لبنان
09 آذار 2018, 06:00

البطريرك الرّاعي يفتتح فرع غرفة التّجارة والزّراعة والصّناعة في بيروت وجبل لبنان في مدينة جونيه

إفتتح البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس، المقرّ الجديد لفرع غرفة التّجارة والزّراعة والصّناعة في بيروت وجبل لبنان في مدينة جونيه، بحضور رئيس الغرفة محمّد شقير وفعاليّات رسميّة وسياسيّة واقتصاديّة ورجال أعمال من مختلف القطاعات.

 

ثمّ جال على مختلف أقسام الفرع الممتدّ على مساحة 850 مترًا بعد أن قصّ الشّريط وأزاح السّتارة عن لوحة تخلّد المناسبة.

وألقى شقير كلمة قال فيها "إنّه يوم مبارك ومفعم بالخير والأمل بحضور هذه الوجوه المميّزة والمحبّة لنتشارك سويّاً في افتتاح فرع غرفة بيروت وجبل لبنان هنا في جونية هذه المدينة الجميلة والرّائعة والمحبّبة على قلب كلّ اللّبنانيّين ومحطّ إعجاب العرب والعالم، برعاية كريمة من صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي الّذي أتقدّم منه بالشّكر الجزيل على تكرّمه لمباركة هذا الفرع الّذي أردناه صرحًا اقتصاديًّا للعمل والإنتاج".

 

وتابع شقير: "صاحب الغبطة، أغتنم هذه المناسبة لأعبّر لكم باسمي وباسم القطاع الخاصّ اللّبنانيّ عن احترامنا الشّديد لشخصكم الكريم، على دوركم ومواقفكم الوطنيّة المتقدّمة الّتي تحفط الكيان والإنسان.

دائمًا وخلال الصّعاب الّتي مرّ بها البلد وعند كلّ محنة واجهتنا، يحضر إلى ذهني دعوتك المفضّلة، وهي الشّراكة والمحبّة، أتذكّرها لأنّني أرى فيها خشبة خلاص لبنان، لبنان الّذي تحبّ ونحبّ، لبنان العيش المشترك ولبنان الدّولة الرّائدة في المنطقة ولبنان الرّسالة. واليوم، بافتتاح فرع غرفة بيروت وجبل لبنان هنا في جونيه نجسّد معًا الشّراكة بالفعل، لأنّنا نريد منه أن يكون واحةً رحبة تتفاعل فيها كلّ القطاعات الاقتصاديّة وتتلاقى فيها أيضًا كلّ الأفكار الخلّاقة الّتي تبني وطنًا يليق باللّبنانيّين.  لقد تمّ تصميم هذا الفرع بشكل مميّز كما تمّ تجهيزه بكلّ الوسائل التّكنولوجيّة المتطوّرة لتمكينه من استيعاب كلّ النّشاطات الاقتصاديّة على اختلافها خدمة لقطاعات الأعمال في كسروان وجبيل والمناطق القريبة ولكلّ شركة أو رجل أعمال. فهو يضمّ قاعة مؤتمرات باسم الشّيخ نسيب الجميّل، وقاعة اجتماعات باسم السّيّد حنّا فهد، ومكاتب لاتّحاد تجّار جبل لبنان وجمعيّة تجّار جونيه كسروان والفتوح وتجمّع صناعيّي كسروان ونقابة أصحاب المؤسّسات السّياحيّة البحريّة إضافة لمركز المعاملات التّابعة لغرفة بيروت وجبل لبنان."

وشدّد شقير على أنّه "بات الجميع، خصوصًا أهل السّلطة، يعون جيّدًا القدرات الّتي يتمتّع بها القطاع الخاصّ والدّور الّذي لعبه للحفاظ على الاقتصاد الوطنيّ، وهم يتطلّعون لأن يقود التّنمية في لبنان في المرحلة المقبلة، بعد فشل الدّولة في إدارة مختلف الخدمات، لاسيّما الكهرباء والمياه والنّفايات وغيرها الكثير. لذلك نعلن أمامكم، وانطلاقًا من الإنجازات العظيمة الّتي حقّقها القطاع الخاصّ في الدّاخل وحتّى في أكبر الدّول المتقدّمة، إنّنا قادرون على بناء اقتصاد قويّ ومنافس يخلق فرص عمل لشبابه وشابّاته".

وأكّد شقير "إنّنا في القطاع الخاصّ نعبّر أفضل تعبير عن الوطنيّة الخالصة، نحن ماركة مسجّلة اسمها لبنان، فأهل القطاع الخاصّ لم يعرفوا يومًا لا مذهبيّة ولا طائفيّة ولا مناطقيّة، كلّ ما نعرفه هو العمل والإنتاج، وهمّنا إعلاء شأن مؤسّساتنا والخروج إلى العالميّة. وكلّ ما نريده أن تضخّ الدّماء في شرايين اقتصادنا بقوّة من خلال المزيد من النّشاط والمزيد من إنشاء المؤسّسات والاستثمارات، وهي شرايين تمتدّ بشكل متكامل من الجنوب إلى بيروت إلى جبل لبنان إلى الشّمال والبقاع، فنحن كنّا وسنبقى وحدة متراصّة حفاظاً على قوّتنا واقتصادنا. فهذه هي الشّراكة الّتي يدعو إليها البطريرك الرّاعي، والّتي سنبقى نعمل لتحقيقها في كلّ مكان وزمان وكلّ صرح اقتصاديّ يبنى في هذا البلد هو صرح وطنيّ بامتياز".

