لبنان
29 نيسان 2017, 12:06

البطريرك الرّاعي يلتقي الإكليريكيين في دير سيدة اللويزة

ترأّس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، الذبيحة الإلهية في كنيسة مدرسة سيدة اللويزة؛ يعاونه المطران حنا علوان ورئيس اكليريكية كرم سدة الخوري أنطوان مخايل، بحضور رؤساء الإكليريكيات والمرشدين والطلاب الاكليريكيين من عدد من الإكليريكيات الكاثوليكية في لبنان وهي: اكليريكية البطريركية المارونية –غزير، اكليريكية كرم سدة، الرهبنة اللبنانية المارونية، الرهبنة اللبنانية المريمية، الرهبنة اللبنانية الأنطونية، اكليريكية المرسلين اللبنانيين، اكليريكية أم الفادي، اكليريكية القديسة حنة، اكليريكية الشرفة للسريان الكاثوليك، الرهبنة الباسيلية الشويرية، اكليريكية جمعية الآباء البولسيين،الكرمليون، الكبوشيون واليسوعيون، والجماعة الرهبانية المارونية رسالة حياة، وذلك في اطار اللّقاء السنوي الذي تنظّمه الإكليريكيات للإحتفال بالذّبيحة الإلهيّة والإستماع الى توجيهات شخصية كنسية، للإضاءة على عدد من المواضيع التي تهمّ الإكليريكيين. وحمل اللّقاء هذه السّنة عنوان"الشهادة والشهداء"، وخدمت القدّاس جوقة من مختلف الإكليريكيات."

وألقى الإكليريكي وسام فهد اليسوعي، قبيل البدء بالقدّاس، كلمةً باسم الطلاب، شكر فيها لصاحب الغبطة حضوره الذي "يشجع الإكليريكيين على متابعة المسيرة التي اختارهم الله ليسلكوها،" سائلاً الرّب أن"يعطيهم أن يكونوا الخميرة في الطحين والملح الذي يطيب العجين."

وبعد الإنجيل، ألقى الرّاعي عظةً، بعنوان"قاما في تلك الساعة، ورجعا إلى أورشليم، يشهدان أنّ يسوع قام" (لو24: 33)

بعد القدّاس، توجّه غبطته والوفد المرافق الى مسرح المدرسة، حيث التقى الإكليريكيين، بحضور عدد من الآباء المسؤولين عن التنشئة في الإكليريكيات، رؤساء الإكليريكيات والأديار الرهبانية  والرئيس العام للرهبنة اللبنانية المريمية قدس الأباتي بطرس طربيه.

وقدم للقاء الإكليريكي ادوار شاهين الذي وصفه"باللقاء بالمميز. فحضور صاحب الغبطة ادخل الفرح الى قلوبنا، خصوصاً لجهة تواجدنا هذه السنة في هذا الدير التاريخي المعروف بتاريخه المشرقي  الذي يحمل في حناياه علاقات تأسيسية مع مختلف الرهبانيات الكاثوليكية."

وتابع شاهين:"نتمنّى ونأمل يا صاحب الغبطة ونسعى سويّة لكي نكون ببركتكم لوحة فسيفساء واحدة تعكس وجه المسيح للعالم.  واليوم نحن هنا لنلتقي لنفرح ونتعارف ونصلّي واضعين كل طاقاتنا ومواهبنا وخبراتنا معاً، وذلك كلّه لمجد الله ولإعلاء بنيان الكنيسة."

وختم شاهين:" الشّكر الأول لله القائم من الموت على حمايته لنا ولكم يا صاحب الغبطة والنيافة على سهركم والتزامكم مع  كنيسة الشباب، وهي الحاضرة أمامكم من مختلف الكنائس الكاثوليكية، عسى أن يكون لقاؤنا فاتحةً للقاءات مستقبلية مماثلة، وباباً لتعاون على صعيد كنسي أوسع لخدمة لكنيستنا ولشعبنا."

