البطريرك يوحنّا العاشر: زياد الرّحباني خسارة للبنان وللعالم
وقد نقل تعازي البطريرك يوحنّا متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما للرّوم الأرثوذكس المطران سلوان موسي الّذي ترأّس صلاة الجنّاز في كنيسة رقاد السّيّدة في المحيدثة- بكفيّا، بحضورٍ رسميّ وشعبيّ، حيث ألقى بعد تلاوة الإنجيل كلمة تحدّث فيها عن "زياد الرّحباني المبدع الّذي ضحى من أجل الإنسان في لبنان"، وأشار إلى أنّ "زياد الرّحباني رأى آلام النّاس وأوجعته، وحمل هذا الوجع صليبًا في حياته، وعبّر عنه بطريقته لمقاومة هذا الوجع والاتّجاه نحو النّور. هذا الانسان خدم في حقل الله فانتفض على كلّ شيء وحمل وزر كلمته لأنّه تألّم من أجل الحقيقة الّتي يراها."
أضاف: "زياد كان يحمل جرحًا بنفسه وهذا الجرح جعله مبتكرًا وأخرج من الوجع نورًا لحياة الإنسان، هكذا فعل بمشوار حياته معنا وللأجيال المقبلة، فحقّق فرقًا وتغييرًا في حياتنا وفي كلّ مجتمع، وفي العمق زياد غيّر في واقعنا ولم يجعلنا ننكسر حتّى النّهاية، فعاش معنا قيامة النّفوس، ففجّر ذلك بكلمات وألحان."
وتوجّه المطران موسى إلى السّيّدة فيروز قائلًا: "اليوم غادرك زياد، ولكن أولادك كثر فأولاد هذه العائلة في كلّ مكان، ينامون ويستيقظون على هذا الصّوت وهذه الكلمة والمعنى الّذي يقدح حجر الصّوان ويخلق بالنّفوس وفي كلّ مكان أملًا ورجاء جديدين. التّعزية للسّيّدة فيروز ولكلّ العائلة، إنّكم أسّستم عائلة لكلّ الوطن على مرّ العقود الّتي مرّت والآتية، أصبحنا عائلة لوطن اسمه لبنان وكلّنا لهذا الوطن ليكون هذا الوطن دائمًا لنا ونصونه ونذود عنه ونضحك من أجله".
وإختتم: "زياد ضحّى بنفسه من أجل لبنان ومن أجل الوعي في هذا الشّرق المجروح والمظلوم كي لا يبقى في السّجن وليخرج من المعاناة، سلاحه الإيمان بالإنسان وصدقه، زياد كان بشيرًا لعالم أفضل، حمل صليبه حتّى النّهاية، فكان مغوارًا ذهب إلى الخطوط الأماميّة في هذا الوجود من دون أن يخاف على نفسه من أجل حماية الآخرين".
بعد ذلك منح رئيس الحكومة نوّاف سلام، باسم رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون، الرّاحل زياد الرّحباني "وسام الأرز الوطنيّ من رتبة كومندور".
بعد الصّلاة، نقل جثمان الرّحباني إلى مدافن السّيّدة فيروز في شويّا ليوارى في الثّرى بجانب شقيقته ليال.