لبنان
21 تموز 2016, 16:23

البطريرك الراعي يزور القاع معزيًا بالشهداء الخمسة – البقاع، الخميس 21 تموز 2016

زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بلدة القاع، يرافقه المطارنة مطانيوس الخوري، سمعان عطا الله، مارون العمار، جوزيف معوض، وحنا رحمة والقيم البطريركي على الديمان الخوري طوني الآغا وأمين الديوان الخوري خليل عرب، وأمين الإعلام الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، ولفيف من الكهنة معزيا بالشهداء الخمسة الذين سقطوا منذ 3 أسابيع بالتفجيرات الإرهابية التي إستهدفتها.

 

وقد أعد للبطريرك إستقبال في عيناتا ودير الأحمر وكانت محطة عند مفترق رأس بعلبك حيث كان في استقباله حشد من الاهالي على رأسهم راعي أبرشيه بعلبك - الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وكاهن الرعيه الاب ابراهيم نعمو. وحيا البطريرك مستقبليه الذين نثروا الارز والورود، ولم يدل بأي تصريح.

ثم انتقل الى بلدة القاع وكان في استقباله النائبان مروان فارس وإميل رحمة، النائب السابق جبران طوق، رئيس المجلس البلدي بشير مطر، باتريك فخري إبن العائلة التي سقطت في جريمة بتدعي، وحشد من الاهالي.

ثم دخل الى كنيسة مار الياس شفيع البلدة، يرافقه المطارنة إضافةً الى المطران إدوار ضاهر وألقى المطران رحال كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، شاكراً له زيارته المباركة لأهل القاع وقال: ان القاع هي صخرة ثابتة لا تتزعزع وستبقى ثابتة لان هذه الارض مقدسة ونحن على هذه الصخرة سنبقى متمسكين بأرضنا وسنحمي قبور الشهداء بأرواحنا. واذا لا كان بد من الاستشهاد فنحن لها ونكون شهداء في سبيل الله وارض القاع. نحن هنا نعيش مع جيراننا وقلوبنا مفتوحة وايدينا ممدودة للجميع، نعيش مع اهل احباء يقفون بجانبنا ونحن واياهم سنقف صفا واحدا في وجه الارهاب والتكفيريين.

ألقى بعدها طوني وهبة كلمة باسم اهالي الشهداء، وقال: اننا نعيش ظروفا صعبة بفقدان اخوة وأبناء رحلوا تاركين اطفالا يتامى وامهات ثكلى وحسرة في القلوب. إنهم ابطال سارعوا الى اغاثة اناس وهم يعرفون وكانت لهم الشهادة نتيجة عمل ارهابي جبان. ونحن نأمل خيرا بزيارة غبطة البطريرك وهذه الزيارة تترجم لنكون ثابتين على ارضنا ونتعايش مع اخواننا في المنطقة. ان اراده الخير تبقى الاولى بكل الظروف. وطالب غبطته بمتابعة الموضوع والسعي لإحالة ملف الجريمة على المجلس العدلي.

وكانت كلمة للنائب فارس قال: لم نعرف يوما من الايام في هذه المنطقة، لا مسلمين ولا مسيحيين، الطائفية والمذهبية فنحن نعيش عيشا واحدا وشهداء القاع يمثلون كل لبنان. كما اننا نرحب بكم ونرى بزيارتكم رسالة محبة ومودة ومجيئكم الى القاع يخدم الوطن، هكذا علمنا السيد المسيح. ونحن في لبنان نموذج في الوطن العربي للعيش الواحد وللوطنية ولا نعترف بحدود. فنحن شعب واحد وزيارتكم لدمشق واللاذقية خير دليل ونقول لكم نقف الى جانبكم من اجل وحدة وطننا ومن اجل بنائه من جديد وانتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل غد.

