البطريرك بيتسابالا: "لن نستسلم للكراهية"
بعث الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، برسالة إلى البابا فرنسيس ينقل "أصدق امتنان" القادة الكاثوليك والمؤمنين المسيحيّين في الشرق الأوسط، لقربه وتعاطفه.
وفي يوم الصلاة من أجل السلام والصوم العالميّ، الذي دعا إلى ذكرى انطلاق شرارة الحرب المدمّرة، كان البابا وجّه رسالة إلى الكاثوليك في المنطقة أعرب فيها عن قربه من "الكنيسة الصغيرة، من "القطيع الأعزل" في الأرض المقدّسة "المتعطّشة للسلام".
وفي رسالته، شكر الكاردينال بيتسابالا البابا خصوصًا على كونه "الزعيم العالميّ الوحيد" الذي يعترف "بالمعاناة الإنسانيّة" و "يذكّرنا بضرورة ألّا نفقد إنسانيّتنا"، حتّى في الظروف المأساويّة.
وبالإشارة إلى يوم الصلاة من أجل السلام الذي انضمّت إليه الطوائف الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة وحول العالم، أشار بطريرك القدس اللاتينيّ إلى أنّ "أسلحة المحبّة" هذه هي ردّ الكنيسة "على عدم الثقة الذي يبدو أنّه ينتشر أكثر فأكثر". وقال: "في هذا السياق من الكراهية العميقة الجذور، هناك حاجة إلى التعاطف، وإلى لفتات الحبّ وكلماته التي، حتّى لو لم تغيّر مسار الأحداث، تجلب الراحة والعزاء".
وأشار الكاردينال بيتسابالا إلى أنْ، في خلال الاثني عشر شهرًا الماضية من الحرب، ظلّ الكهنة والرهبان والراهبات جنبًا إلى جنب مع المتطوّعين صامدين في خدمة المنكوبين، لتوفير الإغاثة والراحة، حتّى مع المخاطرة بحياتهم.
وأكّد التزام الكنيسة الراسخ بإعادة بناء العلاقات والثقة المحطّمة بين المجتمعات ومقاومة "منطق الشرّ" الذي يسعى إلى الفرقة. وقال: "لن نستسلم للأحداث التي يبدو أنّها تفرّقنا، لكنّنا سنسعى دائمًا إلى أن نكون بناة متعطّشين إلى السلام والعدالة"...
وأعرب عن أمله في أن توفّر هذه "البقيّة الصغيرة" نقطة انطلاق لإعادة بناء العلاقات.
"من هذه اللحظة الصعبة، يجب أن نتعلّم كيف نجعل علاقاتنا أقوى وأكثر صدقًا في المستقبل، لبناء سياقات حقيقيّة وجادّة من السلام والاحترام".
وشدّد الكاردينال بيتسابالا على تصميم الكنيسة على مواصلة الدعوة إلى الوقف الفوريّ للأعمال العدائيّة، مردّدًا دعوة البابا فرنسيس إلى قيادة عالميّة جديدة ذات رؤية جديدة للشرق الأوسط، لأنّ الاستراتيجيّات العسكريّة لن تجلب السلام.
وقال: "في الواقع، لن يؤدّي العنف إلّا إلى توليد المزيد من العنف، وخلق المزيد من الكراهية في الأجيال الشابّة، وزيادة تأجيج الأشكال المختلفة للأصوليّة التي عذّبت منطقتنا وأعاقتها لفترة طويلة".
ودعت الرسالة بدلًا من ذلك إلى الاستثمار في التعليم والتنمية لمنح الأجيال المقبلة الأمل وبيئة مستقرّة تزدهر فيها...
وختمت الرسالة: "نحن نعلم أنّنا لسنا وحدنا، وأنّكم تقفون مع كلّ من يعاني من جنون الحرب".