناك أعد أهالي البلدة لغبطته إستقبالا مهيبا فاحتشدوا
عند مدخل البلدة مع كاهن الرعية الاب توفيق عبدالله.
بداية وضع البطريرك يوحنا اكليلا من الورد على نصب الشهداء.
ثم اقام صلاة شكر في كنيسة القديسين بطرس وبولس.
بعد الصلاة القى الاب توفيق عبدالله كلمة قال فيها:"
نرحب بكم يا صاحب الغبطة، لقد إمتلكنا منكم المعرفة عندما تتلمذنا بعهدكم في معهد اللاهوت- البلمند وتلقفنا من غبطتكم التربية المسيحية الصالحة، أنتم نذرتم أنفسكم من اجل الكنيسة .
كما تحدث عن فكرة تشييد الكنيسة بعهد المثلث الرحمات المطران بولس بندلي وباتت منارة اسوة بسائر الرعايا."
كما شكر المطران باسيليوس منصور على جهوده المبذولة في نهضة الابرشية بحيث كان له الفضل في شراء الارض التي بنيت عليها صالة الكنيسة.
ثم قدم الاب توفيق عبدالله أيقونة القيامة لغبطته ،وللمطران منصور أيقونة المنديل الشريف.
أما رئيس بلدية الزواريب رامز ندور فقال:"
ان زيارتكم ستكتب في السجلات الذهبية، متطرقا الى الاوضاع السائدة في المنطقة والمخاوف التي تثير هموم ابناء الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية مؤكدا ان غبطته بقي صامدا وقادرا على احتواء الازمات بحكمة وعقلانية."
ثم كانت كلمة البطريرك يوحنا العاشر قال فيها:"
عندما نجتمع في هذه الكنيسة المقدسة التي بنيت في عهد المثلث الرحمات المطران بولس بندلي، والمطران باسيليوس يتابع المسيرة الى حين وصلتم الى بناء القاعة، يدل ان هذه الرعية هي رعية فاعلة، وأنكم جميعا تنتمون إلى مدرسة العطاء بحيث تقدمون من أنفسكم كي تخدموا كنيستكم ووطنكم. وعلينا أن لا ننسى عندما نتحدث عن القيامة نذكر القبر الفارغ، نذكر هذا الكلام لنقول اننا نواجه صعوبات كثير ونتذكر النسوة الحاملات الطيب اللواتي لم يخفن بل ذهبن الى القبر ودحرجن الحجر."
كما تحدث غبطته عن معنى القيامة التي تؤكد أن المسيح قام ليقمنا من اخطائنا ولينتشلنا من الفساد.
ثم انتقل غبطته والحضور مدشنا
القاعة المنشأة حديثا الى جانب الكنيسة.
بعد ذلك، إنتقل البطريرك يوحنا والمطران منصور والوفد الكنسي المرافق الى بلدة حكر الشيخ طابا حيث أعد له الأهالي إستقبالا حاشدا امام كنيسة مار يوحنا المعمدان، بحضور كاهن الرعية الأب نايف اسطفان.
وقد أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نية أبنائها.
بعدها القى الاب اسطفان كلمة قال فيها:
عكار انشري الورد صباحا، يازجي مؤمن بربه وعلى الايمان تبنى اليازجية، غبطتكم صدر المجالس، وشمس هذا المهرجان.
لا يسعني الا ان اهتف مع ابناء هذه الرعية المباركة، لنعيد فصحا ثانيا.
ثم تحدث عن الابرشية والمطارنة الذين تعاقبوا عليها منوها بمسيرة المطران باسيليوس منصور البهية بكل معانيها.
وسأل الرب ان يفك أسر المطرانين المخطوفين وان تعيش الكرسي الانطاكي بفرح."
ثم القى البطريرك يوحنا كلمة في جموع المصلين شاكرا المطران باسيليوس منصور وابناء الرعية على حفاوة استقبالهم ومشيدا بأبناء هذه البلدة وبأصالة إيمانهم.
ومن ثم، تحدث غبطته عن اهمية التراتيل الفصحية التي تحثنا على عيش مفهوم القيامة بمعناه الحقيقي وهي العبور من مكان الى اخر، اي من الموت الى الحياة ومن الارض الى السماء.
