لبنان
11 نيسان 2022, 11:15

البطريرك رافائيل بدروس: نحن محاطون في وطننا وفي شرقنا بضمائر نائمة، نحن بحاجة إلى التّوبة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكاثوليكوس لكرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون قدّاس أحد الشّعانين في كنيسة الصّليب المقدّس- الزّلقا، بحضور المطران جورج خزوم، وعاونه فيه لفيف من الكهنة والشّمامسة، وحشد غفير من المؤمنين. تخلّل القدّاس الرّسامة الإنجيليّة للشّمّاس الرّسائليّ كريكور بوياجيان.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى رافائيل عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "مبارك الآتي باسم الرّبّ... هوشعنا في الأعالي. إخوتي وأخواتي في المسيح، نحتفل اليوم بفرح بعيد دخول سيّدنا ومخلّصنا يسوع المسيح المجيد إلى أورشليم.

يصف لنا الإنجيليّ متّى دخول السّيّد المسيح إلى أورشليم على ظهر جحش ابن اتان. متمّمًا النّبوءة القائلة بفم النّبيّ زكريّا ابتهجي جدًّا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريّا 9: 9) نعم ابتهجوا واهتفوا لأنّه بمجيء المسيح قد خلّصنا. (متّى 21: 1-17) وصف الإنجيليّ جميل ومثير للإعجاب. تخيّلوا الصّورة الّتي يقدّمها لنا. المسيح الملك آت إلى أورشليم محاطًا بآلاف من الحشود، تمامًا مثلنا اليوم، حاضرين مع أطفالنا مرّة أخرى لننال بركة المسيح ومحبّته. فهل نحن مستعدّون لقبول السّيّد المسيح في حياتنا؟ هل نحن مستعدّون لإدخاله إلى قلوبنا وعقولنا؟ أفهل بعد قبولنا به في حياتنا سنستطيع أن نحافظ عليه بيننا وفينا أم بعد أيّام سنطرده ونرجمه ونسلّمه للموت مثلما فعل به الجموع.

إخوتي الأحبّة إنّ تأمّلنا قليلاً في الإنجيل المقدّس لرأينا شخصيّات متناقضة، فنفس الحشد الّذي رحّب بدخول يسوع إلى أورشليم بطريقة منتصرة وملكيّة مادحًا إيّاه: هوشعنا لابن داود هو الحشد ذاته الّذي هتف بعد أيّام اصلبه نفسه بطرس الّذي صرخ ليسوع قائلاً بأنّه على استعداد للتّضحية بحياته من أجله، أنكره في اليوم التّالي. لنتأمّل أحبّائي ونسأل ذواتنا أنّنا بعد هذا الاحتفال الصّادق والمبهج لماذا فاعلون، أسننكر أنا وأنت غدًا مخلّصنا يسوع المسيح ونخونه في خطايانا اليوميّة.

نحن ندرك واقعنا الضّعيف. فنحن محاطون في وطننا وفي شرقنا بضمائر نائمة، بملوك متعطّشين للدّماء، مغمورون في بحر من الفسق والظّلم والجشع والقسوة. إنّ مخاوفنا وانعدام الأمن في حياتنا، والعقبات الّتي تعترضنا من الممكن أن تهزّ من إيماننا وتجعلنا نبتعد عن فرح الحياة الحقيقيّة في ومع يسوع المسيح. نحن أيضًا مملوؤون بهذه التّناقضات أحبّتي، في كلّ واحد منّا من الممكن أن يكون هنالك بيلاطس الّذي أغمض عينيه عن الحقيقة أو هيرودس الّذي حكم بالظّلم أو بطرس الّذي أنكر أو باقي التّلاميذ الّذين هربوا وتركوا حمل الله يقاسي الآلام وحيدًا. إنّ هذا التّناقض في شخصيّات الإنجيل في كلّ واحد منّا بحاجة إلى التّوبة والرّجوع عن الخطيئة والرّسوخ في الإيمان، الإيمان بالمسيح المخلّص.  

إنّ مسيرتنا الرّوحيّة ليست مسيرة سهلة بل مليئة بالصّعاب والعقبات، ولكنّها مليئة أيضًا بمحبّة ربّنا يسوع المسيح ورحمته. فلنسلّم قلوبنا وذواتنا إليه كيما نستطيع أن نعيش بفرح وثبات في إيماننا المسيحيّ. فافرحي يا بنت صهيون، اهتفي وقولي هوذا ملكك آت إليك. نعم لقد أتى إلينا وحضر في سرّ القربان المقدّس الّذي سنتناوله ونستقبله في قلوبنا كملك الملوك باقيًا على عرش قلوبنا المتّحدة معه بالمحبّة والإيمان."  

وفي نهاية القدّاس، أقيم زيّاح الشّعانين في باحة الكنيسة.