لبنان
22 حزيران 2017, 08:43

البطريرك المنتخب يوسف الاوّل في قدّاسه الاول من عين تراز: "دعوتنا ليست إلى السّيادة بل إلى الشّهادة"

بعد أن انتخب سينودس كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك بطريركًا جديدًا للطّائفة، في شخص المطران جوزف العبسي الذي اتّخذ اسمًا بطريركيًّا" يوسف الأول"، أحبّ آباء السينودس الإلتفاف حول بطريركهم الجديد في قدّاس احتفاليّ يشكرون فيه الله على ما تحقّق ويطلبون النِعَم الموافِقَة لرئيس الطّائفة المُنتَخَب، ومتطلّعين إلى الإنطلاق بمسيرةٍ جديدة نحو إنماء المؤسسة الكنسيّة وتفعيل طاقاته، خدمةً للرسالة التي ينتظرها منّا المعلّمُ الإلهي، مجدًا لله وخيرًا للمؤمنين.وفي هذا الإطار، احتفل آباء السينودس وعلى رأسهم البطريرك المُنتخب يوسف الأول، بقدّاس شكر إلى الله، هو الأول له بعد تنصيبه وتسلّمه مهام الرعاية للطّائفة، في كنيسة سيّدة البشارة في المقرّ البطريركيّ الصيفيّ في عين تراز، معبّرين بذلك عن وحدتهم وتضامنهم في الخدمة الرعائيّة الواحدة والتي فيها تحقيق مشيئة المخلّص وخير الرعيّة.

 

وقد ألقى صاحب الغبطة يوسف الأول، عظةً بهذه المناسبة بيّنَ فيها رغبته الصّادقة في العمل على بناء الكنيسة ووحدتها وخدمة أبنائها في كلّ مكان.

وإذ شكر الجميع على انتخابه، أكدّ أنّ دعوته هي هذه الامور المتلازمة: الخدمة والشّهادة والرسالة. ولفت إلى أنّ دعوتنا في عالم يؤمن بالسّيادة، على عكس ما جاء فيه يسوع ليخدم، لاسيّما إخوتنا المحتاجين.

وأشار إلى أنّ هذه الخدمة ليست تنازلاً منّا إنّما هي من صلب دعوتنا في كل شيء، لنظهر أنفسنا خدّامًا لله، وأنّه من واجبنا أن نخدم مثل سيّدنا.

كما أكدّ في عظته أنّ المحرّك لخدمتنا هو المحبّة، مثل يسوع الذي أحبَّ خاصّته حتى النّهاية، وغسل أرجل تلاميذه.

وقال:" دعوتنا ليست إلى السّيادة بل إلى الشّهادة"، كاشفًا في كلامه إلى أنّنا لن نحصل على السّلام فيما بيننا، ما لم نكن خدّامًا لبعضنا البعض، ودعوتنا اليوم هي الشّهادة، وأن نشهد بشيء يعني أنّنا صلة وصل للآخر، لأنّنا مدعوون إلى الشّهادة ليسوع وإنجيله وحده، وليس لمشاريعنا وإنجازاتنا الشخصيّة، لانّ الشّهادة تكون بالأعمال الصّالحة، والشّاهدة ليسوع.

وإذ لفت إلى أنّ المحرّك للشهادة هو أن نكون فرحين بشهادتنا في المِحَن، وثمرة الشّهادة هي الثبات، لأنّ الكنيسة تنهار عندما يتوقّف المسؤولون فيها عن الشّهادة.

وتابع صاحب الغبطة قائلا:" دعوتنا اليوم إلى الرّسالة التي هي من طبيعة الكنيسة، لا نستطيع أن نُسقِطَ هذا البُعدَ من حياتنا"، وأنه لا ينبغي أن نتقوقع في الدّاخل، بل إلى الخارج، وأضاف: "قد تُغرقُنا الاحتفالات وتُبعِدُنا عن الرّسالة، لذلك نحن مدعوون بزخم الرّسالة التي حرّكت الرّسل لنخدم المواهب، ولنواظب على الصّلاة، لانّ المحرّك للرّسالة هو التجرّد والاستعداد، أما ثمرتها فهي معرفة النّاس ليسوع. 

ودعا إلى العمل المشترك الجماعيّ، لأن الكنيسة سينودوسيّة، ولأن البطريركيّة ليست البطريرك، بل الجميع عليه العمل على تعميق روح الوحدة، وحثّ إلى توسيع العمل السينودوسيّ ليمتدّ إلى كافّة المؤسّسات والعلمانيّين لحملِ سويًّا مسؤوليّة الكنيسة.

وشدّد البطريرك يوسف الأول، على أنّ التّواضع هو أن يعرف كلّ واحد مسؤولياته وإمكاناته، وأن يرفض احتكار الكنيسة بشخصه.

وختم بأهمية التسلّح بالصّلاة، لأنّ كنيسة لا تصلّي، لا تعرف الثبات، من هنا تبدأ نهضتنا والإلتفات إلى الدّاخل وتحصينه، ومن ثمّ الإنطلاق إلى الخارج.

وأضاف:" عمليّة الإنتخاب هي الخطوة الأولى للعمل السينودوسيّ الّذي هو ليس مطلوبًا من البطريرك فقط، بل من كلّ الجماعة.

وشكر سلفه على ما قدّمه لخدمة الكنيسة، وشكر قداسة البابا بشخص السّفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا.

وفي ختام القدّاس، ألقى البطريرك غريغوريوس الثّالث لحّام كلمة بارك فيها للبطريرك الجديد، وشكر كلّ من عاونه في خدمة الكنيسة، وقال لهم:" أنا بطريرك المحبّة والمصالحة والسّلام" لافتًا إلى حاجة العالم إلى المحبّة والسّلام.