واضاف، نعم ان قيامة المسيح تقيمنا من اخطائنا وسقطاتنا، لقد تحمل السيد المسيح الصليب لانه اراد ان يفتدينا ويخلصنا ويحثنا على العبور معه من اهوائنا لنسير على طريق الانجيل.
وانا فخور بأنني في عكار، ونعتز بأننا بينكم ودعوتنا اليوم الى اصحاب القرار ان يضعوا قراراتهم في طريق كلمة الحق وان يتعالوا عن المصالح والانانيات. "
وفي الختام، قدم الأب نايف لغبطته بطرشيل.
وبدوره قدم غبطته انجيلا مقدسا للاب اسطفان ولرعية حكر الشيخ طابا.
وإختتم غبطته هذا هذا النهار الطويل بزيارة بلدة منيارة التي اعدت لغبطته استقبالا مهيبا في ساحة البلدة بحضور المطران باسيليوس منصور راعي الابرشية.
وانطلق الجميع في مسيرة صلاة من ساحة البلدة الى كنيسة منيارة الارثوذكسية وسط قرع اجراس الكنائس والتراتيل والصلوات، حيث اقام البطريرك يوحنا صلاة الشكر.
بعدها القى الاب نقولا شلاح كلمة قال فيها:"
ما أجمل أن يجتمع الاخوة معا بوجودكم يا صاحب الغبطة، تأتون اليوم حاملين الامل والكبر، لاننا في هذه المنطقة اصيلون ومتأصلون، ورعيتنا هذه تتميز بفعاليتها المتعددة ونشاطاتها المتنوعة ولا سيما جمعية النهضة الخيرية الارثوذكسية التي تهتم بالكنيسة كما ان هناك جماعة النور المقدس التي تهتم بالشؤون الانسانية، وكذلك حركة الشبيبة الارثوذكسية التي تهتم بالتنشئة المسيحية.
وبإسم المطران منصور واهالي البلدة، نرحب بكم في دياركم فأنتم اهل البيت ونحن الابناء". واسمحوا لي ان اقدم لكم عصا رعائية عربون محبة وامتنان.
عبود
ثم كانت كلمة لرئيس البلدية انطون عبود رحب فيها بغبطته وبالوفد المرافق، قائلا:"
من اجل الانسان كان الرسل، الانسان هو العنوان وكذلك المستضعف فلنعمل من اجله كي يبقى يسوع حي فينا، نرحب بكم صاحب الغبطة ،تبعثون الامل والرجاء.
وقدم عبود شرحا لمعاناة المنطقة راجيا من غبطته ان ينقل هذه الصورة الى اصحاب القرار وقال:"
نحن نتطلع مع المطران منصور وغبطتكم الى بناء مؤسسات اجتماعية كي نساهم معا في مساعدة ابنائنا وثبيتهم في ارضهم .
ورأى ان بناء المؤسسات هي الاولية من اجل الانسان." مقدما
لغبطته صليبا مقدسا ، كما قدمت له جماعة النور هدية تذكارية.
والقى البطريرك يوحنا كلمة قال فيها:"
نحن في منيارة ولأنني في منيارة سأتكلم عن النور، حاملين شعلة النور لتشع امام كل العالم، وهذا ما يرتبط بعيد القيامة. ولذلك وفي كل صلواتنا علينا ان نتذكر النور وكيف نتحول نحن البشر الى نور ونترك الظلمة، نحن لسنا من عالم الخطيئة بل نحن من عالم السماوات.
واشار الى أن الكنيسة هي الشعب المؤمن وعلى الشعب ان يكون بمثابة الانجيل المفتوح. وعكار ستبقى عظيمة بشعبها وبأرضها وزيتونها وستبقى رسالتنا هي رسالة سلام مهما قست الايام وجار علينا الدهر.
وأشاد أيضا براعي الابرشية المطران باسيليوس منصور الذي يعمل بعطاء لا محدود من اجل أبناء عكار دون تمييز."
وقدم غبطته للكنيسة انجيلا مقدسا.
ومن ثم انتقل و الجميع الى البيت الارثوذكسي حيث التمس الشعب المؤمن بركته الأبوية.