سوريا
08 شباط 2017, 07:12

البطريرك لحام مترئسًا قداس الأربعين للمثلث الرحمة ايلاريون كبوجي في دمشق "هو فخر لفلسطين ولوطنه سورية والبلاد العربية ولكنيسته"

وسط حضور رسمي كنسي وشعبي ضاقت به أروقة كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك_حارة الزيتون_دمشق، ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قداسا وجنازا بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة المثلث الرحمة ايلاريون كبوجي.


عاونه في خدمة القداس والجناز كل من مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت، مطران حمص ويبرود وتوابعها عبدو عربش، النائب البطريركي في دمشق المطران جوزيف عبسي وكهنة ابرشية دمشق في حضور الوزير منصور عزام ممثلا رئيس الجمهورية العربية السورية، الدكتور رمزي الخوري ممثلا رئيس دولة فلسطين، الكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي لدى الجمهورية العربية السورية، مفتي الجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ د. بدر حسون، الوكيل البطريركي الاسقف افرام معلولي ممثلا البطريرك يوحنا العاشر، المطران تيموثاوس متى الخوري ممثلا البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، والمطارنة: سمير نصار، أرماش نالبنديان، يوسف ارناؤوطي، واساقفة دمشق على اختلاف كنائسهم وكهنة  وراهبات ووفود من  كاريتاس كندا والدولة الفلسطينية واللبنانية وفعاليات رسمية وعائلة واصدقاء المطران كبوجي ومؤمنين.
وكانت كلمة للبطريرك غريغوريوس الثالث لحام قال فيها: "نجتمع معًا في هذه الصلاة الجنائزية الخاشعة لكي نتذاكر معًا حياة وجهاد فقيدنا الغالي المثلَّث الرحمة المطران إيلاريون كبوجي، النائب البطريركي العام ومطران القدس. إنَّه فقيد حلب الشهيدة المُنتصِرة. وهو فقيد الرهبانيَّة الحلبيَّة المُباركة، وفقيد كنيسة بطريركيَّة الروم الملكيين الكاثوليك، وفقيد القدس عاصمة إيماننا، وفقيد سوريَّة. وفقيد فلسطين. وفقيد المقاومة والحريَّة والكرامة.
وهو أخي، وقد جاهدنا معًا في فلسطين منذ عام 1974. فكان هو في سجن الشهامة والإباء والعزة، وأنا كنتُ أسيرُ بهدي إيمانه وقوَّة معنوياته. كما كنتُ أتابع رسالته في المحاضرات شبه اليوميَّة التي كنتُ مِن خلالها ألتقي بالحجَّاج من أقطار العالم. وأكلِّمهم عن شخصية المطران كبوجي ومعنى وأهميَّة وفرادة "التزامه القضيَّة الفلسطينيَّة العالميَّة. وما قاساه ويُقاسيه في سبيلها. وأحسَبُ نفسي من خريجي مدرسة المطران كبوجي.
 وتابع غبطته: "فقيدنا من مواليد حلب الشهباء 2/3/1922. وهو راهب من الرهبانيَّة الباسيليَّة الحلبيَّة. رُسِمَ كاهنًا عام 1947 وكان رئيس الرهبانيَّة الباسيليَّة الحلبيَّة (في الأعوام 1962-1965). وبهذه الصفة شارك في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965). وهو المطران الأخير بين مطارنة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الذين شاركوا في المجمع المذكور. وخدمَ مدَّة في ريف دمشق في الرعايا. رُسِمَ مطرانًا عام 1965 عن يد المثلَّث الرحمة البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ، وساعده في الرسامة الأسقفيَّة المثلَّث الرحمة المطران جاورجيوس حكيم مطران حيفا والناصرة وسائر الجليل، لاحقًا البطريرك مكسيموس الخامس. وقد عَيَّنَه نائبًا بطريركيًّا عامًا في القدس الشريف خلفًا للمثلَّث الرحمة المطران جبرائيل أبو سعدى عام 1965. وفي شهر آب 1974 اعتُقِلَ مِن قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسُجِنَ وحُكِمَ عليه بالسجن اثنتي عشرة سنة. قضى منها في السجون الإسرائيليَّة في زنزانة ضيِّقة منفردة ثلاث سنوات. وعلى أثر وساطة المثلَّث الرحمة البابا بولس السادس ورؤساء الكنائس في القدس خرج من السجن في 6 تشرين الثاني 1977 وكنتُ في استقباله في مطار روما. وعيَّنه على الأثر المثلَّث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس زائراً رسوليًّا على الروم الكاثوليك في أوروبا الغربيَّة حتى عام 1999. كما أنَّه بقي في وظيفته نائبًا بطريركيًّا للقدس. وقد قرَّرتُ أن يبقى نائبًا بطريركيًّا للقدس مدى الحياة ولا يخضع لنظام الإستقالة المفروضة على المطارنة لدى بلوغهم السِن الخامسة والسبعين. وقد طلبتُ من المثلَّث الرحمة غبطة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم أن يؤخِّر رسامتي مطرانًا سبع سنوات احترامًا لأخي وصديقي المطران "كبوجي.
وبعد نَفيه من القدس بقي في المنفى في روما. ولم يزر البلاد العربيَّة إلا بعد انقضاء مدة محكوميته 12 سنة. وذلك عام 1986. وكانت أوَّل زيارة له إلى سوريا حيث استُقبِل استقبال الأبطال.
واضاف، أيها الأحبَّاء، هذه هي نبذة من حياة فقيدنا الغالي.
المطران إيلاريون راهب حلبي. والراهب ينذر حياته كلّها للرب من خلال نذوره الثلاثة. وفقيدنا كان نذره الآخر الوحيد الكبير فلسطين. فمنذ أن عُيِّنَ نائبًا بطريركيًّا في القدس عام 1965، أصبح رمزاً للقضيَّة الفلسطينيَّة. ونذر حياته لخدمة الفلسطينيين في الوطن وفي أمكنة نزوحهم في البلاد العربيَّة وفي العالم أجمع. وأصبحت قضيَّة فلسطين قضيَّته. وقد أعلن في خطابه الشهير في مدرسة الروم الكاثوليك في بيت حننيا أنَّ أرض فلسطين هي الأم لكلِّ أبنائها. وقد ألهب هذا الإعلان مشاعر الفلسطينيين. وبدأت المناورات لأجل القبض عليه وسجنه، حيث تمَّ ذلك أولاً صبيحة اليوم الثامن من آب 1974، ثمَّ نهائيًّا يوم 19 آب 1974. ثُمَّ جرت محاكمته في القدس وحُكِمَ عليه بالسجن اثنتي عشرة سنة.
إنَّ فقيدنا هو حقًّا بطل القضيَّة الفلسطينيَّة. وبقى يُدافع عنها حتى آخر رمقٍ من حياته. وبقي يُلقي المحاضرات متنقلاً في بلدانٍ كثيرةٍ عربيَّةٍ وأوروبيَّةٍ يَحمِل عَلَمَ القضيَّة وحقوق أبنائه الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين بكلِّ جرأةٍ    واعتزازٍ وبفصاحته المشهورة بالعربيَّة والفرنسيَّة.
وكم كان يُردِّد رغبته في العودة إلى فلسطين ليلتقي بأبنائه الفلسطينيين، ليكون قريبًا إليهم ويُشاركهم في آلامهم ومُعاناتهم. وكم بذل من الجهود لأجل تأمين المساعدات على أنواعها لدعم المؤسَّسات الفلسطينيَّة، لاسيما الاجتماعيَّة في القدس والضِفَّ.