البطريرك الراعي إعتبر أن شهداء القاع الخمسة إفتدوا لبنان متمنياً الشفاء العاجل للجرحى وقال: اننا اليوم نشعر معكم بان الشهداء الخمسة افتدونا وافتدوا لبنان. ونتمى للجرحى الشفاء العاجل. فاليوم نقدم واجب العزاء ونكون معكم ونقف الى جانبكم فأنتم في القاع سياج الوطن والمنطقة وسنحافظ على ارضنا وعلى العيش المشترك بالقيم التي نتحلى بها ونحن معكم على كل الاصعدة. وسنرفع صوتكم ونحن في هذه المنطقة من عهد المسيح من الفي عام، ومهما كانت الصعوبات الدولة هي المسؤولة الاولى عن وجودنا وأمننا وحقوقنا وحماية الوطن، ولا شي يجمعنا سوى دولة القانون باكتمال كل مكوناتها بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس للنواب والوزراء والمؤسسات. ونطالب الاسرة الدولية بايقاف الحروب الدائرة في المنطقة وايجاد الحلول السياسية للنزاعات واعادة كل النازحين والمهجرين الى ديارهم. وأكد الوقوف بجانب الجيش وكل القوى الامنية لأنهم يقدمون الشهداء من اجلنا وسنصلي لأجلهم، وسنقف بجانب اهل القاع مع المطارنة والسياسيين ونتضامن معكم كي نبقى على هذه الارض.

وبعد تقديم العزاء الى أهالي الشهداء فردا فردا، قام البطريرك والمطارنة بزيارة مستوصف البلدة.

لينتقل بعدهاغبطته والوفد المرافق الى منطقة عيون أرغش لوضع الحجر الأساس لمشروعي مركز الرياضات الروحية، والمقر الصيفي لمطرانية بعلبك ودير الأحمر المارونية في بلدة عيون ارغش، وألقى البطريرك الراعي كلمة بعد وضع حجر الاساس قال فيها: "يسعدنا وضع الحجر الاساس لمشروع أنتم كنتم قد بدأتم بحفرياته وقواعده مع المطرانين سمعان عطالله وحنا رحمة، ويحتوي هذا المشروع على قاعات للقاءات الشبيبة الروحية والرعوية، إضافة الى مقر لمطران الابرشية، كلها تكمل دور الكنيسة المجاورة".

وأضاف:"انه موسم خير يفيض من ايحاءات المكان حيث مياه عيون ارغش التي تعطينا ينابيع النعم الالهية".

وحيا البطريرك البطريرك "كل الاشخاص الذين يساهمون في هذا المشروع ليصل الى خواتيمه بشفاعة أمنا العذراء، وليكون من اجل الخدمة الرعوية بمثابة إشعاع روحي الى جانب الكنيسة وليتسع لكل شبابنا الذين سيلتقون في هذا المكان روحيا واجتماعيا وكنسيا".

وقال: "يا للاسف، يدور الخراب والدمار في هذا الشرق وكأن حضارة العالم هي حضارة الحروب والهدم والخراب، فنحن هنا في عيون ارغش نبني حضارة أخرى هي حضارة بناء النفوس وبناء الحجر والبشر تحت حماية أمنا مريم العذراء، سيدة هذا المكان المقدس".

وأمل "أن نلتقي العام المقبل لنبارك إنجاز هذا المكان، ونوجه بالمناسبة كلمة شكر الى رابطة آل طوق في اوستراليا ورئيسها ديفيد طوق، ونشكرهم على تضامنهم، فهم موجودون في اوستراليا ولكن قلبهم وفكرهم هنا، وأحملهم تحياتي الى كل المغتربين اللبنانين في اوستراليا".

بدوره قال المطران حنا رحمة: "لبنان جنة الله على الأرض، وعيون أرغش منطقة جميلة جدا، من هنا قررنا إقامة مركز للرياضة الروحية لكل إنسان يختلي بربه ويكتشف حضور ربه في الجبال، وهذا المركز سيكون مفتوحا لكل الناس، والمطران في هذه الأرض واجبه اكتشاف حضور الرب في هذه الجبال النقية ليصلي لربه على نية كل لبنان، وليصلي للرب، ليبقى لبنان وطن الرسالة والحضارة والانفتاح والتعايش والعيش المشترك الواحد، والمثال الأهم أمام كل العالم".  وكانت كلمة للمطران رحمة أكد فيها على صمود أبناء البقاع في قراهم وبلداتهم وتمسكهم بكنيستهم المارونية ومنوهاً مواقف البطريرك الراعي الوطنية الحكيمة.