البطريرك الرّاعي من جدرا: المسؤوليّة بركة للشّعب
الأب القزّي الّذي شكر بكلمة البطريرك الرّاعي على زيارته، أكّد على أنّ "جدرا ستبقى كما هي اليوم، واحة للسّلام والمحبّة والتّلاقي مع كلّ أبناء المنطقة المحبّين والوطنيّين الأوفياء، وسنبقى أمناء لدعوتنا وشهادتنا المسيحيّة والوطنيّة، الّتي نؤمن بها، ملتزمين بتوجيهاتكم الّتي تؤشّرون بها إلينا".
بدوره، قال البطريرك الرّاعي نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "معكم يا أبناء جدرا نقيم هذه الذّبيحة الإلهيّة، نحن في صلاتنا نذكر أبناء الرّعايا على الأرض اللّبنانيّة وفي خارجها. إنّ اليومين اللّذين قضيناهما في إقليم الخرّوب، كانا غنيّين بما رأينا وسمعنا ولمسنا لمس اليد، من قيم وطنيّة وأخلاقيّة وروحيّة. ونشكر الله كيف عدتم واستعدتم المسيرة، بعد مأساة الحرب اللّبنانيّة، فأعدتم بناء المصالحة اللّبنانيّة في الجبل، تبنونها يومًا بعد يوم وحجرًا بعد حجر.
أحيّيكم وأؤكّد لكم، أنّي أعود إلى الكرسيّ البطريركيّ، حاملاً معي غنى كبيرًا وذكريات لن تمحى من القلب والخاطر. وتحيّة خاصة لرئيس بلديّة جدرا الخوري جوزف القزّي، فما نقوله عنه قليل بالنّسبة لما عمل ويعمل، فنحن لا ننسى ماذا فعل أثناء التّهجبر مع المقيمين والمغتربين من أبناء الرّعيّة، حتّى استحق بجدارة ليكون كاهن رعايا الإقليم، بسبب حضوره الدّائم وما قام به من خدمات إنمائيّة.
طريقنا إلى الله تمرّ عبر التّضحيات والتّجرّد، وعبر الخروج من الذّنب والإساءة، وعبر الخروج من الحسابات الخاصّة، فمن يريد أن يصل إلى الله في نهاية الوجود الشّخصيّ على الأرض، عليه أن يمرّ عبر الأنا. إذ أنّه لا يستطيع أيّ مسؤول أن يتولّى المسؤوليّة، إذا كان يبحث عن ذاته ومصالحه.
السّعادة هي أن تعطي وأن تعيش حرًّا في ذاتك. ومن أراد أن يكون الأوّل، فحقّه أن يطمح، وليستعدّ أن يكون متفانيًا، لأنّ المسؤوليّة بركة للشّعب".
بعد الذّبيحة الإلهيّة، أزاح البطريرك الرّاعي السّتار عن لوحة تذكاريّة ترسّخ ذكرى الزّيارة التّاريخيّة للبلدة، وزرع شجرة زيتون للمناسبة، تلقّى بعدها لوحة تذكاريّة من لجنة الوقف وكاهن الرّعيّة.
وختامًا، أقام القزّي في قاعة الكنيسة، مأدبة غداء تكريميّة، على شرف الرّاعي والحضور.