بعدها، كانت كلمة قدس الأباتي بطرس طربيه الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية قال فيها:"لا يمكننا الترحيب بكم يا صاحب الغبطة في بيتكم، هذه المملكة التي كنتم تديرونها. وباسم الحضور جميعاً ورئيس المدرسة الأب شربل حداد والمدبرين جميعاً، نقول حقّاً انّ الرّب قام. فكيف يمكننا أن نتأهل بكم يا صاحب الغبطة في بيتكم. من دواعي سرورنا أن نراكم في مدرسة سيدة اللويزة بالذّات، حيث ترعرعتم فيها على حبّ الله والكنيسة. وها أنتم اليوم في الدير عينه ترعون مسيرة شبان يكرّسون حياتهم لخدمة الكنيسة في درجات الكهنوت. وهم أمل مشرقنا المسيحي. ونحن نرجو معكم أن يكون زمن القيامة وقت نهوض لبنان وسائر شرقنا من كبوة السلبيات بشفاعة العذراء مريم سيدة اللويزة."

ثمّ كان عرض مصوّر لعدد من الإكليريكيات الكاثوليكية، بعدها أجاب غبطته على عدد من الأسئلة في الشأنين الكنسي والإجتماعي.

وفي رده على سؤال حول ارتفاع نسبة دعاوى بطلان الزّواج في الكنيسة، شدّد غبطته على"أهميّة الخدمة الرّعويّة للعائلة،" لافتاً الى أنّ"العائلات بحاجة الى كهنة الرعايا للوقوف الى جانبهم في مشاكلهم ومساعدتهم على اجتياز العقبات الصغيرة التي تعترض حياتهم الزّوجيّة، لئلا تتفاقم ويصبح من المستحيل معالجتها."

 

ورأى غبطته أنّ"أهمّ ما في مجتمعنا المسيحي هي العائلة التي هي بمثابة خلية حية للمجتمع، فان كانت العائلة بخير، فهذا يعني أنّ الكنيسة والمجتمع والدولة بخير. فالعائلة هي الأساس ورسالتنا الأولى هي العائلة. لذلك، من المهمّ أن يكون كاهن الرّعيّة حاضراً في رعيّته."

وعن تأثير وسائل الإعلام على دور الكنيسة، أعلن البطريرك الرّاعي أنّه"ليس بالأمر الجديد أنّ كنيسة المسيح تعيش الإضطهاد. ونحن لا نتعجب باستعمال وسائل الإعلام لمحاربة الكنيسة، ولكن علينا أن لا نفسح المجال لإعطاء الحق لمن ينتقد الكنيسة. لذلك فلنشهد معاً ليسوع، ولنكون كهنة أينما كان وفي كل مكان."

 

وعن وجود أفكار تناقض اللاهوت المسيحي وتعليم الكنيسة أكّد غبطته"أنّنا أمام نقيضين، الأوّل يمثّل المتشدّدين المتمسّكين بالتّرهيب وهم يتحدّثون عن جهنّم والشيطان والنار، والنّقيض الثاني يقول انّه ما من وجود للشيطان؛ وهذان نقيضان يخرقان تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. الكنيسة عندها كتاب التعليم المسيحي في الكنيسة الكاثوليكية، وهي تعلّمنا كل ما يجب من عقائد منورة بتعليم يسوع المخلص والفادي. هناك حقيقة، وهي وجود الخلاص الذي لا يمكن أن يتصور سعادته أي بال بشري. والعذاب الحقيقي ليس عذاب الجسد بل الروح. وجهنّم ليست مكاناً وانّما هي حالة هلاك والسّماء هي حالة خلاص لا يمكن للإنسان تصوّر سعادتها."

وفي الختام تسلّم غبطته هديّة تذكاريّة وسلّم بدوره رؤساء الإكليريكيات هدايا تذكاريّة.