مصر
22 آذار 2022, 06:55

البطريرك الرّاعي يلتقي شيخ الأزهر وأمين عام جامعة الدّول العربيّة، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
واصل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي زيارته إلى مصر واستهلّ اليوم الثّالث منها بلقاء سماحة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدّكتور أحمد الطيب، في مقر المشيخة، بحضور أمين هيئة كبار علماء الأزهر الشّريف الشّيخ حسن الصّغير ورئيس قطاع المعاهد الأزهريّة الشّيخ سلامة جمعة داود. في بداية اللّقاء رحّب سماحته بالبطريرك الرّاعي لافتًا إلى أنّه يتابع مواقفه وأخبار لبنان مبديُا أسفه وحزنه الشّديد على ما آلت إليه الأوضاع فيه. وخلال البحث في دور الأديان وأهميّة وثيقة الأخوّة الإنسانيّة اليوم كان تأكيد على أن لا حلّ إلّا بالرّجوع إلى القيم الدّينيّة التي تجمع بين الشّعوب وتنشر السّلام في صفوفهم على قاعدة أنّ العباد كلّهم أخوة. كما كان توافق على نبذ كلّ أشكال العنف والقتل والحروب والتّطرّف والأصوليّات. في ختام الزّيارة أبدى البطريرك الرّاعي رغبته بأن يقوم شيخ الأزهر بزيارة للبنان موضحًا أنّه سيتابع مع المرجعيّات المعنيّة موضوع هذه الزّيارة التي تكتسب أهميّة خاصّة لجهة نشر وتفعيل وثيقة الأخوّة الإنسانيّة في لبنان والمنطقة.

بعد اللّقاء لفت البطريرك الرّاعي إلى أنّه تمّ التّطرّق إلى "الوثيقة التّاريخيّة الأخوّة الإنسانيّة والعلاقات الأخويّة والتّعايش المسيحيّ الإسلاميّ ودور الكنيسة المارونيّة والكاثوليكيّة والأزهر في تكريس سبل المحبّة والسّلام والعيش المشترك".

بعد ذلك توجّه الرّاعي إلى مقر جامعة الدّول العربيّة يرافقه السّفير اللّبنانيّ علي الحلبي والمطران جورج شيحان والمحامي وليد غياض، حيث كان لقاء مع أمين عام جامعة الدّول العربيّة السّيّد أحمد أبو الغيط، بحضور الأمين العام المساعد السّفير حسام زكي وقد دار البحث حول أوضاع لبنان ودور الجامعة العربيّة تجاهه وهو عضو مؤسّس وفاعل فيها.
بعد اللّقاء قال البطريرك الرّاعي أمام الإعلاميين:"لقد تشرّفنا بهذه الزّيارة مع سفير لبنان المندوب الدّائم لدى جامعة الدّول العربيّة والمطران جورج شيحان والوفد المرافق. نحن اليوم نزور الأمين العام الذي لديه حبّ كبير للبنان، ولقد لمسنا كيف يتحدّث عن لبنان بعاطفة. تشاركنا معه في قضايا كثيرة هو يعيشها بكلّ مضامينها ولكون لبنان عضو ملتزم ومؤسّس في جامعة الدّول العربيّة فله محبّة خاصّة. ولقد عبّر الأمين العام عن قدرة لبنان بتاريخه وحضارته وشعبه وثقافته وفكره النّيّر استعادة قواه وأن يكون هذا العضو الفاعل."
وتابع: "نحن لا نريد أبدًا أن يكون لبنان عالة على أحد بل نريده بلدًا يعضد ويساعد ويلعب دورًا ويؤدّي رسالته. ولأنّه يمرّ بصعوبات فهو يلجأ للأصدقاء. لذلك نطلب من الإعلاميّين ابراز وجه لبنان والتّركيز على الإيجابيّات بعيدًا عن أولئك الذين ينشرون أخبار كاذبة. وعلى الرّغم من هذا يبقى هناك أصوات مأجورة يدفع لها من هنا ومن هنالك ولقد اعتدنا على الأمر, ونأسف لوجود وسائل تواصل اجتماعيّ تفبرك أخبارًا كاذبة. وهنا رأينا خريطة الوطن العربيّ داخل إحدى القاعات تظهر فيها الدّول العربية من دون حدود. لقد طرحنا قضيّة لبنان الأساسيّة العودة إلى دوره  وضرورة حياده حيث يكون خير كلّ اللّبنانيّين فيكون فاعلًا ومساعدًا فيخدم كلّ أبنائه من دون استثناء حتّى يمكنه القيام بدوره واستعادة مكانته، أمّا أن يعيش لبنان كما هو اليوم منعزلًا عن محيطيه الدّوليّ والإقليميّ فهذا ليس من صالح أحد."
وعلى أثر اللّقاء أصدرت الجامعة العربيّة بيانًا صحفيًّا جاء فيه:
"في زيارة هي الأولى من نوعها، استقبل السّيّد أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدّول العربيّة، ظهر اليوم 21 مارس بمقرّ الأمانة العامة للجامعة العربيّة، البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي- بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الذي يزور مصر حاليًّا. وأعرب الأمين العام لغبطة البطريرك عن تقديره للدّور الوطنيّ المحترم الذي يقوم به في سبيل الحفاظ على السّلم الأهليّ في لبنان وترسيخ الوحدة الوطنيّة وإيجاد حالة من التّواصل الإيجابيّ بين مختلف المكوّنات اللّبنانيّة.
كما أكّد أبو الغيط خلال اللّقاء على دعمه وتأييده لدعوة البطريرك إلى تحييد لبنان عن النّزاعات والصّراعات الإقليميّة بما يحافظ على السّلم الأهليّ في لبنان ويحفظ الاستقرار ويفتح الطّريق أمام التّعافي الاقتصاديّ الضّروريّ.
كما تناول اللّقاء مجمل الأوضاع في لبنان، بما في ذلك الانتخابات النّيابيّة المقرّرة في 15 مايو القادم، وعلى أهميّة الإسراع في اتّخاذ الخطوات اللّازمة للقيام بالإصلاحات الاقتصاديّة والماليّة الضّروريّة لإخراج لبنان من الأزمة الحاليّة وتخفيف المعاناة التي يمرّ بها الشّعب اللّبنانيّ.كما أعرب غبطة البطريرك الرّاعي للأمين العام عن سعادته بزيارة الجامعة للمرة الأولى وعن تقديره لحرص الجامعة العربيّة على دعم لبنان ومواكبته في مواجهة التّحدّيات الرّاهنة، ووقوفها مع الشّعب اللّبنانيّ في محنته، وحرصها علي مساندة لبنان في التّمسّك بهويّته العربيّة."