لبنان
02 كانون الأول 2021, 09:45

البطريرك الرّاعي افتتح "دار الميلاد" في دير الزّيارة- فيلوكاليا

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، مساء الثّلاثاء، مهرجان "دار الميلاد" في دير الزّيارة في عينطورة- كسروان، الّذي أطلقه معهد وجمعيّة فيلوكاليا، وكان في استقباله النّائب البطريركيّ على أبرشيّة صربا المارونيّة المطران بولس روحانا، رئيسة جمعيّة فيلوكاليا الأخت مارانا سعد ونائب الرّئيس الأب فريد صعب، رؤساء بلديّات ومخاتير وفعاليّات فنّيّة واجتماعيّة وثقافيّة وحشد من أبناء المنطقة، إضافة إلى فرق من فوج كشّافة عينطورة والحركات الرّسوليّة.

بداية أضاء البطريرك الرّاعي نجمة الميلاد وكلّ الدّير في الباحة الدّاخليّة بعد رفع الصّلاة، وتوجّه برفقة الأساقفة والحضور إلى كنيسة الدّير حيث أقيم رسيتال ميلاديّ أنشد فيه عدد من أعضاء جوقة فيلوكاليا ترانيم ميلاديّة عزفتها الأوركسترا بقيادة الأخت مارانا.

وكان قد قدّم للحفل الإعلاميّ إيلي أحوش الّذي رحّب بالحضور وثمّن "اللّقاء الّذي إن دلّ فهو يدلّ على أمل بولادة جديدة للبنان الّذي يرزح تحت ثقل الأزمات الّتي ضربته."

وإعتبر أحوش "أنّنا بحاجة في زمن الميلاد هذا إلى العودة إلى الذّات والصّلاة على نيّة لبناننا ليخرج من النّفق المظلم ويبصر نور الميلاد المجيد.

وإنّنا في كلّ الظّروف علينا أن نعي بأنّ أبواب بكركي وراعيها لكلّ لبنان ولأجل خلاص لبنان".

ثمّ ألقت الأخت سعد كلمة شكرت فيها الرّاعي على "حضوره ومشاركته ودعمه الدّائم لكلّ النّشاطات الّتي تؤمّن خير أبناء الكنيسة"، وقالت: "العام الماضي وفي رسالتكم الميلاديّة يا صاحب الغبطة بعنوان "الشّعب السّالك في الظّلمة أبصر نورًا عظيمًا" تكلّمتم عن حدّة الظّلام وشدّدتم على أنّ نور المسيح ونور المعموديّة وهما أقوى بكثير. واليوم وعلى ضوء إرشادكم وتعاليم الكنيسة انبثق ميلاد دير الزّيارة في خدمة الشّباب اللّبنانيّ والعائلات وذلك من خلال معهد فيلوكاليا."

وتابعت سعد: "لقد جاء مهرجان "دار الميلاد" ليكون جوابًا للباحثين عن معنى عيد الميلاد. مجتمعنا اليوم متعطّش جدًّا إلى الحبّ والجمال ولقد أردنا من خلال البرنامج الشّهريّ الّذي أطلقناه بالمناسبة مشاركة الجميع فرح وحبّ هذا العيد من خلال معارض حرفيّة ونشاطات خاصّة بالعيد. ونحن نجدّد اليوم شكرنا على دعمكم الأبويّ والرّوحيّ والعمليّ الّذي يمثّل سندًا للشّباب في هذا الوطن."

وفي الختام، وبعد الاستماع إلى التّرانيم الميلاديّة، ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "ممّا سمعته اليوم يمكنني القول إنّ معهد فيلوكاليا قد ولد في الأوّل من أيلول 1920. هذا هو لبنان الجمال الّذي وللأسف هم يشوّهونه لقد عدنا اللّيلة ورأيناه بكلّ بهائه. كلمة شكر بإسم الجميع للأخت مارانا ولكلّ من عمل وساهم في إنجاح هذه الأمسية المميّزة وهذا الاحتفال الميلاديّ."  

وتابع: "لقد دخل في قلبي أمران. الأوّل وهو أنّه أمام جمال هذه الجوقة وما سمعناه من أصوات مشكور الجميع من صغار وكبار تذكّرنا جوقة بيت لحم وليلة الميلاد حيث أنشد الملائكة ميلاد الرّبّ على أرضنا واللّيلة نحن نشهد على ليتورجيّة جديدة ليتورجيّة دير الزّيارة المرمّم في عينطورة، هذه اللّيتورجية التي امتزجت مع ليتورجيّة بيت لحم."

وأضاف: "إنّ هذه اللّيتورجيا يجب أن تبقى في حياتنا على الرّغم من كلّ شيء على الرّغم من الألم والفرح في الحالة الّتي نحن فيها ومعاناتنا لا ننسى أنّ ليتورجيّة الأرض هي الّتي تبقى. في هذه الأيّام ليتورجيّة لبنان ممزوجة بالدّمّ. ليتورجيّة بيت لحم بدأت بالميلاد وتواصلت بالصّلب وانتهت بالقيامة. الشّكر لك أخت مارانا لأنّك تواكبين حياة الوطن والكنيسة في لبنان وخارجه من خلال فيلوكاليا. أمّا الأمر الثّاني فهو نجمة الميلاد الّتي أضأناها اليوم وقد فهمت في هذه اللّيلة أنّ النّجمة الحقيقيّة هي ميلاد المسيح في قلب كلّ إنسان. بإرادة الإنسان الملتزم بالخير بإرادة الإنسان بحبّه للغير هو نجمة الميلاد نجمة الميلاد مدعوّة أن تكون في قلب كلّ إنسان. هذه الرّسالة موجّهة لنا جميعًا ولكلّ لبنانيّ عامّة ولكلّ مسؤول خاصّة ولكلّ من لا يزال ممعنًا في تجويع النّاس والبطالة وتعطيل الحكومة والقضاء والقهر كلّ هذا ليس الجمال. المسيح مدعوّ ليعيش في قلب كلّ إنسان منّا هذا دعاؤنا اللّيلة وكلّ ما سمعناه من أشياء جميلة من فيلوكاليا هو دعوة عميقة لكي نهيّئ أنفسنا لكي نكون نحن نجمة الميلاد الّتي تضيء وترشد إلى المخلّص وتدلّ على مكان وجود المسيح والمهمّ أن يكون الإنسان هو المغارة الّتي تحتضن المسيح."

وفي ختام الاحتفال، جال البطريرك مباركًا منتوجات الدّير والمعرض الخاصّ بالمنتجات الميلاديّة، كما معرض الجمعيّات اللّبنانيّة المُنتجة، بالتّنسيق مع الدّكتور مارك بيروتي والّذي خصّصت له إدارة الدّير مساحة كبرى مساهمة بتصريف الإنتاج اللّبنانيّ.

وفي الختام نذكر بأنّ "مهرجان دار الميلاد" هو على مدار شهر كامل من 30 كانون الأوّل لغاية 30 كانون الثّاني.