 

ثمّ وجّه نائب رئيس اتّحاد تجّار جبل لبنان الشّيخ نسيب الجميّل كلمة شكر وتقدير هنّأ فيها البطريرك بافتتاح الفرع الجديد في جونية مثمّنًا "جهود رئيس الغرفة محمّد شقير الّذي تميّز بوطنيّته وتطبيقه لصيغة العيش المشترك لأنّه لا يفرّق بين منطقة وأخرى ولا يعرف سوى خدمة الاقتصاد والاقتصاديّين"، آملاً أن "يتحوّل هذا الفرع إلى خليّة نحل تجني الخير والبركة لأهلنا".

كما أكّد نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد أنّ هذه "المبادرة ليست سوى ثمرة لشعار الشّركة والمحبّة الّذي أطلقه البطريرك الرّاعي مع تسلّمه السّدّة البطريركيّة وهي نموذج أيضًا عن الشّراكة والتّعاون الوثيق لتنفيذ استراتيجيّة واحدة على مستوى الوطن لأنّه سيفتح الآفاق ويكرّس التّعاطي مع كلّ الفئات الاقتصاديّة. وليس أمامنا سوى التّحدّي والصّمود حفاظًا على استمراريّة عمل مؤسّساتنا. اليوم نحن مطالبون بمزيد من التّكاتف والتّضامن لتحقيق الخطوات الكفيلة لخلق مناخ مناسب للاستثمار الدّاخليّ والخارجيّ."

وختم فهد مجّددًا شكره لغبطة البطريرك ومؤكّدًا على "وحدة اللّبنانيّين دائمًا لبناء مستقبل واعد لبلدنا."

وأكّد الرّئيس السّابق لجمعيّة الصّناعيّين ورئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار نعمة افرام أنّه "لطالما انتظرنا هذا اللّقاء في كسروان، ونحن نشكر الرّفيق محمّد شقير على هذا المسعى الّذي عمل من أجله منذ زمن. بهذا المنظر الموجود أمامنا اليوم وفي هذه القاعة تحديدًا يتجسّد العيش المشترك اللّبنانيّ المتميّز بنفس إنتاجيّ بامتياز."

وتابع أفرام: "أودّ أن أشدّد اليوم على ما قاله سيّدنا البطريرك الرّاعي أنّه من المهمّ أن يكون عقدنا الوطنيّ مبنيّ على الإنتاجيّة في العيش المشترك. والقطاع الخاصّ كلّنا يعلم أنّه ذو قيم كبيرة جدًّا ولكنّنا للأسف لا نراها كفاية في القطاع العامّ ولكن نحن نحلم دائمًا أن تعمّ هذه هذه القيم لبنان بأكمله."

وأضاف افرام: "كما نحلم بأن ينعكس نجاح الفرد اللّبنانيّ على كلّ لبنان لذلك أرى في هذا المكان فعل إيمان بهذا اللّبنان المنتج المحترم المبدع، لبنان النّظيف وهذا ما ناضلت من أجله الهيئات الاقتصاديّة منذ سنين. نحن نجهّز أنفسنا لاستقبالكم في سوق العمل لخلق فرص جديدة لكي لا تضطّروا إلى السّفر فلا نريد أن ينفطر قلب أهلكم لسفركم بعد تخرّجكم".

وختم أفرام: "إنّها رحلة الإنتاجيّة والاحتراف والإبداع. وفي هذا العهد عهد فخامة الرّئيس ميشال عون على الفساد أن ينتهي وأن يكون الاحتراف أساسًا والالتزام بالقيم من أجل مستقبل أفضل للبنان."

بدوره ألقى غبطة البطريرك الرّاعي كلمة وجه فيها تحيّة شكر وتقدير "للقيّمين على هذا المشروع الّذين عملوا بجهد لإنشاء غرفة التّجارة والصّناعة في منطقة كسروان،" كما شدّد على أهمّيّة القطاع الاقتصاديّ في لبنان، واصفًا إيّاه "بالعمود الفقريّ الّذي لولاه لوقع لبنان منذ زمن طويل"، وقال: "يسعدني في ختام هذا اللّقاء الجميل أن أقول كلمات ثلاث، وهي الشّكر والتّقدير والدّعاء. الشّكر للأستاذ محمّد شقير رئيس غرفة التّجارة والصّناعة والزّراعة في بيروت وجبل لبنان وللسّادة نبيل فهد ونسيب الجميّل ونعمة أفرام على تعاونهم لإنشاء هذا الفرع في جونية أيّ في منطقة كسروان، وأشكرهم لوضع هذا المشروع برعايتي. لقائي معكم اليوم أيّها الحضور يزيدني إيمانا بأنّه لا خوف على لبنان بوجود مواطنين مثلكم ومهما كانت الصّعوبات تبقون مصرّين على النّهوض به. الشّكر لكم أيضًا من قبل أبناء كسروان والمنطقة على افتتاح هذا الفرع في مدينة جونية."

