لبنان
30 تشرين الثاني 2018, 07:55

البطريرك غريغوريوس الثالث لحام يعيد اصدار مجلة الوحدة في الايمان قريباً

بعد تفكير طويل وصلاة حارة وإستشارة واستلهام الروح القدس، قررتُ أن أشمِّر عن ساعد الجد وأعيد إصدار مجلة "الوحدة في الإيمان" التي أسَّستها عام 1962! وبعد وقفة تأملية، كتبت هذه السطور مُجيبا على سؤالٍ داخليٍّ أعرضه على نفسي ويوجِّهه إليَّ مَن اطلَّع أو سيطلّع على هذه الورقة، التي تشرح أسباب إعادة إصدار هذه المجلة.وهذا ما كتبته منذ أيام، وبالتحديد يوم 21 تشرين الثاني 2018 عيد دخول السيدة مريم العذراء الى الهيكل. ينتهي نشيد العيد بهذه التحية لمريم العذراء: السلام عليك يا كمال تدبير الخالق!

التدبير هو التعبير عن مشيئة الله علينا جميعا! وباللغة اليونانية إيكونوميا. رأيت واكتشفت في هذه العبارة إرادة المخلص بإعادة إصدار هذه المجلة التي كانت حلم شبابي كطالب جامعي في روما( 1956-1961 ) و بعد عودتي من روما.
أُقدِمُ على هذا العمل الشاق وأنا في عمر 85 وبعد استقالتي من خدمتي البطريركية، لهذه الاعتبارات الروحية الكنسية والوحدوية:
1ـ لأن الوحدة هي موضوع صلاة يسوع الأكثر حرارة، التي صلَّاها مساء يوم آلامه و صلبه: يا أبتاه أن يكونوا واحداً!
2ـ لأن الوحدة هي غاية تجسُّد السيِّد المسيح وحياته. وكتب عنه الانجيلي: "أتى ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد" (يوحنا 11: 52).
3ـ لأن الوحدة هي التعبير عن سِرّ الثالوث الأقدس، وهو سِرّ الله وحياته الإلهيَّة.
4ـ لأن الوحدة الإلهيَّة هذه، هي نموذج الوحدة الكونيَّة الإلهيَّة والبشريَّة.
5ـ لأن الوحدة هي حلم أجيال الكنيسة الطالعة. هي حلم ومطلب المؤمنين من رعاتهم شرقاً وغرباً.
لأجل هذه الاعتبارات أُقدِمُ على إعادة إصدار هذه المجلة، لأن الوحدة هي حلمنا وموضوع آمالنا وصلواتنا وأمانينا ومساعينا جميعاً... وإنَّني أدعوا الجميع إلى المشاركة في هذه المجلة الوحدويَّة والشرقيَّة، بحيث تصبح هذه المجلة (كما كانت في سنوات ظهورها  قبل 56 عامًا) مجلة الجميع وللجميع.وقد ساهم في تدبيج مقالاتها بطاركة ومطارنة وكهنة وعلماء وأعلام مسكونيَّة ووحدويَّة وشرقيَّة... لا بل سأعمل لكي تكون هذه المجلة بعد انحجابها عام (1980) بسبب أحداث ومأسي الحرب اللبنانية، تصبح مجلة الوحدة المسيحيَّة الشرقيَّة المشتركة.
يسرُّني أن أعرض أمامكم في هذه الرسالة أهم المواضيع وأبواب المقالات التي ستعالجها هذه المجلة:
1ـ إفتتاحية توجيهيَّة هادفة. 
2ـ أخبار مسيرة الحركة المسكونيَّة في الشرق العربي، في الفاتيكان في المجلس المختص بالحركة المسكونيَّة.
3ـ أخبار مسكونيَّة في العالم.
4ـ مقالات روحيَّة... نسكيَّة... رهبانيَّة.
5ـ مقالات حول المعاهد الإكليريكيَّة لتنشئة الكهنة والرهبان والراهبات... لدى كلّ الطوائف.
6ـ مقالات حول تاريخ الكنائس الشرقيَّة، لا سيما في وضعها الراهن.
7ـ مقالات حول حركة التجديد في قطاع الطقوس والصلوات منذ الخمسينات وحتى اليوم.
8ـ الحياة النسكيَّة في الشرق، في التاريخ ولا سيما في العصر الحديث.
9ـ مقالات وأخبار حول التعاون المسكوني بين الكنائس في الشرق: في العمل الراعوي، الإجتماعي، الشبابي والليترجي... بحيث نستعرض هذه القطاعات في التاريخ، اليوم، وفي الواقع والمرتجى...
10ـ مقالات ونصوص حول آباء الكنيسة، لا سيما حول الوحدة المسيحيَّة والروحانيَّة المسيحيَّة... 
11ـ أقوال ونصوص من رعاة الكنيسة حول الوحدة المسيحيَّة: بطاركة، مطارنة... وذلك منذ 40 إلى 50 سنة.
12ـ مقالات حول الفكر الكنسي: كنسيَّات بين الشرق والغرب... وحول موقف كل كنيسة من الوحدة المسيحيَّة...
13ـ مقابلات حول هذه الموضوعات وسواها وآراء رعاة الكنيسة، حول الأحداث الهامة في كل كنيسة أو طائفة...
14ـ مقابلات حول المواضيع نفسها مع كهنة ـ رهبان ـ راهبات ـ علمانيين ـ رجال ونساء... شباب... عائلات... 
15ـ وسيكون مجال خاص حول الحوار والوحدة والتواصل بين المسيحيَّة والإسلام واليهود في المنطقة... لأن صلاة يسوع لأجل الوحدة هي صلاة شاملة لا تعرف حدود الطائفة والدين والمعتقد...
هذا هو تصوري حول إعادة إصدار مجلة "الوحدة في الإيمان".
تصلكم هذه الرسالة أيها الأحباء، ورغبتي أن تعطوني رأيكم بشأن هذه الأفكار، وأكون شاكراً لكل فكرة أو إقتراح لأجل إطلاق المجلة من جديد. وأنا مستعد لاستقبال المقالات إذا توفَّرت، حول المواضيع المطروحة .وبالطبع ستعرض على لجنة إدارة المجلة.
وعلى المخلص إتكالنا. ومِن خلال هذه المجلة سنحاول أن نستجيب لصلاته لأجل وحدة جميع المسيحيين، لكي يقدِّ موا شهادة صادقة لرسالته الإلهيَّة.
ونصلي مع الكنيسة، لأجل سلام العالم أجمع وثبات كنائس الله المقدَّسة وإتحاد الجميع (مطلع ليترجيا فم الذهب).
مع شكري ومحبتي وطلب الدعاء!
+ غريغوريوس الثالث