البطريرك الراعي يطلق أعمال سينودس الكنيسة المارونيّة في بكركي
كلمة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي:
"أيّها السادة المطارنة الأجلّاء
1. يسعدنا بعد أن أنهينا الأربعة أيّام رياضة روحيّة التي ألقى مواعظها مشكورًا، حضرة الأب جورج الترس المشير العامّ في جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة بعنوان عام "بالصلاة نواجه الأزمات"، أن نبدأ اليوم أعمال السينودس البطريركيّ المقدّس. فإنّا نحيّي إخوتنا السادة المطارنة الغائبين لأسباب صحيّة، ونتكّل على مواكبتهم لنا بالصلاة.
2. إنّ أعمال هذا السينودس باتت معروفة وقد حدّدناها الأسبوع الفائت. فهي تتضمّن النظر في أبرشيّتي سيّدة شهداء الموارنة في المكسيك، وسيّدة لبنان باريس، والعنصر الجديد إنشاء أبرشيّة في فنزويلا، بقرار بلّغنا إيّاه بالأمس الكردينال Claudio Gugerotti، رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة. وسنجري انطلاقًا من مساء اليوم سماع ما يوصي به الآباء الأفاضل حول الأسماء.
3. وسنتوقّف عند الشؤون الليتورجيّة ونصوّت على بعض كتبها، ونطرح موضوعي النظر في إمكانيّة فتح دعوى تطويب وجهين معروفين في كنيستنا المارونيّة.
4. وسننظر أيضًا في التنشئة الكهنوتيّة في مدارسنا الإكليريكيّة، وفي السنة الرعائيّة والتنشئة المستدامة للكهنة في السنوات الخمس الأولى من حياتهم الكهنوتيّة، وفي كلفة الطالب الإكليريكيّ.
5. وسنتوقّف عند الشأن الاجتماعيّ في كنيستنا وخطّة عملنا لمواجهة حاجات شعبنا في المدارس والجامعات والمستشفيات، وعند توزيع العدالة في محاكمنا المارونيّة.
6. وسننظر في مسيرة كنيستنا نحو الدورة الثانية في تشرين الأوّل المقبل من سينودس الأساقفة العامّ، وسنخصّص النظر في المؤسّسات البطريركيّة كالرابطة المارونيّة والمؤسّسة المارونيّة للانتشار، والمؤسّسة البطريركيّة للإنماء الشامل، والمركز المارونيّ للتوثيق والأبحاث والشبيبة المارونيّة.
7. وسنتوقّف عند الحدثين الكبيرين في حياة كنيستنا المارونيّة وهما: تطويب البطريرك الكبير مار إسطفان الدويهي في 2 آب / أوغسطس المقبل، ورفع الطوباويّين المسابكيّين الثلاثة على مذابح الكنيسة بين القدّيسين في السماء، خلال السنة المقدّسة 2025.
8. ولا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، بما أنْ لا يمكن، بحكم الدستور، وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. فالمادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، وحرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، ومسألة ترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سورية. فما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟
9. هذه وسواها من النقاط سيبحثها آباء السينودس البطريركيّ بكلّ جدّيّة ومسؤوليّة. فلنقف الآن ونصنع القسم بحفظ السرّ في كلّ ما نقول ونسمع. فلنتّكل على العناية الإلهيّة، ولنبدأ أعمالنا رافعين المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، له المجد الآن وإلى أبد الأبدين، آمين."