البطريرك ساكو في رسالة صارخة إلى السّياسيّين العراقيّين
"إنّ الحكومات المتعاقبة، ومنذ 2003 أخفقت في بناء دولة على أسس صحيحة، وفي وضع خطّة شاملة للخروج من الأزمات المتراكمة وتحقيق الأمان والاستقرار والعيش الكريم للعراقيّين، فخلقت حالة من المعاناة والتّوتّرات والمخاوف، وبالتّالي دفعت النّاس إلى التّظاهرات والاحتجاجات بسبب تدنّي الخدمات واستفحال البطالة، واستمرار آليّات الفساد، وتراجع الاقتصاد، وعدم تمكّن الحكومة من تلبية مطالبهم.
إنّي كمواطن عراقيّ أعبّر عن آمالي وتطلّعاتي بمستقبل بلدي وبناء وطن تسوده العدالة والمساواة، وطن يؤمّن عيشًا آمنًا وكريمًا لأبنائه.
هذه رؤيتي:
لم تعد تتحمّل الأمور أكثر من ذلك، ويجب تداركها قبل فوات الأوان. لذا ينبغي الإسراع بتشكيل حكومة ائتلاف مدنيّة قويّة لإدارة شؤون البلاد، والبدء بمشروع نهضويّ متكامل للتّغيير والتّطوّر والتّناغم الوطنيّ والدّوليّ، من خلال توفير الأمن والحقوق المدنيّة والسّياسيّة، وتعزيز القيم الإنسانيّة الأساسيّة والدّيمقراطيّة.
حصر السّلاح بيد الدّولة، أيّ بيد الجيش الوطنيّ والشّرطة الاتّحاديّة. وتعزيز دور المؤسّسة العسكريّة وإبعادها عن الأحزاب والمحاصصة الطّائفيّة.
تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الأشخاص للمناصب العليا والدّرجات الخاصّة استنادًا إلى الاقتدار والخبرة وليس على المحسوبيّة.
إحالة الفاسدين إلى القضاء واسترجاع المال العامّ.
توظيف أكبر عدد من الشّباب العاطلين وتقوية الاقتصاد الوطنيّ من خلال إحياء مشاريع زراعيّة وصناعيّة وسياحيّة وتشجيع المواطنين الميسورين على الاستثمار.
تحديث البنى التّحتيّة، من خلال تخصيص أموال لضمان الكهرباء والماء وتحسين الشّوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات وتنفيذ هذه المشاريع بمهنيّة عالية.
تحديث المجتمع، من خلال برامج توعية ومناهج تعليم معدّة بدقّة لإشاعة الثّقافة العامّة، ثقافة الحوار وقبول الآخر، ثقافة السّلام والحياة واحترام البيئة والمال العام والقانون (وإنهاء الفصل العشائريّ).
إصلاح الدّستور والقوانين، باعتماد المواطنة والانتماء المطلق إلى الوطن وليس الانتماء الدّينيّ أو المذهبيّ (فالدّول الحديثة لا تبنى على الطّائفيّة والمحاصصة).
تقليص عدد النّوّاب الكبير وإعدادهم للعمل ضمن برنامج دقيق وواضح كما تعمل وزارة الخارجيّة مع دبلوماسيّيها.
إصلاح القوانين لتستجيب مع المتطلّبات الحاليّة والخروج من الأدبيّات القديمة غير الصّالحة، وهنا أؤكّد على دور المرأة العراقيّة واقتدارها.
في الختام آمل أن تلقى هذه الرّسالة آذانًا صاغية لدى تشكيل الحكومة القادمة".