سوريا
26 آب 2024, 11:40

البطريرك يوحنّا العاشر في رسالة تضامنيّة إلى متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ضرورة تعزيز مبدأ التواصل في وقتٍ يسود فيه منطق المجابهة والتنافر، ووقوف بطريركيّة أنطاكية إلى جانب "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة الشاهدة والمعترفة"، جاء هذا التأكيد ضمن سلسلة اتّصالاته التي أجراها مع بعضٍ من إخوانه بطاركة الشرق، وفق موقع بطريركيّة الروم الأرثوذكس الرسميّ.

 

بعث البطريرك يوحنّا العاشر برسالة تضامنيّة إلى أونوفريوس، متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا عبّر فيها عن وقوف الكنيسة الأنطاكيّة إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة في ما تتعرّض له وجاء في الرسالة:

"وصلنا في الأيّام الأخيرة خبر إقرار مجلس النوّاب الأوكرانيّ القانون رقم 8371، الذي يهدف إلى حظر الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة ومنعها من الوجود وتجريدها من ممتلكاتها، بناءً على اعتبارات ترقى إلى مستوى العقاب الجماعيّ لملايين المؤمنين الذين تكمن "خطيئتهم" الوحيدة في أنهم ظلّوا مخلصين للإيمان الأرثوذكسيّ الذي تسلّموه من القدّيسين وفقًا للتسلسل الرسوليّ".

تابع البطريرك العاشر: "يهمّنا في هذا الظرف الصعب الذي تمرّ به كنيستكم أن نؤكّد لكم أنّ بطريركيّة أنطاكية تقف إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة الشاهدة والمعترفة، وتدعو المؤمنين إلى رفع الصلوات من أجل أن يثبّتكم الله، مع مطارنة كنيستكم وكهنتها ورهبانها وشعبها على الإيمان، ويمنحكم القوّة والصبر لتحمّل الشدائد والحفاظ على نقاوة الإيمان، وأن يمسح الدموع عن عيونكم، وأن يغفر للمسيئين إليكم".

وأضاف: "تؤكّد بطريركيّة أنطاكية، أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة هي في شركة إفخارستيّة مع الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة كلّها، والتي تتمتّع بالتسلسل الرسوليّ والكهنوت السليم. وإنّ محاولة حظرها وإلغائها يعتبر إلغاءً لأقدم كنيسة أرثوذكسيّة شرعيّة في البلاد.

إنّ بطريركيّة أنطاكية تضمّ صوتها اليوم إلى أصوات رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة الذين دافعوا وما زالوا يدافعون عن كنيستكم، ويدعون إلى عقد مجمع عامّ لإيجاد حلّ شامل للمسألة الكنسيّة الأوكرانيّة. ونؤكّد لكم مجدّدًا أنّنا لن نألو جهدًا في رفع الصوت من أجلكم ومناشدة جميع الخيّرين في هذا العالم، ولا سيّما القادة المسيحيّين والحكومات والمنظّمات الدوليّة والمدافعين عن حقوق الإنسان والحرّيّات الدينيّة، للعمل على وضع حدّ للتميّيز الدينيّ والعنف الذي تتعرّض له كنيستكم، والذي يشكّل سابقة خطيرة في القرن الحادي والعشرين لا يجوز السكوت عنها وتكريسها".

"يحتاج عالم اليوم المضطرب إلى أن يسمع من المسيحيّة كلمة تعزية وصرخة حقّ".

في السياق عينه، وفي خلال اتّصال هاتفيّ أجراه مع أناستاسيوس، رئيس أساقفة تيرانا وسائر ألبانيا، أكّد يوحنّا العاشر أنّ عالم اليوم المضطرب بالنزاعات والمليء بالتحدّيات هو بأمسِّ الحاجة إلى أن يسمع من الكنيسة كلمة تعزية وصرخة حقّ. تطرّق  الطرفان إلى العلاقات الأخويّة التي تجمع الكنيستين الأنطاكيّة والألبانيّة، وإلى الدور المناط بالكنيستين في المجتمعات حيث تعيش، في مدّ جسور التواصل والتلاقي والانفتاح على الآخر من جهة والحفاظ على الهويّة والإيمان بتعقّلٍ وحكمةٍ من جهة أخرى.