العراق
08 تشرين الثاني 2019, 06:55

البطريرك ساكو يترأّس صلاة مسكونيّة من أجل السّلام والاستقرار في العراق

تيلي لوميار/ نورسات
تحت شعار "يا ربّ السّلام امنح عراقنا السّلام"، ترأس بطريرك بابل الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو صلاة مسكونيّة من أجل السّلام والاستقرار في العراق، نظّمتها البطريركيّة الكلدانيّة في كاتدرائيّة مار يوسف- بغداد، شارك فيها لفيف من المطارنة والإكليروس، ووقف خلالها المشاركون وقفة صمت على نيّة أرواح الضّحايا المدنيّين والعسكريّين الّذين سقطوا خلال التّظاهرات، ورفعوا الصّلاة من أجل شفاء الجرحى وإحلال السّلام والأمان.

وتخلّلت الصّلاة تراتيل ومزامير وابتهالات على نيّة العراق، حمل خلالها المشاركون الشّموع وتوشّحوا بالعلم العراقيّ.

وللمناسبة، ألقى ساكو كلمة قال فيها نقلاً عن موقع بطريركيّة بابل للكلدان:

"أيّتها الأخوات، أيّها الإخوة،

إجتمعنا هذا المساء للصّلاة من أجل العراق لكي يخرج من أزمته الحالية متعافيًا تمامًا ومستعيدًا حياته الطّبيعيّة، أيّ سيادته ووحدته وأمنه، واستقراره وثروته. قلبنا على بلدنا وعلى مواطنيننا من دون استثناء.

أدعوكم أيّتها الأخوات والإخوة، للوقوف دقيقة صمت ترحُّمًا على أرواح الضحايا الأبرياء من المتظاهرين وقوات الأمن، وللصّلاة من أجل الشّفاء العاجل للجرحى، وأن تكون دماؤهم البريئة دافعًا للمصالحة والتغيير الإيجابي الجذري.

نزل هؤلاء الشباب إلى الشارع لأنّه ضاقت بهم السبل، وشعارهم "نازل آخذ حقي" يعبِّر عن وجعهم. أين الخدمات، أين الكهرباء والماء، والشوارع، والمؤسّسات الصّحّيّة والتعليميّة، أين فرص العمل؟ إنّ منيسلب هذه الحقوق الأساسية لمواطنيه يرتكب خطيئة لا تُغتفر تحت أيّ مسمّىً كان.

- الفساد والطائفيّة هما السبب الأكبر في تردّي الأوضاع، وتشظّي البلد وخلق صراعات عبثية. والمبكي أنّ الكل ينتقد هذه الظّاهرة بدءًا بالمسؤولين في الدّولة، ولكن يبدو أنّ ليس لديهم الشّجاعة الكافية لاستئصال هذا السّرطان، ففقد النّاس الثقة وخرجوا إلى الشارع يطالبون بحقّهم المنزوع، بطريقة سلميّة، وتمكّنوا من كسر الحواجز الطائفية واستعادة الهويّة الوطنيّة وهذا بحدّ ذاته إنجاز عظيم، فلا أحد أكبر من العراق. هذا ما لمسناه من زيارتنا لساحة التحرير مساء السبت، بصفتنا مواطنين يشتركون مع الآخرين بالحرص على البلاد، وانبهرنا لنظرة هؤلاء الشباب إلى بعضهم البعض كإخوةٍ يجمعهم الوطن وتحت الشعار الشامخ: (نريد وطن!). هذه الوحدة الوطنيّة الّتي انبثقت من وجعهم المشترك هي الأساس لبناء عراق الغد.

نحن المُصلّون ندعو المسؤولين السياسيّين إلى الإصغاء  لصرخة بناتهم وأبنائهم بروحٍ المسؤوليّة البنّاءة، وألّا يخيّبوا آمالم، فيستجيبوا لها بنحوٍ فاعل وبتواضع الشجعان الكبار، ويسرعوا في اتّخاذ التدابير المناسبة لحماية العراق والنّهوض بالاقتصاد والخدمات، بعد محنة الفقر والألم والانتظار.

وإذ نحيّي إخواتِنا وأخوتنا المحتجّين من كلّ الأطياف نهيبُ بهم وبكلّ حرص ومحبّة إلى توخّي الحكمة والحفاظ على سلميّة احتجاجهم بعيدًا عن الاستفزاز وكلّ أشكال العنف. كما ندعو أيضًا كلّ وسائل الإعلام، التأكيد على أهمّيّة اللُّحمة الوطنيّة.

وفي الختام نتوجّه بتحيّة خاصّة إلى قوّاتنا الأمنية داعين إيّاها إلى احتضان مسيرة شعبهم نحو غد أكثر استقرارا وإزدهارا. حفظ المولى الكريم العراق والعراقيّين."