البطريرك الرّاعي: "صفقة القرن" هي علامة حرب وحقد ودمار ولا يمكن للرّئيس ترامب أن يلغي تاريخ الأرض المقدّسة
كلام الرّاعي جاء خلال التّأمّل الرّوحيّ في بداية ساعة السّجود أمام القربان المقدّس على نيّة لبنان مساءً اليوم في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي، وجاء فيه: "إنّ سجودنا أمام القربان هو فعل إيمان بحضور الرّبّ بيننا، وفعل شكر لله على حضوره معنا وإنقاذنا من كلّ الأزمات والأنفاق المظلمة الّتي يمرّ بها لبنان، ولو كنّا ما زلنا نعيش ظلمات على المستوى السّياسيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ، إلّا أنّنا نضع مساء اليوم كلّ هذه الهموم بين يدي الرّبّ يسوع، ونجدّد إيماننا بوجوده معنا، ونعترف أنّه في الفترة الأخيرة قد جنّبنا مخاطر كثيرة، ونطلب منه أن يواصل اهتمامه بنا ويجعلنا جميعًا ننظر للأمور بواقعيّة ونضع خير وازدهار لبنان هدفنا الوحيد من أجل الشّعب الّذي ما زال يعاني من الفقر والجوع والحرمان."
"كما نذكّر اليوم في صلاتنا، تابع الرّاعي، واقع الأرض المقدّسة، هذه الأرض الّتي ولد فيها المخلّص يسوع المسيح، وعليها تجلّى الثّالوث القدّوس، وتمّ فيها فعل الخلاص والفداء وتأسّست الكنيسة، ومنها انطلق الإنجيل المقدّس إلى العالم. لا يمكننا أن نقبل بأن تصبح هذه الأرض أرض الحديد والنّار.
نحن نأسف على ما تسمّى "صفقة القرن"، الّتي هي علامة حرب وحقد ودمار وبغض وقهر إضافيّ للنّاس، وهذا ما لن نقبله ونتحمّله. لا يمكننا التّسليم بمشيئة إنسان قرّر أن يضع جانبًا كلّ التّاريخ. وحقيقة وجود المسيحيّين والمسلمين واليهود. وقد عاشوا معًا على أرض مقدّسة واحدة كما أراد الله، وهذه الأرض لا يمكن أن تحمل هذا القرار السّياسيّ الّذي اتّخذته الإدارة الأميركيّة أو الرّئيس الأميركيّ."
وإختتم البطريرك الرّاعي: "نصلّي اليوم كي يجنّبنا الله مزيدًا من الشّرور بسبب هذا المشروع وهذا القرار الّذي اتّخذه الرّئيس الأميركيّ، ومن أجل الشّعوب المتألّمة والمعذّبة. فلا سلام إذا لم يُحترم الإنسان بحقوقه وبكرامته، ولا سلام بالظّلم والقوّة. نسأل ربّ السّلام وسيّده، وقد أُعلن السّلام من تلك الأرض يوم ميلاده، أن يفتح كلّ القلوب ويمنحها أن تحمل بمسؤوليّة بناء السّلام على الأرض الّتي أرادها بسرّ تدبيره أرض سلام، كي يعمّ السّلام في العالم أجمع."