البطريرك الرّاعي للسّياسيّين: توبوا على ما فعلتموه بحقّ لبنان وشعبه وتصرّفوا بندامة
وفي مستهلّ الصّلاة، ألقى تأمّلًا روحيًّا، جاء فيه: "نصلّي اليوم من أجل شفاء كل ّالمرضى وبشكل خاصّ المصابين بفيروس كورونا، ونلتمس من الرّبّ بكل إيمان، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، كي يتمّ الحدّ من انتشار هذا الفيروس والقضاء عليه، لأنّه ما من أمر صعب عند الله.
نصلّي أيضًا على نيّة لبنان والمسؤولين السّياسيّين فيه كي يتمكّنوا من اتّخاذ القرارات اللّازمة والضّروريّة وإيجاد السُّبل لإخراج وطننا من الأزمة الّتي يعاني منها، كما نصلّي من أجل وحدة اللّبنانيّين من جميع الطّوائف والأحزاب والانتماءات، فنحن جميعًا في مركب واحد، فإمّا الغرق للجميع أو النّجاة للجميع، وهنا أدعو السّياسيّين كي يتوبوا ويعترفوا ولو لمرّة واحدة بما اقترفوه بحقّ هذا البلد الجميل وأن يتصرّفوا معه ومع شعبه من منطلق النّدامة على ما فعلوه.
نلتمس من الله أيضًا، فضيلة أساسيّة هي فضيلة الطّاعة للكنيسة الّتي بسلطتها تعلّم وتأخذ التّدابير والقرارات بعد الصّلاة والتّشاور، وأبناء الكنيسة المؤمنين والمخلصين يتلقّفون قراراتها بحبّ وبتواضع وبطاعة. وكما يحصل اليوم، بعد اتّخاذ التّدبير المؤقت حول المناولة باليد، فإنّه لا يمكن لأحد القول إنّ القرار لا يعجبني وأنا لا ألتزم به، هذا يعني خلق شكوك في الكنيسة والويل لمن تقع الشّكوك على يده. ومع الأسف هناك شكوك بالإيمان وشكوك بتعليم الكنيسة، إضافة إلى إهانات للكنيسة بشخص قداسة البابا ورعاة الكنيسة. نحن نصلّي على نيّة هؤلاء المشكّكين، وعلى نيّة كلّ واحد منّا كي نتحلّى بفضيلة الطّاعة وبفضيلة التّواضع الحقيقيّ وليس التّواضع المغلّف بالكبرياء.
أنا لا أدين أحد، إنّما أشدّد على أنّنا بحاجة ماسّة إلى فضيلة التّواضع المترجم بالطّاعة للكنيسة. ونحن نقول إنّنا أبناء الكنيسة".