البطريرك الراعي يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس - بكركي
وكان قد سبق التكريم خلوة بين البطريرك الراعي وفارس في مكتب البطريرك بعدها وصل البطريرك اليازجي الى الصرح البطريركي، فانعقد لقاء موسع تمّ خلاله تقليد فارس وشاح سيدة قنوبين.
استهل التكريم بكلمة لامين النشر والاعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث جورج عرب تناول فيها البعد المسكوني للقاء "كأنه امتداد لهمّ كنيسة انطاكية الأولى القائم على ترسيخ روابط الوحدة،" وقال:" لقد تألقت معاني هذه الوحدة في لقاء يشهد تقديم وشاح سيدة قنوبين الاول الى دولة الرئيس عصام فارس، كون قنوبين هي الارض التي تحتضن تراثاً مسيحياً مشتركاً، وفوقها يتواصل اللقاء بين متعبدي دير سيدة حماطورة الاورثوذكسي ومتعبدي أديار قنوبين المارونية، وبوحي أمانة الرئيس فارس لهويتنا الروحية الراسخة في تلك الجذور العميقة، وبوحي ائتمان البطريرك الكردينال الراعي على مشاعل البهاء مضاءة من قنوبين الى كل العالم، كانت بركته بمنحه وشاح سيدة قنوبين."
وتابع عرب:" أما الوشاح فقد أنشأته رابطة قنوبين البطريركية في نوّار من السنة الماضية وسجّل ومشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس في مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد بالرقم 2017/1262. وهو رسم بيضاوي، يمثّل العالمين السماوي والارضيّ، بجدارية كنيسة دير سيدة قنوبين العائدة الى بدايات القرن الثامن عشر، اذ رسمت سنة 1702 في عهد البطريرك اسطفان الدويهي. ومعها مريم في حالة تأمل وصلاة، وهي جالسة على عرش ارز لبنان، تحت قدميها وحول مذبح الحمل يتحلق البطاركة الذين قطنوا الدير وهم يمثّلون الكنيسة الأرضية في جهادها نحو السماء."
بعد ذلك تلا مدير المكتب الإعلامي والبروتوكول في الصرح المحامي وليد غياض شهادة الوشاح وقلّد البطريرك الراعي فارس شاراته.
والقى فارس كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على لفتته، وقال: إنه لشرفٌ كبير لي ولعائلتي أن أتسلّم الوشاح الجديد، وشاح سيدة قنوبين الذي كرّمني صاحب النيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأن أكون أول من يتسلمه، بعدما أنشأته "رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث. أتقدم منه ومن بكركي وما تمثله في تاريخ لبنان بعميق الشكر والتقدير. وتزداد فرحتي بوجود رئيسي الروحي صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بجانب صاحب النيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبجانبي. ولا شك عندي بأن هذه المشاركة المسيحية، وفي هذه الظروف الإقليمية بالذات، توازيها مشاركة روحية إسلامية، هي الضمانة الأساسية لوحدة لبنان ولرسالته العربية. لبنان يعلو ويحلق بهذين الجناحين وبالخلقية العالية النابعة منهما.
نجتمع في وطنٍ مستقر، آمن، تحت دستور هو الأول في العالم العربي، وأنظمة تابعة له قد لا تكون مثالية، ولكنها حمت لبنان رغم كل الزلازل، والتعديات، والمؤامرات، ومن هذا المنطلق أحيّي القيّمين عليه، أحيّي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دولة الرئيس نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وكل الأصدقاء."
وأضاف فارس:" نطلُ من قدسية تلة بكركي التي ساهمت بفعالية بقيام الدولة اللبنانية في مطلع العشرينات من القرن المنصرم والتي لم تزل تسهم بالحفاظ على لبنان، وعلى وحدته، وعلى رسالته. تحديات كثيرة تعصف بكيانات الدول من حولنا، ولا شك أن هذه الأجواء تستدعي الكثير من الحكمة لتأمين سلامة لبنان ووحدة شعبه وأراضيه، ولنا في قياداتنا الروحية الضمانة الكبرى لاستقلالنا ولحرية الحياة عندنا، كما نثق برجالات لبنان الكبار."
وتابع فارس:" عند تسلمي وسام قنوبين عادت بي الذاكرة إلى قديم التاريخ عندما جاء المسيحيون الأوائل إلى قنوبين في أعلى جبال لبنان سعياً وراء حرية المعتقد، حرية العيش، وكرامة الإنسان. وكما أن قنوبين للموارنة ولسائر المسيحيين رمز للعنفوان، وللثبات في الأرض، ولحرية الوجود، كذلك أصبح لبنان اليوم ولكل اللبنانيين رمزاً للتعايش ولرسالة التلاقي الحضاري والإنساني.
لبنان يا صاحب النيافة يستحق كل التضحيات ويتطلع إليكم وإلى أمثالكم للنصح والإرشاد كي يبقى ويرقى."
