لبنان
30 آب 2018, 06:30

البطريرك الرّاعي مرّة جديدة في بعبدا

زار البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي مساءً رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون في بعبدا، وقد تناولا الأوضاع الرّاهنة وأبرز التّطوّرات على السّاحة، وفق ما ذكر موقع رئاسة الجمهوريّة. وكان للرّاعي تصريح بعد الزّيارة قال فيها:

 

تشرّفت اليوم بزيارة فخامة رئيس الجمهوريّة بعد عودتي من زيارتي لهنغاريا ومن المشاركة في مؤتمر في إيطاليا، وهو مؤتمر سنويّ يشارك فيه نوّاب ووزراء وأعضاء من الكونغرس، ورؤساء حكومات حاليّون وسابقون ونوّاب من الكاثوليك الملتزمين في حياتهم، ويلتقون بعيدًا عن الإعلام كي يناقشوا موضوعًا معيّنًا، وقد حمل هذا العام عنوان "حرّيّة المعتقد والحرّيّة الدّينيّة" في العالم الغربيّ حيث توجد التّيّارات النّسبيّة والعلمانيّة، وفي العالم الشّرقيّ حيث توجد الرّاديكاليّة. وقد شارك في هذا اللّقاء 150 شخصًا من كلّ دول العالم، ووضعت فخامة الرّئيس في أجواء قيمة المواضيع الّتي نوقشت خلاله.

وتداولنا أيضًا خلال اللّقاء في مواضيع السّاعة ولاسيّما الصّعوبات في مجال تأليف الحكومة، ولكن يبدو أنّ الرّئيس المكلّف سيقدّم قريبًا عرضًا إلى فخامة الرّئيس في هذا السّياق. كما تحدّثنا في الأوضاع الاقتصاديّة الّتي يتابعها فخامة الرّئيس بشكل يوميّ، وقد أطلعنا فخامته على المشاريع الإنمائيّة الّتي تتحضّر في مختلف المناطق، وهذا أمر يفرح القلب. ونقلنا إلى فخامته من جهتنا، هموم النّاس كالعادة والمشاكل الّتي تحصل عندما تصدر قرارات عن مجلس شورى الدّولة من دون أن تطبّق، وهذا أمر لا يمكن القبول به، إذ لجأ العديد من المظلومين إلى مجلس شورى الدّولة الّذي أصدر قرارات منحتهم حقوقهم، إلّا أنّها بقيت من دون تنفيذ وهذا أمر غير مقبول. وقد عبّر فخامة الرّئيس عن أسفه لما يحصل في هذا السّياق وقال إنّنا في لبنان نخالف القوانين بكلّ بسهولة.

ووضعت فخامته أيضًا في أجواء مشاركتنا في سينودس من أجل الشّبيبة الّذي ينعقد في روما في تشرين الأوّل المقبل، والّذي ستسبقه زيارة رعويّة إلى كندا. وكذلك تحدّثنا عن زيارتنا للأعتاب الرّسوليّة، وقد طلبنا في العام 2011 كسينودس مارونيّ أن نزور هذه الأعتاب وأتى دورنا الآن. وخلال هذه الزّيارة، تحضّر الأبرشيّات تقاريرها عن الأوضاع وتقدّمها إلى البابا خلال لقاء معه ومع كلّ المجالس في روما. وهذا يحصل في مختلف المجالس الأسقفيّة في العالم.

نحن دائمًا متفائلون".

وأجاب البطريرك الرّاعي كذلك على أسئلة الصّحافيّين، مشيرًا إلى أنّ رئيس الحكومة المكلّف تشكيل الحكومة سيقدّم خلال اليومين المقبلين إلى الرّئيس عون تشكيلة حكوميّة، مؤكّدًا أنّ الرّئيس عون متفائلاً وصبورًا.

أمّا عن موضوع النّازحين، فلفت إلى أنّه "في مختلف لقاءاتنا، أكان في هنغاريا أو في إيطاليا، وأشير إلى أنّ البلد الأوحد الّذي يفكّر كما نحن نفكّر في هذا الموضوع هو هنغاريا، الّتي تؤكّد على حقّ النّازحين السّوريّين والعراقيّين في العودة إلى بلادهم، وعلينا أن نساعدهم على تحقيق هذه العودة ومن ثمّ نفكّر ونفتّش لاحقًا عن الحلول السّياسيّة الّتي قد تأخذ سنوات وسنوات. وأشار أحد البطاركة أمس خلال لقائنا الرّئيس السّويسريّ الّذي كان يزور لبنان إلى أنّ القضيّة الفلسطينيّة عمرها 70 سنة، ولم يتحقّق الحلّ السّياسيّ ولا يزال الأخوة الفلسطينيّين في لبنان يعيشون في المخيّمات. فلا يمكن انتظار الحلول السّياسيّة لتنفيذ عودة النّازحين السّوريّين والعراقيّين. فالحلّ يبدأ أوّلاً بعودة هؤلاء إلى بلادهم، وهذا حقّهم، ومن ثمّ نفتّش عن الحلول السّياسيّة."