لبنان
21 آب 2019, 11:15

البطريرك الرّاعي زار الرّئيس عون في بيت الدّين

أعلن البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل ظهر اليوم، بعد لقائه رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون في القصر الجمهوريّ في بيت الدّين، انّ "لبيت الدّين ميزات خاصّة. فهنا في بيت الدّين صفاء أكثر وتاريخ. بالطّبع لبعبدا قيمتها ولكن أيضًا لبيت الدّين كمقرّ رئاسيّ صيفيّ قيمة وتاريخ عدا عن كوننا في الجبل."

 

وتابع: "الزّيارة هي لتهنئة فخامة الرّئيس لانتقاله إلى بيت الدّين لقضاء العطلة الصّيفيّة. كما أنّنا نهنئه لأنّ هذا الانتقال خلق جوًّا جميلاً بعد التّشنّجات الّتي يعرفها الجميع ومجيئه مهمّ جدًّا لأنّه كرئيس للبلاد وأبًا للجميع ساعد على خلق جوّ من الرّاحة، فلقد شعر أهل الجبل من دروز ومسيحيّين ومسلمين بتنوّعهم أنّ هذا الجبل لا يعيش إلّا بوحدته ولذلك مجيئه كان تكريسًا وترجمة وتجسيدًا للمصالحة التّاريخيّة. وبالطّبع أتينا لتهنئته بهذا العمل لأنهّ من اساس صلب أعماله كرئيس للبلاد."
وقال: "كما تحدّثنا عن موضوع يشغل النّاس جميعًا ويشغلكم كصحافيّين وقد عبّرتم عنه بالأمس وهو الموضوع الاقتصاديّ الّذي تقع تداعياته على كلّ النّاس، وطبعًا فخامته يتحدّث يوميًّا عن هذا الموضوع وغدًا كما قال سيكون الموضوع الإقتصاديّ أوّل موضوع على طاولة مجلس الوزراء لأنّه لم يعد بإمكان أحد التّحمّل أكثر."

وأضاف: "لقد تطرّقنا إلى مواضيع أخرى أساسيّة وهي كيف نحترم الإنسان في المؤسّسات نحترم كرامته وحقوقه ونحن لا نريد أن تكون وسائل التّحقيقات أو غيرها تعدّي على كرامة أيّ إنسان. كذلك تحدّثنا عن رسالته لدراسة المادّة 95، من الدّستور وهي مادّة لخير كلّ اللّبنانيّين وهي من ضمن الأمور الّتي يجب أن تطبّق في الطّائف ويجب أخذ القضايا في نصوصها كاملة ولا يجب أن يكون هناك أيّ خلاف حول الموضوع لأنّ كلّ ما هو ضمن الدّستور هو موضوع يجمع كلّ اللّبنانيّين. والدّستور لا يمكن أن ننتقي منه بل يؤخذ كمجموعة كاملة متكاملة. هناك الكثير من القضايا ومنها اللّامركزيّة الإداريّة ومجلس الشّيوخ وغيرها ونأمل أن تكون مناسبة يتّفق فيها الجميع على تطبيق الدّستور واتّفاق الطّائف المترجم بالدّستور."
وأكّد الرّاعي: "تحدّثنا عن كلّ هذه القضايا وقضايا أخرى يعيشها اللّبنانيّون وفخامته يعيشها أيضًا في قلبه. وأتيت لوداع فخامته بسبب سفرنا إلى فاطيما البرتغال لحضور المؤتمر السّنويّ للمشرّعين الكاثوليك الدّوليّين بصفتي عضو مرشد في هذه المؤسّسة."
وفي ردّه على سؤال حول تأثير المادّة 95 على الشّراكة المسيحيّة الإسلاميّة، أجاب الرّاعي: "لا أعتقد أنّ هناك مشكلة. الأمر واضح هذه المادّة يجب أن تطبّق بكافّة بنودها الأوّل والثّاني والثّالث والرّابع. لا يجب البدء مثلاً من الفقرة الرّابعة فلتطبّق كاملة وهي لا تخيف وإنّما تعطي الضّمانة للجميع. أثاروا الضّجّة لأنّهم لم يقرأوا النّصّ. إقرأوا النّصّ يا جماعة ترتاحون جميعكم."
وعن مبادرة جمع الأقطاب المسيحيّين الّتي تشاع في الإعلام: "إن كنتم تذكرون عندما دعينا النّوّاب الموارنة إلى اجتماع أحدهم انتقدنا فلنبدأ في بيتنا أوّلاً ومن ثمّ ننطلق للآخر. من المؤكّد أنّه انبثق عن هذا اللّقاء لجنة مصغّرة تمثّل كلّ الفئات من أحزاب ومجموعات نيابيّة وهي اجتمعت لمرّتين ومن المؤكّد أنّنا سنجتمع مجدّدًا لتوحيد رؤيتنا والخروج من الخلافات اليوميّة وليكونوا هم من يتعامل مع زملائهم من مسيحيّين ومسلمين. وهذا دورنا في بكركي أن نجمع ونوحّد ونساعد كلّ أبناء الوطن. وقيمة هذا الوطن أنّه تعدّديّ."
وعن موضوع الاستراتيجيّة الدّفاعيّة وموقف الرّئيس عون أوضح البطريرك الرّاعي: "لم أتحدّث مع فخامته في هذا الموضوع ولكن "الاستراتيجيّة الدّفاعيّة أساسيّة وقد تمّ التّحدّث عنها منذ عهد الرّئيس سليمان ومن الضّروريّ أن تحصل لأنّ هذا الموضوع انتهى منذ أن تمّ طرحه، ومن الضّروريّ البحث في الاستراتيجيّة الدّفاعيّة لأنّها ضرورة حياتيّة في لبنان".

وعن تنافس الموارنة على الاستحقاق الرّئاسيّ، أجاب: "من المبكر جدًّا التّحدّث عن الموضوع "ولو هل نفوّل على الرّئيس" نفهم أنّ للنّاس طموح ولكن لا طعم للحديث اليوم. اليوم الحديث يجب أن يكون حول كيفيّة النّهوض بالبلد المهدّد اقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا. كيف يجب معالجة الموضوع هذا موضوع السّاعة وغيره من المواضيع لا طعم له ولا لزوم."
وحول الموضوع الاقتصاديّ أوضح: "ما علمته أنّ غدًا النّقطة الأساسيّة وهي كيفيّة المباشرة بالخطّة بعد اجتماع بعبدا الاقتصاديّ كيف ستضع الحكومة خطّتها للإنقاذ. وقبل التّحدّث عن الرّواتب لقد كان لكم أنتم الإعلاميّين البارحة وقفة بسبب عدم دفع المستحقّات لكم من قبل المؤسّسات إضافة إلى المستشفيات وغيرها. النّاس تعمل وما من أموال وثلث الشّعب اللّبنانيّ عاطل عن العمل. نعم نحن أمام كارثة اجتماعيّة واقتصاديّة ومن يخبّئ علّته يموت بها."