العراق
14 أيلول 2017, 08:13

البطريرك ساكو يدعو إلى "حوار الشّجعان" كي يبقى المسيحيّون في العراق وإقليم كردستان

أصدرت بطريركيّة بابل للكلدان بيانًا وقّعه البطريرك مار لويس روفائيل ساكو دعا فيه إلى استئناف "حوار الشّجعان"، وجاء فيه:

 

"إنّ السّياسة المهيمنة بعد سقوط النّظام كانت ولا تزال عبارة عن تكتيك براغماتيّ للحصول على المصالح والحفاظ على المناصب، وقد وصل الوضع الآن بسبب إعلان إقليم كردستان عن رغبته في الاستفتاء وحقّ تقرير المصير، إلى صراع الوجود غير واضح المعالم. وبالتّالي كلّ الاحتمالات واردة إزاء التّوتّر المتصاعد الّذي يثير المخاوف، وقد أخذ البعض يدقّ طبول الحرب، وإذا حصلت مواجهة عسكريّة لا سامح الله في هذه الظّروف المجتمعيّة المتشظّية والاقتصاد المتردّي ستكون نتائجها كارثيّة للجميع، وسوف تكون الأقلّيّات هي الخاسر الأكبر، كما حصل خلال احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ لسهل نينوى حيث تمّ استهدافها بالقتل والتّشريد والتّغيير الدّيمغرافيّ والهجرة.
ينبغي أن يدرك الجميع حقائق الأمور وخطورة الحال، ويسرعوا قبل فوات الأوان، إلى إحياء مفاوضات المصالحة والتّسوية بشجاعة والتّنسيق بشأن عدد من القضايا الدّاخليّة ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الانسجام الاجتماعيّ والسّلم الأهليّ. وهنا يأتي دور الحكماء في تغليب صوت الاعتدال، لنزع فتيل الأزمة، فالحرب ليست العلاج، وليست بديلاً للحوار. وبصراحة لا المركز ولا الإقليم يتحملانها.
ونحن المسيحيّون لا حول لنا ولا قوّة في المحافظة على حقوقنا ووجودنا في المركز والإقليم، فمعظم الأحزاب والفصائل المسيحيّة المسلّحة هي للاسترزاق وبعيدة عن هموم المسيحيّين وقضاياهم، لذا إنْ حصلت مواجهة عسكريّة، فسوف يهاجر من تبقّى من المسيحيّين ولن يبقى لنا وجود يذكر في العراق والإقليم. نسأل الله تعالى أن يلهم الجميع ما فيه الخير".