البطريرك ساكو يتحدّث عن الأمل، وهذا ما يقوله؟
وفي هذا السّياق تابع كاتبًا بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ: "الأمل لا يتحقّق بسهولة. الأمل يصير حقيقة ملموسة بالوعي الموضوعيّ، والإرادة القويّة، والعمل الحثيث بحكمة. من دون ذلك يكون الأمل سرابًا أو تخديرًا مفجعًا.
الأمل للمؤمن- هنا أشير بشكل خاصّ إلى المسيحيّ- هو ثمرة الإيمان، تُغذّيه الصّلاة، ويُمليه عليه الواجب الإنسانيّ والرّوحيّ.
ثمّة عنصران يُعيقان الأمل:
الأوّل: نزعة التّعصُّب القويّة
المتعصّب يأسر نفسه في الماضي (التّاريخ)، والموروث التّقليديّ من خبرة الأسلاف واللّغة والطّقس… الخ.
المتعصّب يجد صعوبة في الاستماع إلى الآخرين. وعليه، يبني أسوارًا بينه وبين الآخرين الّذين يؤمنون بدور لهم في حياة المجتمع كالصّالح العامّ وهموم النّاس وتطلّعاتهم، وأيضًا في تجديد الكنيسة وتأوين طقوسها وتعليمها بحسب الزّمان والمكان بأسلوب يخلق توازنًا بين الماضي والتّجاوب مع متطلّبات الحاضر الّذي نعيشه والمستقبل.
في الشّرق، لأنّ الدّين جزء مهمّ من مجتمعنا وهويّتنا، لا نميّز بسهولة القيم الدّينيّة الصّحيحة من الممارسات الشّعبيّة اليوميّة، فيخلط البعض الدّين في كلّ شيء حتّى يظهروا أنّهم متديّنون (ليس بالضّرورة أنّهم مؤمنون) ممّا يعقّد الحياة والتّعامل مع المختلفين في الدّين أو المذهب. إيماننا ومحبّتنا ينبغي أن يظهرا في علاقاتنا العامّة، وألّا نخاف من مواجهة التّحدّيات.
الثّاني: غياب الرّؤية الجديدة
ثمّة العديد من الأشخاص يخلطون المعرفة العلميّة بالقال والقيل والدّروَشة… وعندما يتبوّأون مركزًا في الحكومة أو في حزب معيّن أو في الكنيسة، يعطون لأنفسهم حجمًا أكبر ممّا هم عليه! لإبراز مكانتهم، يبدأون بالحديث عن أنفسهم، وانتقاد الآخرين وإثارة المشاكل والتّشويش، واستعداء كلّ من يبرز أكثر منهم أو يخالفهم الرّأي… أنظروا التّعليقات في "وسائل التّواصل الاجتماعيّsocial media!".
الحلّ- الخلاص
ثمّة أملٌ موضوعيٌّ على الصّعيدين المدنيّ والدّينيّ، من خلال تشكيل فريق من أصحاب الفكر والعلم والنّضوج الإنسانيذ والرّوحانيّ، قادر على تقديم رؤية واعية وحكيمة ومتبصّرة للواقع. فريق يقدّم خارطة طريق ممنهجة قادرة على التّغيير والتّجديد عبر هذه الرّؤية. وذلك بالسّعي لتوعية النّاس بأهمّيّتها وتثقيفهم ومتابعتهم بهدوء وجدّيّة… هذا ما يسمّيه الإنجيل بـ"الخميرة في العجين" (متّى 13/31-33).
يمكن إعطاء دور للجيل الجديد الرّصين من الشّباب والشّابّات للمشاركة في هذه العمليّة من خلال ورش عمل للتّعبير والتّفكير وبإشراف مدرّبين متخصّصين".