أميركا
27 نيسان 2016, 12:46

البطريرك الطوال في أتلانتا: “لا تنتظروا أن تقوم الحكومة في الولايات المتحدة بايجاد حل لمعاناة الفلسطينيين”

افتتح، يوم الثلاثاء 19 نيسان 2016 في مركز جيمي كارتر في ولاية أتلانتا الأميريكية، مؤتمر الكنائس العام في أمريكا والأراضي المقدسة تحت عنوان “تكريس السلام وتعزيز الصمود”، بتنسيق اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين.

وقد شارك في المؤتمر ٢٢ من رؤساء الكنائس الأمريكية، و٦ من رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، ممثلة بغبطة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، وغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، والأب إبراهيم فلتس، وكيل عام حراسة الأراضي المقدسة، والأب جورج أيوب، أمين سر البطريركية اللاتينية، والمطران سهيل دواني، مطران الكنيسة الأنغليكانية الأسقفية العربية، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأراضي المقدسة، والقس متري الراهب، مدير كلية دار الكلمة، والدكتورة فارسين أغابيكيان، عضو اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين.

وطرح المؤتمر العديد من القضايا التي توضح معاناة الشعب الفلسطيني من ممارسات الإحتلال الإسرائيلي وما يتعرض له المواطن الفلسطيني من مضايقات يومية على حواجز الإحتلال وعدم السماح للمواطنين بالوصول الى الأماكن المقدسة ودور العبادة، وذلك لطمس المعالم المقدسة سواء المسيحية أو الاسلامية على حد سواء. كما واستعرض خلال المؤتمر خرائط تبين التوسع الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية، متجاهلة كافة المواثيق والمعاهدات الدولية، ما يدفع الفلسطينيين على الهجرة.

وتناول المؤتمر الذي عقد على مدار يومان، مواضيع أخرى، كعزل مدينة القدس عن باقي المدن، وعدم السماح للفلسطينيين بدخولها إلا من خلال ما يعرف بالتصاريح، بالإضافة إلى الحديث حول العدالة الدولية الغائبة تجاه القضية الفلسطينية وضرورة الإستناد للمرجعيات والقرارات الدولية والعمل على تطبيقها لإقامة الدولة وإحلال السلام إنقاذ حل الدولتين.

وفي كلمة وجهها غبطة البطريرك فؤاد قال: “في ضوء المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، لا تنتظروا أن تقوم الحكومة في الولايات المتحدة بإيجاد الحل بل قوموا أنتم بالمبادرة ودافعوا عن ما يمروا به من ظلم”. وأضاف “إن الوقوف بجانب من يسعى لإيجاد حل لكل المشاكل التي تولّد العنف والصراع والحرب، كقضية بناء المستوطنات التي تقضي بشكل تدريجي على أي فرصة للسلام، هي واحدة من التحديات التي تواجهنا. لذلك على رؤساء الكنائس أن يتحلوا بالشجاعة للدفاع عن العدالة والحرية من أجل مصلحة العرب واليهود على حد سواء”. في الوقت نفسه لفت غبطته إلى أن الوصول إلى تلك الغاية تتطلب استعمال نهج يتلائم مع هويتنا المسيحية.

من التحديات الأخرى التي تواجهها الكنيسة في الأرض المقدسة هي اقناع المؤمنين بالبقاء وبناء مستقبلهم في أرض يشعرون فيها بأنهم مهمشين ومهددين. “إن هذا التحدي يتطلب منا أن نعمل بصورة فعّالة وخلّاقة لنعالج قضايا التوظيف والتدريب المهني والاسكان.” وأضاف “على الكنيسة أن تكون قادرة على بث الطاقة في الناس ذوي النوايا الحسنة للعمل على تنمية تعليمية وروحية وسياسة واقتصادية لتعزيز المصلحة العامة. لدينا جميع المقومات لبناء ثقافة السلام والاحترام المتبادل وهذه بدورها تمثل ضماناً لمستقبل أفضل لأطفالنا.”

في منطقة حيث ظاهرة بناء الجدران التي تفصل بين المجتمعات هي سيدة الموقف، تعمل الكنيسة على فتح أبوابها وأبواب مؤسساتها لجميع الناس باختلاف أديانهم أو أعراقهم أو لغاتهم. “على كنيستنا أن تستعمل قدرتها  أن تعمل مع الكنيسة العالمية والمؤسسات الإنسانية والدينية لتقديم تضامن وتأييد أكبر من أجل إزالة جميع الجدران. إن مؤسساتنا تساهم في خلق بيئة تعزز اللقاء والحوار لتكوين عقلية جديدة وجيل جديد من القادة.”

وجاء في الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر أن للكنائس مسؤولية العمل على ايجاد حل عادل للصراع الذي يدور بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل احلال السلام والعدالة في الشرق الأوسط والأرض المقدسة.

هذا وشملت الوثيقة أيضاً على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود 1967، وايقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية الذي يقضي بشكل تدريجي على حل الدولتين والسلام. كما وركزت الوثيقة على تعزيز وتقوية الوجود المسيحي في الأرض المقدسة من خلال الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم الدعم الكنائس المحلية والمؤسسات الدينية التي توفر خدماتها المتعددة في المجالات التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية. بالاضافة إلى ذلك العمل على تنظيم رحلات الحج والسياحة في المدن الفلسطينية والبقاء فيها للتعرف على ثقافة السكان الأصليين.

والتقى البطريرك الطوال، يوم الخميس 21 نيسان 2016، برئيس أساقفة واشنطن المطران دونالد ورل في ولاية ماريلاند لاطلاعه على التحديات التي تواجهها الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة وخاصة في فلسطين واسرائيل، والتي تتمثل في الاذلال اليومي على الحواجز وبناء جدار الفصل العنصري. وتحدث غبطته عن كيف أن المسيحيين مدعوون لأن يكونوا جسراً بين الديانتين الاسلامية واليهودية. وقام غبطته في نهاية الزيارة بدعوة المطران دونالد لزيارة الأرض المقدسة.