لبنان
13 أيلول 2018, 06:07

البطريرك يوحنا العاشر: تعال وانظر الى صورة الإيمان النابض والراسخ في قلوب أبناء شليفا ودير الأحمر

"لقد اعتادت دير الأحمر أن تستقبل الأحبار في ديارها وتستقبل على أيديهم بركات السماء. كما اعتاد البقاع الشمالي ان يوسع سهله ليكون عرشا لذوي الإرادات الصالحة. ولقد اعتادت هذه المنطقة من لبنان أن تكون فخورة بغناها الطائفي والمذهبي والثقافي والتعددي. وها فخرها يكتمل اليوم باستقبال فخر الأحبار والبطاركة. البطريرك يوحنا العاشر".

هكذا، استقبلت منطقة دير الأحمر البطريرك يوحنا العاشر صغارا وكبارا شيبا وشبابا في اليوم الخامس لزيارته الرعائية الى أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس.
رافق غبطته في الزيارة مطران الأبرشية المتروبوليت انطونيوس الصوري، المطران نيفن صيقلي، الأساقفة لوقا الخوري، ثيودور غندور، وآباء كهنة وشمامسة.
كان في استقباله في ساحة دير الأحمر راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، النائب أنطوان الحبشي، رئيس بلدية دير الأحمر السيد لطيف القزح، وفعاليات البلدة وكهنتها ومؤمنين وذلك  على وقع الرقص الفلوكلوري التراثي لدير الأحمر والدبكة التراثية والأغاني والأناشيد الكنسية المهللة للٱتي باسم الرب واللافتات المرحبة بغبطته في الصرح الماروني بدير الأحمر.
بعد الاستقبال، أعد أبناء الأبرشية المارونية في دير الأحمر استقبالا شعبيا عند باحة المطرانية وكاتدرائية مار جرجس المارونية حيث سار غبطته بمسيرة شعبية محاطا بالمطارنة والأساقفة والمؤمنين على وقع عزف فرق الكشافة وصولا الى المطرانية حيث بدأ عرس دير الأحمر.
بعد الصلاة، قال المطران حنا رحمة:" إن قدومكم اليوم إلينا يملؤنا فرحا عظيما لأنكم تحملون إلينا السلام، سلام المسيح، ولكن مشاعر الفرح والابتهاج هذه تختلط حقا بمشاعر القلق والألم والحسرة التي لطالما انتابتنا إزاء ما عاشته بلادكم المجروحة بسيف الحرب والظلم وما عاشه شعبكم بسلاح التهجير والاضطهاد والخوف. ودموعنا لا تزال تسيل لأننا في المسيح أخوة، وفي الكنيسة أعضاء في جسد واحد. وفي البلاد أشقاء وجيران، وفي الإنسانية واقع واحد، ولكن صمودكم في قلب هذا الواقع المرير على الرغم من التحديات والاضطهادات والمضايقات كان لنا مصدر تعزية ورجاء كبير."
وتساءل المطران رحمة ايضا: من أين جئتم بتلك القوة بل تلك البطولة للصمود كالعمالقة في وجه شرور الحرب وزواريبها؟ كيف اقتنيتم ذاك العزم الجبار لمواجهة واقعة اختطاف الحبرين الجليلين. تلك المصيبة المزدوجة التي ألمت بكم، إذ غيبت في الغموض كلا من المطرانين بولس ويوحنا؟ نعم يا صاحب الغبطة، في صمودكم، كنتم للمترددين مدرسة، وللخائفين سورا، وللحاقدين وخزا للضمير، وللظالمين والمتعدين حارسا بل حربة روحية تنحر البغض والضغينة والعدائية".
كما نقل المطران حنا رحمة تحية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي وفرحه وارتياحه لهذه الزيارة التاريخية التي تعبر عن الانتماء الواحد وقوة الكنيسة في الوحدة والتضامن.
كما كانت كلمة للنائب أنطوان الحبشي رحب بها بزيارة البطريرك يوحنا العاشر الى دير الأحمر ومؤكدا ان شمس السلام ستنهض من جديد مع قدوم غبطته. منوها بنداءات غبطته ومواقفه الداعية الى المحبة والسلام والوحدة حتى في أحلك الظروف وأصعبها.
تلى ذلك، كلمة لرئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزخ رحب بها بالبطريرك يوحنا على هذه الأرض الطيبة التي جبلت بدم الشهداء الأبرار قائلا:" إننا متجذرون بترابها حتى الأعماق، وأحببناها حتى الشهادة وإيماننا كإيمان بطرس ايمان راسخ لا تزعزعه الأعاصير. لنا فيها تاريخ طويل من البذل والعطاء. مقدما لغبطته هدية عبارة رمز البلاد الأرزة اللبنانية الشامخة كشموخ غبطتكم وشاهدة على تاريخكم يا صاحب الغبطة.
مقابل ذلك، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة جوابية شاكرا ومعبرا عن فرحه لوجوده بين هذا الشعب الطيب المؤمن الراسخ في الجذور والنابض بالإيمان، باعثا تحية سلام ومحبة الى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشددا على عمق العلاقات التي تربط بين الكنيستين. منوها بثبات أبناء دير الأحمر الذي يدل على إيمانهم الكبير والنور الموجود في قلوبهم وصدورهم داعيا إياهم الى التمسك بالقيم والابتعاد عن الخوف لأننا أبناء القيامة.
بعد ذلك،  سلك موكب البطريرك يوحنا الطريق المؤدية الى شليفا حيث كان في استقباله والوفد المرافق كاهن الرعية الأب غسان بركات وجمهور من المؤمنين.  بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في رعية البشارة بحضور المطرانين الياس رحال وحنا رحمة وفعاليات المنطقة.
بعد الصلاة، تلى المطران أنطونيوس الصوري كلمة رحب بها بالبطريرك يوحنا في هذه المنطقة التي كانت بشوق للقياه وها هي البركة قد حلت على شليفا ودير الأحمر مع قدوم غبطته.
البطريرك يوحنا العاشر رد في كلمته شاكرا ومؤكدا أن العائلة الواحدة لا تتحقق الا بالمحبة وها هي المحبة تجمع الكل تحت سقف رعية البشارة. وبالتالي نقول للعالم أجمع:" تعالوا وانظروا كيف نعيش مع بعضنا، تعالوا وانظروا الى صورة لبنان الحقيقة صورة المحبة والتلاقي والشركة".
بعد ذلك، قدم غبطته للكنيسة كأسا مقدسا والتمس الشعب المؤمن بركته الأبوية.