بدوره تحدث البطريرك الراعي وقال:" بفخر واعتزاز يشرفني باسم صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر وصاحب النيافة والغبطة ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ومطراننا في عكار باسيليوس منصور والسادة المطارنة ورابطة قنوبين للرسالة والتراث ان اهنئك واهنئ اسرتك الكريمة السيدة هلا واولادك الأحباء نجاد وفارس ونور. لقد اردنا من خلال هذا التكريم المتواضع ولكن التاريخي كما تفضلت وذكرت، نسبة لقنوبين وللوادي المقدس، ان نعبر عن تقديرنا الكبير لشخصك ولأعمالك الخيرة والمتنوعة والواسعة في لبنان وفي الخارج."
وأضاف غبطته:" دولتك غائب حسيا عن لبنان ولكنك حاضر من خلال قلبك وفكرك وصلاتك وهمك، وفي كل مرة كنا نلتقي بك في اي مكان كانت عيناك تدمع لمجرد ذكر اسم لبنان. انت غائب عن لبنان ولكن اعمالك الكبيرة موجودة فيه. اعمال الخير والانماء من خلال المؤسسة التي تحمل اسمك وهي لا تفرق. انت حاضر اينما كان. حاضر لكل عمل خير، اكان في الكنيسة الأورثوذكسية الكريمة المتمثلة اليوم بيننا بأبيها وراعيها صاحب الغبطة يوحنا العاشر او في الكنيسة المارونية والمجتمع اللبناني. انت تحمل في قلبك هذا الوطن وشبابه وشعبه وتريد ان يبقى الجميع في ارض لبنان. انت غائب عن لبنان ولكنك حاضر في المحافل الدولية، و في كل المناسبات تحمل القضية اللبنانية تدافع وترافع وتسأل حاملا هم هذا الكنز الذي يسمى لبنان."
وتابع غبطته:" لقد اردنا في الحقيقة ان نقول لك شكرا من خلال تقديم هذا الوشاح، ودولتك اول شخص يمنح هذا الوشاح. لقد احببنا ان نقول لك من خلاله اننا نكرم فيك ليس الأورثوذكسي اللبناني وانما اللبناني الأورثوذكسي، اللبناني الأصيل والمستقيم، اللبناني الصرف. وهكذا كنت عندما كنت في السلطة والشعب اللبناني بأكمله يتمنى ان تعود. نحن بحاجة الى امثالك في السلطة اللبنانية. نحن بحاجة الى اشخاص يكونون رجال دولة مثل دولتك. بحاجة الى اشخاص يهمهم لبنان قبل كل اعتبار، اشخاص تكون السياسة عندهم لخدمة الخير العام. نحن ننظر الى اليوم الجميل الذي تعود فيه الدولة اللبنانية وتطلب فيه منك ان تكون في قلب السلطة اللبنانية تحمل هذا الصوت الجميل الذي اعتدنا عليه هذا الصوت اللبناني الصميم النابع من الكنيسة الأورثوذكسية الحبيبة ليس مجرد انتماء الى الكنيسة وانما هو يحمل كل ايمانها وتراثها الحضاري والثقافي."
وختم غبطته:" نحن نقول لك شكرا على كل شيء. نشكر الرب عليك وعلى عائلتك. نرفع صلاتنا لكي بشفاعة سيدة قنوبين وكل البطاركة والقديسين الذين عاشوا في هذا الوادي يغدق عليك الرب نعمه،" متوجها الى البطريرك اليازجي بالقول" سيدنا البطريرك لاحظت انهم بدأوا موارنة وانتهوا ارثوذكسا لقداكمله ان تعودأا بدأوا فوق موارنة وانتهوا بحماطورة وهذا يعني ان هذه الكنيسة واحدة مترابطة بالمحبة والإيمان والإخلاص. مهما قلنا يبقى قليلا دولة الرئيس، ولكنك تعرف ان الشعب اللبناني فرح لأنك تزور لبنان وتكون فرحته اكبر يوم تعود وتستقر فيه ولا سيما عكار العزيزة والحبيبة التي سنزورها معك والتي تشكرك على كل شيء قمت به ونحن عندما زرناها رأينا ماذا حققت فيها. ربنا معك يباركك ويبارك عائلتك ويجعلك دائما يده السخية وقلبه المحب."
يشار الى أنه وزعت في المناسبة مطبوعة حملت شعار وشاح سيدة قنوبين ورموزه الدينية باللغات العربية والانكليزية والسريانية اعداد محترف الفن المقدس للراهبات الأنطونيات.
وكان غبطته قد استقبل صباحا القنصل العام لجمهورية مالاوي في لبنان انطوان عقيقي في زيارة التماس بركة وجه في خلالها عقيقي دعوة لغبطته لتدشين كنيسة سيدة الزروع في مجمع جنائن الشمس في كفرذبيان.