وأضاف غبطته: "أمّا التّقدير فهو لكم. أنا أعرف معاناتكم الكبيرة في كلّ القطاعات وأعرف المشاكل الّتي تواجهكم، من خلال مرافقتنا لكم يوميًّا،  ونحن نوصل صوتكم كلّ أحد وكلّ أربعاء في ما يتعلّق بمشاكلنا الصّناعيّة والاقتصاديّة والسّياحيّة والزّراعيّة الّتي تمثّل العمود الفقريّ في حياة لبنان. وإذا لم يبق هذا العمود فإنّ لبنان يسقط. لذلك أقدّر لكم صمودكم مع ما تتحملوه من خسائر وعلى الرّغم من ذلك تبقون ثابتين تحلمون بغد أفضل.  نحن معكم أيضًا، نحلم بغد أفضل من قبل الدّولة والأحزاب والسّياسيّين الّذين قد لا يكونوا مدركين لقيمة هذه القطاعات وإلّا لكانوا عرفوا أنّ الدّول تقوم أوّلا وآخرًا على اقتصادها الماليّ والزّراعيّ والصّناعيّ والسّياحيّ. تقديري الكبير لكم لأنّه على الرّغم من كلّ الصّعوبات لا زلتم تفتحون المجال أمام الكثير من عائلاتنا لفرص عمل يعيشون من خلاله. شعبنا وللأسف أصبح فقيرًا والإحصاءات الرّسميّة تشير إلى أنّ 30 بالمئة منه أصبح دون مستوى الفقر. الشّعب اللّبنانيّ يتمتّع بكرامة وعزّة،  وأن يصبح اليوم شعبًا مستعطيًا فهذه تشكّل أكبر مشكلة. لذلك تقديري لكم لأنّكم تحاولون بقدر ما تستطيعون تقديم  فرص عمل جديدة  وتحافظون على الموجودين."

وتابع غبطته: "أمّا الدّعاء فهو لله لكي يبارك أعمالكم ومؤسّساتكم وجهودكم وأتعابكم ويكافئكم على كلّ ما تقومون به لأنّ ربّنا وحده يعرف كيف يساعد من يساعد هذا الوطن وشعبه للقيام من أزمته، أنتم تمنحونه الوجه الجميل. دعائي أودّ أن أوصله للدّولة اللّبنانيّة وللمسؤولين والسّياسيّين والأحزاب والمجلس التّشريعيّ في لبنان لأنّنا جميعنا نعلم كم هي قديمة تشريعاتنا وكم أنّكم تعانون في هذا الإطار ولاسيّما في الأمور الإداريّة. نحن ننظر اليوم إلى المجلس النّيابيّ ليعطينا وجوهًا جديدة ودمًا جديدًا وفكرًا جديدًا لأنّ لبنان يقف أمام تحدّيات كبيرة. لا يكفي سماع عبارة  أنّنا على شفير الهاوية يوميًّا من دون أن يكون لنا أيّ تحرّك لمواجهة الأمر. لذلك نحن بحاجة في الدّولة اللّبنانيّة لأشخاص من نوع مسؤول وواع ومدرك في التّشريع والعمل السّياسيّ الصّحيح."

وقال غبطته: "هذه هي كلماتي الثّلاث. فالبشّكر تدوم النّعم وبالتّقدير ننسى التّعب وبالدّعاء نعتبر دائمًا أنّ العناية الإلهيّة تساعد كلّ إنسان. ونحن بمقدار صمودنا نمرّ من هذا القطوع الّذي نقف أمامه. لقد عشنا معكم هذه الحقيقة ككنيسة عندما أصدرنا من الصّرح البطريركيّ في بكركي وهو أمر لا يدخل في قطاع عملنا إنّما أصدرنا مذكّرة الشّؤون الاقتصاديّة لأنّنا أدخلنا تعاليم الكنيسة الّتي هي ضنينة على قطاع الاقتصاد بكلّ أبعاده لذلك أصدرنا المذكّرة ووضعنا فيها كلّ همومكم ودعاؤنا وتوجيهنا ككنيسة لهذا القطاع. وختم البطريرك متمنّيًا "كلّ النّجاح والخير والازدهار المستمرّ لهذا الفرع وللقطاع الاقتصاديّ في لبنان".

ثم تسلّم البطريرك الرّاعي من رئيس الغرفة التّجاريّة في بيروت وجبل لبنان محمّد شقير درعًا تقديريّة وبدلة مريميّة للقدّاس. ثمّ دوّن البطريرك الرّاعي كلمة في السّجلّ الذّهبيّ للغرفة.