لبنان
22 حزيران 2018, 11:44

البطريرك العبسيّ: للمشاركة الكاملة في مفاصل الدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها

أقام المجلس الأعلى لطائفة الرّوم الكاثوليك عشاءه السّنويّ في كازينو لبنان، برعاية البطريرك يوسف العبسيّ وحضوره، تزامنًا مع الذّكرى السّنويّة الأولى لانتخابه بطريركًا.

 

حضر العشاء البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ولفيف من المطارنة والكهنة ورسميّون وقادة أمنيّون وحشد من أبناء الطّائفة وأصدقائها.

تخلّل العشاء كلمات عديدة أبرزها كلمة البطريرك العبسيّ، قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "باسم المجلس الأعلى لطائفة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في لبنان أحيّيكم وأشكركم على تلبية الدّعوة إلى المشاركة في هذا العشاء السّنويّ الّذي هو أوّلاً مائدة المحبّة نجتمع إليها، نحن وأصدقاؤنا لكي نعبّر عن محبّتنا بعضنا لبعض وعن وحدتنا، ليس على مستوى الطّائفة وحسب بل أيضًا على مستوى لبنان كلّه لأنّ وحدة لبنان تبتدئ بوحدة كلّ مكوّن من مكوّناته ولأنّ قوّة لبنان من قوّة كلّ مكوّن من مكوّناته.

نحن الملكيّين أردنا ونسعى إلى أن نكون متّحدين وأقوياء لأنّنا أردنا لبنان ونسعى إلى وحدته. هذه الإرادة عينها هي الّتي حدّدت دورنا في الدّولة وفي المجتمع اللّبنانيّ: أن نكون متوسّطين موفّقين جامعين، نرتاح إلى الجميع ويرتاح الجميع إلينا، نحاور الجميع والجميع يحاورنا. إنّنا في المصطلح الإنجيليّ الخميرة والملح. لذلك نريد أن نكون دومًا حاضرين على السّاحة اللّبنانيّة وأن تكون لدينا الإمكانات والفرص والآليّات الّتي تمكّننا من تفعيل هذا الحضور، وأوّلها المشاركة الكاملة غير المنقوصة في مفاصل الدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها على جميع المستويات.
في هذا المعرض أهنّئ باسم الجميع نوّابنا الجدد وأتمنّى لهم التّوفيق في المسؤوليّة الّتي أناطها بهم الشّعب اللّبنانيّ وأن يكونوا على قدر الثّقة والآمال الّتي وضعها فيهم. أشكر السّادة الوزراء الحاليّين على عملهم راجيًا أن تبصر الحكومة العتيدة النّور لتوفير مصالح المواطنين ومتأمّلاً أن تكون مشاركتنا فيها على قدر مشاركتنا في بناء لبنان وازدهاره. وأستنح الفرصة لأهنّئ السّيّد شارل عربيد على انتخابه رئيسًا للمجلس الاقتصاديّ الاجتماعيّ وأشكر سلفه السّيّد روجيه نسناس على عمله التّأسيسيّ فيه.
أيّها الأحبّاء، يصادف اليوم الحادي والعشرون من شهر حزيران الذّكرى السّنويّة الأولى لانتخابي بطريركًا. أشكر أخي غبطة السّيّد البطريرك مار بطرس بشارة الرّاعي وإخوتي السّادة الأساقفة الحاضرين الّذين أحبّوا أن يشاركوني في هذه الذّكرى. أستنح المناسبة لأشكر إخوتي السّادة الأساقفة أعضاء السّينودس المقدّس على الثّقة الّتي أولوني إيّاها أوّلاً بانتخابهم لي ومن ثمّ بالتفافهم من حولي ومساندتي وتيسير الأمور لي، بمحبّة أخويّة وغيرة رسوليّة ومسؤوليّة رعائيّة، من أجل كنيستنا. أسأل الله أن يقوّيني على أن أتابع المسيرة مع الجميع وعلى أن أبذل ذاتي وأكون القدوة الحسنة والرّاعي الصّالح. ولا بدّ لي في هذا المقام من أن أحيّي سلفي غبطة السّيّد البطريرك غريغوريوس الثّالث وأن أشكره على خدمته وأعماله خلال بطريركيّته. كافأه الله وأعطاه العافية والعمر المديد.
في هذا العام الأوّل لانتخابي بطريركًا، طالعني أوّل ما طالعني استحقاق كبير بالنّسبة إلى طائفتنا في لبنان، هو الانتخابات في المجلس الأعلى. سعيت منذ اللّحظة الأولى مع من سعيت معهم من أبنائنا إلى أن يكون التّوافق والتّفاهم رائدينا. وقد نجحنا بعونه تعالى وعون الجميع. فلا بدّ لي من أن أحيّي وأشكر الأعضاء الكرام على وعيهم وتحمّلهم لمسؤوليّتهم الكنسيّة والوطنيّة، راجيًا أن نبقى هكذا متّفقين متفاهمين بعيدين عن التّجاذبات المختلفة. إلّا أنّ الانتخابات ما كانت سوى نقطة انطلاق راح المجلس من بعدها يسعى إلى وسائل تجعله يكون أكثر فاعليّة وحضورًا في المجتمع والمؤسّسات اللّبنانيّة. من بين الوسائل الّتي اعتمدها تأليف اللّجان وتفعيلها وتحديث النّظام الدّاخليّ بحيث يكون أكثر وأعمق تمثيلاً وبحيث يلبّي المتطلّبات الجديدة في كنيستنا وفي لبنان. أدعو له بالنّجاح شاكرًا الإدارة الجديدة على سعيها الجدّيّ الحثيث، نائب الرّئيس الوزير ميشيل فرعون، وسعادة الأمين العامّ لويس لحّود، وأمين الصّندوق فادي سماحة. وأدعو الجميع إلى الاستمرار في العطاء والتّعاون، آملاً أن تكون قوانا المتنوّعة الموجودة على الأرض مترادفة ومتكاملة".