أوروبا
07 كانون الأول 2021, 06:00

البطريرك الرّاعي ترأّس القدّاس الإلهيّ في رعيّة مار مارون في بلدة أنتوبولي- نيقوسيا

تيلي لوميار/ نورسات
إستهلّ البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي اليوم الأخير من زيارته الرّاعويّة إلى قبرص بقدّاس إلهيّ احتفل به في كنيسة مار مارون في منطقة أنتوبولي المجاورة للعاصمة نيقوسيا. وهناك كان في استقباله كاهن الرّعيّة الخوري يوسف اسكندر الّذي ألقى كلمة ترحيب بالبطريرك الرّاعي تحدّث فيها عن مأساة التّهجير وعن كيفيّة تحلّق الموارنة حول كنيسة مار مارون الّتي بنوها بعد التّهجير، مؤكّدًا على عمق ارتباطهم بكنيستهم وببطريركهم الّذي يفرحون اليوم بزيارته ويتشجّعون ببركته وتوجيهاته.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظة تحت عنوان: "تبارك الله أبونا"، وجاء فيها:

‎"إخواني السّادة المطارنة والآباء وكاهن الرّعيّة، ممثّل الموارنة في البرلمان القبرصيّ، أخواتي الرّاهبات، إدارة. المدرسة، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،

‎النّشيد الّذي سمعناه في إنجيل اليوم هو ما قاله زكريّا يوم مولد يوحنّا وكتب اسمه على لوحةٍ حينها حلّت عقدة لسانه وتكلّم وبارك الله.

‎سمعنا في قول الإنجيل "وامتلأ زكريّا من الرّوح القدس" فكان النّشيد من وحي الرّوح القدس، أنشد فيه ثلاث أفكار رئيسيّة :

‎- أوّلاً بارك في الشّكر لله الّذي يفتقد شعبه ويُرسل مسيحه

‎- ثانيًا تحقيق الوعد لإبراهيم بأنّ الله يبقى أمينًا مع شعبه ويطلب منه أن يظلّ أمينًا له

‎- ثالثًا يعلن رسالة يوحنّا ابنه قبل أن تحصل أيّ يعني بذلك التّنبوّء عن رسالة ابنه يوحنّا

‎يمكننا إعطاءه كعنوان نشيد الوعد وتحقيقه بين الله والبشر.

‎هذا الوعد فيه أمانة الله فجاء البشر بخلاصهم وإيمان الإنسان بالله أنّه يحقّق وعوده أمانة الله وإيمان الإنسان. حنجرة بولس الرّسول اختصرها بكلمة "آمين" ما يعني نحن نؤمن بأنّ الله أمين لوعده ونحن آمين منّا نتمّم ما يقوله الله .

‎وفي نهاية الإنجيل يقول الكاهن "حقًّا" أيّ ما قاله الله هو الحقيقة وهذه الحقيقة لا تتغيّر من قبل الله .

‎فيجاوب الشّعب نؤمن بإله واحد أيّ حقًّا ما قاله الله في الحقيقة هو آمين لحقيقته ونحن نقول نؤمن بهذه الحقيقة ونعمل بموجبها.

‎مضمون نشيد زكريّا نعيشه كلّ نهار أحد عندما نذهب إلى الكنيسة، نذهب لنجدّد إيماننا بالله الأمين لوعده الخلاصيّ ونجدّد إيماننا بالله بأنّنا نلتزم بما يريد الله.

‎نجتمع يوم الأحد بشخص المسيح، حوله لنسمع كلامه ولنقدّم ذبيحته ولتناول جسده ودمه بالمسيح فيه تجلّى أمانة الله وإيمان الإنسان.

‎ونحن سعداء اليوم مع إخواني المطارنة الآتين من لبنان سيادة المطران بولس الصّيّاح، بولس روحانا، سيادة المطران سليم صفير، المطران الساّبق للأبرشيّة سيادة المطران يوسف سويف مع كاهن الرّعيّة نرفع صلاة الشّكر للرّبّ على كلّ شيء.

‎نشكر الرّبّ بالرّغم من مرارة التّهجير، من بلداتكم وقراكم في المنطقة الشّماليّة، نشكره لقدرتكم على بناء كنيسة ومنازل ومدرسة ومركزًا للمسنّين وناد رياضيّ، نشكر الرّبّ على نعمه من مرارة التّهجير.

‎علينا جميعًا شكر الله بحياتنا على كلّ شيء حتّى لو الأمور ليست كما نتمنّى وصعبة جدًّا، علينا دائمًا شكر الرّبّ لأنّه الوحيد الّذي يعرف متى نلاقي الخير من خلال ألم الإنسان .

‎كلمة إفخارستيّا الّتي نحتفل بها الآن هي صلاة الشّكر وأنتم تحيّيون بعضكم بكلمة "إفخارستيّا" "شكرًا" نذهب كلّ يوم أحد إلى الكنيسة لشكر الرّبّ كيفما تجلّت إرادته.

‎عشنا سويًّا خمسة أيّام من الفرح: فرح اللّقاء بالجالية اللّبنانيّة، فرح زيارة البلدات حيث تقيمون بها، فرح استقبال قداسة البابا فرنسيس، فرح الزّيارة الرّاعويّة، فرح المطران الجديد للأبرشيّة، هذه كلّها أيّام فرح وجميلة.

‎من صلاة الشّكر ومن الفرح بالمسيح تحقيق الوعد من الله هكذا نحن بإيماننا ورجائنا ننتظر تحقيق وعد الله في حياتنا وحياة كلّ البشر.

‎لذلك نحن لا نعيش كمسيحيّين مؤمنين لا نعيش بالخوف وباليأس ولكن بالرّجاء.

‎نتمنّى لكم أيّامً سعيدة، أيّام فرح ورجاء واتّكال على العناية الإلهيّة هي سيّدة التّاريخ وتحقّق الأمور كما تريد ولكن هي دائمًا لخير وخلق الإنسان. كما نتمنّى لكم مسيرة مباركة نحو الميلاد بإسم الآب والإبن والرّوح القدس له المجد إلى الأبد. آمين."