لبنان
12 نيسان 2018, 09:52

البطريرك الرّاعي إلى الأسرة الدّوليّة: إشهار الحرب غاية في الضّعف

وجّه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي نداء إلى الأسرة الدّوليّة جاء فيه:

 

"فيما تقرع دول عظمى طبول حرب جديدة على سوريا، نعرب عن أسفنا لغياب لغة السّلام عن أفواه المسؤولين الكبار في عالمنا اليوم. وأشدّ ما يؤسفنا هو خلوّ قلوبهم من أدنى المشاعر الإنسانيّة تجاه الملايين من السّوريّين الأبرياء الّذين أُرغموا على الهرب من أرضهم تحت وطأة نيران الحرب وجرائمها ودمارها وإرهابها وعنفها. إنهّم مشتّتون خارج بيوتهم ومحرومون من دفء عائلاتهم. لقد استضاف منهم لبنان ما يفوق المليون وسبعماية ألف نازح أيّ نحو نصف سكّانه، في وقت أقفلت فيه معظم الدّول الأوروبيّة أبوابها بوجههم. نحن نسأل اليوم، هل إنّ هذه الدّول الّتي تقرع طبول الحرب قد تحمّلت ولو جزءا بسيطًا من تبعات هذا النّزوح؟ هل تدرك أنّها فيما تعقد مشكورة مؤتمرات لدعم الاستقرار في لبنان والتّخفيف عن كاهله أعباء حروب المنطقة وتداعياتها تعود بقرع طبول الحرب فتهدم ما تبنيه؟

إنّنا نناشد ضمائر الدّول العظمى والأسرة الدّوليّة العمل على إنهاء الحرب وإحلال سلام عادل وشامل ودائم بالطّرق السّياسيّة والدّيبلوماسيّة، لا العسكريّة، فمن حقّ شعوب دول الشّرق الأوسط أن تعيش بسلام وطمأنينة. إنّ إشهار الحرب غاية في الضّعف، أمّا بناء السّلام فهو قمّة البطولة. فيا أيّها المسؤولون في الدّول العظمى، تذكّروا أنّنا نعرف كلّنا كيف تبدأ الحروب، ولكن نجهل كلّنا كيف تنتهي. فخافوا الله وأصغوا لصوته في ضمائركم، وأوقفوا الحرب وأحلّوا السّلام!".