البطريرك ساكو يحمل همّ مسيحيّ بلاده إلى النّمسا
وقد عرض، وفق ما ذكرت البطريركيّة الكلدانيّة، الوضع العامّ في العراق وبخاصّة وضع المسيحيّين في ظلّ ما يتعرّضون له من تهديد وخطف وقتل وتفجير للكنائس، ما يدفعهم إلى هجرة العراق.
وقد ردّ الأسباب إلى "تردّي الوضع الأمنيّ والاقتصاديّ بعد سقوط النّظام، وانتشار العقليّة الطّائفيّة المتشدّدة والفساد، والأسس الخاطئة في بناء دولة حديثة بعد سقوط النّظام"، ووصول تنظيم الدّولة الإسلاميّة الّذي هجّر مسيحيّي الموصل وبلدات سهل نينوى على أساس دينيّ، واحتجز بيوتهم ونهبها، ودمّر البنى التّحتيّة. وأسفرت الأزمة الّتي دامت ثلاث سنوات عن "تقسيم سهل نينوى إلى قسمين: سهل نينوى الشّماليّ يديره الأكراد (البيشمركة) وسهل نينوى الجنوبيّ هو بيد الجيش العراقيّ والحشد الشّعبيّ".
وتابع: "تنفّس المسيحيّون المهجّرون بتحرير مناطقهم، وخصوصًا أنّ الكنائس شرعت بهمّة عالية بترميم البيوت في سهل نينوى لتشجيع النّاس على العودة، وفعلاً عادت عشرات العائلات إلى بيوتها، لكن سرعان ما ظهرت مشكلة جديدة بين إقليم كوردستان والحكومة المركزيّة بسبب قرار الإقليم بإجراء الاستفتاء في 25 أيلول، بغية إعلان الاستقلال وبناء دولتهم الخاصّة. هذا الوضع خلق عند المسيحيّين حالة من القلق والخوف من إمكانيّة حصول مواجهة عسكريّة جديدة لا سامح الله بين المركز والإقليم ممّا سيفرز تداعيات خطيرة على الكلّ".
ثم تكلّم عن دور المجتمع الدّولي في دعم العراق من أجل بناء دولة مدنيّة تعدّديّة حديثة، وفي تشجيع العراقيّين على المصالحة، وتوفير الأمن والاستقرار الدّائم، ودعم الاقتصاد العراقيّ، ومحاربة عمق خطورة الفكر المتطرّف الإرهابيّ المتفشّي، وتقديم المساعدة الإنسانيّة للمهجّرين وترميم بيوتهم والبنى التّحتيّة.