لبنان
21 حزيران 2021, 11:15

البطريرك الرّاعي دشّن دير سيّدة الزّيارة- عينطورة، وإليكم كلمته!

تيلي لوميار/ نورسات
بعد ترميمه بهبة هنغاريّة، دشّن البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، يوم الجمعة، دير سيّدة الزّيارة عينطورة مطلقًا رسالته، بحضور لفيف من المطارنة والآباء والرّاهبات، وبمشاركة وفد هنغاريّ يترأّسه مسؤول برنامج المساعدات في مكتب رئيس الحكومة الدّكتور تريستان ازبيج، يرافقه المطران فيرنك شيرهاتي ممثّلاً رئيس أساقفة بودابست الكاردينال بيتر إردو. كما حضرت التّدشين فعاليّات سياسيّة وبلديّة واختياريّة ومدنيّة وعسكريّة.

وللمناسبة، ألقى الرّاعي عظة قال فيها:

"1. يطيب لي أن أحيّيكم جميعًا وبنوع خاصّ أعضاء الوفد الهنغاريّ العزيز والرّفيع الممثّل للحكومة برئاسة سعادة الدّكتور Tristan Azbej المسؤول عن برنامج المساعدات للمسيحيّين المضطهدين وللشّعب الهنغاريّ. كما أحيّي سيادة المطران Ferenc Cserháti الأسقف المساعد لأبرشيّة Budapest  ممثّلًا رئيس أساقفتها نيافة الكاردينال Peter Erdö. وأودّ أن أوجّه تحيّة خاصّة إلى سفيرة لبنان في هنغاريا السّيّدة جوانّا قزّي، وأشكرها على متابعة هذا المشروع لدى السّلطات الهنغاريّة. كما أشكر الدّكتور Géza Mihályi سفير هنغاريا في لبنان على إعداد زيارة الوفد بكلّ تفاصيلها.

2. اليوم تحقّق الحلم الّذي كان يراودني منذ كنت راهبًا في الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة، بدءًا من سنة 1975، عندما كنت أرى هذا الدّير الخازنيّ العريق والتّاريخيّ مهجورًا بدون أبواب وشبابيك، وتعصف فيه الرّياح والأمطار. فيه عاشت جماعة من راهبات الزّيارة ذوات الحقّ البطريركيّ، وفيه أسّسن مدرسة خرّجت أعلامًا مثل الأديبة ميّ زيادة (+1941). وكبر الحلم عندما أصبحت نائبًا بطريركيًّا في بكركي من سنة 1986 إلى سنة 1990، ثمّ مطرانًا لأبرشيّة جبيل. وشاءت العناية الإلهيّة أن يتحقّق هذا الحلم بفضل هبة مجّانيّة من سخاء حكومة هنغاريا. فكتبوا إليّ من قبل رئيس الحكومة الدّكتور Victor Orbán الّذي أحيّيه وأحيّي نائبه معالي الوزير Joult Chemyan، بأنّ الحكومة ترصد للبطريركيّة مبلغ مليون يورو من أجل مشروع اجتماعيّ. للحال أرسلت مشروع إعادة ترميم دير سيّدة الزّيارة عينطوره ليكون مركزًا إنمائيًّا اجتماعيًّا يمكّن أبناء هذه المنطقة السّاحليّة المقتظّة بالسّكّان وسواها من تعلّم مهنة يعيشون منها بكرامة، من دون انتظار كرتونة مواد غذائيّة. فأنشأنا مع الأخت المكرّسة مارانا سعد معهد فيلوكاليا الّذي يعطي شهادات رسميّة في أربعة قطاعات: الموسيقى وآلاتها، Artisanat، تعلّم فنّ الطّبخ وقسم الثّقافة والدّين.

3. ولمّا كانت مساحة البناء 2250 مترًا مربّعًا، والخراب شاملًا، لم يكفِ مبلغ المليون يورو. ولمّا كان المهندس المسؤول في البطريركيّة الأستاذ رامي رزق عن الإشراف يقدّم الحسابات الفصليّة للسّفارة الهنغاريّة ولسعادة الدّكتورTristan Azbej، تبيّنت الحاجة إلى مليونٍ ثانٍ، تكرّمت الحكومة الهنغاريّة بتقديمه بطيبة خاطر وسخاء قلب. فلا يسعنا إلّا التّعبير عن خالص شكرنا لأنّه لولا هذه المساعدة السّخيّة بمليونيّ يورو لما استطاعت البطريركيّة بأيّ شكل إنجاز هذا المشروع الموضوع لخدمة المجتمع.

بارك الله هنغاريا رئيسًا وشعبًا، ومتّعها بدوام السّلام والازدهار والإشعاع في العطاء.

4. وأودّ أن أعرب عن تقديري لمقاول المشروع المهندس لبيب عقيقي، رئيس بلديّة عينطورة الّذي وضع قوّة عمّاليّة تخطّت صعوبات كورونا والإضرابات والأعياد ومنع التّجوّل، حتّى يتمّ إنهاء العمل في موعد التّدشين المحدّد. وأودّ أيضًا أن أشكر المؤسّسة البطريركيّة للإنماء الشّامل على المساعدة السّخيّة لاقتناء حاجات من الأثاث الدّاخليّ، وكذلك معالي الوزير النّائب فريد هيكل الخازن على تعبيد السّاحة الخارجيّة وموقف السّيّارات، إحياءً لذكرى مشايخ آل الخازن الّذين أسّسوا هذه الوقفيّة. كافأهم الله جميعًا بفيضٍ من نعمه وبركاته.

5. بارك الله هذا المركز، وكلّ الّذين لهم تعب في إنشائه وترميمه والاعتناء بإكماله وازدهاره. وحقّق الله بنعمته أهدافه، وأفاض بركاته على القيّمين عليه والمستفيدين من عطاءاته.

عشتم! عاش لبنان! عاشت هنغاريا!".