أوروبا
28 شباط 2022, 07:30

البطريرك الرّاعي اختتم زيارته إلى فلورانس بإطلاق مشروع إنشاء رعيّة مارونيّة جديدة فيها

تيلي لوميار/ نورسات
إختتم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي زيارته إلى فلورانس بعد مشاركته في مؤتمر "المتوسّط حدود سلام" الّذي دعا إليه مجلس أساقفة إيطاليا بالتّعاون مع بلديّة فلورانس.

ختام هذه الزّيارة تكلّل ببركة الرّاعي لإنشاء رعيّة مارونيّة جديدة في فلورانس، مشروع باركه أيضًا رئيس أساقفتها الكاردينال جوزف بيتوري الّذي وضع كنيسة القدّيسة أغاتا التّاريخيّة (من القرن الثّاني عشر) بتصرّف الرّعيّة المارونيّة الّتي ستحمل اسم رعيّة مار شربل- فلورانس. وقد زارها البطريرك الرّاعي واطّلع على مشروع ترميمها من قبل القنصل شربل شبير الّذي منحه الميداليّة البطريركيّة تقديرًا لجهوده.

وكان الرّاعي قد شارك صباحًا في الجلسة الختاميّة للمؤتمر والّتي تحدّث فيها رئيس بلديّة فلورانس داريو نارديلا الّذي وصف المؤتمر بالتّاريخيّ شاجبًا كلّ الحروب والعنف، ومؤكّدًا أنّ سكّان المتوسّط يرفضون كلّ أشكال انتهاكات حقوق الإنسان وينشدون السّلام ويريدون أن يعيشوا بأخوّة ووئام على اختلاف انتماءاتهم الدّينيّة. ثمّ تحدث رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي الّذي اعتبر أنّ المؤتمر يؤسّس لمستقبل زاهر بين دول المتوسّط وهو يطلق ثماره كربيع الرّجاء والسّلام من أجل الأجيال القادمة. وأبدى إعجابه بالحوار العميق والصّريح الّذي ساد المؤتمر والّذي يعكس مسؤوليّة كبرى وجدّيّة لدى الكنيسة والمجتمع المدنيّ.

ثمّ كانت سلسلة مداخلات ركّزت على ضرورة نشر ثقافة السّلام وحقوق الإنسان والعمل الدّؤوب من أجلهما في دول المتوسّط، جرى بعدها إعلان شرعة فلورانس الّتي أعربت عن ألم المشاركين حيال الحرب على أوكرانيا داعية إلى الشّروع فورًا بالمفاوضات والحوار من أجل وضع حدّ للعنف ولسقوط الضّحايا وبالتّالي لمعاناة الشّعب الأوكرانيّ. كما أكّدت على ضرورة تعاون بلدان المتوسّط من أجل تكثيف الإيجابيّات خصوصًا في مجال تعزيز العدالة وحقوق الإنسان واحترام الحرّيّات الدّينيّة وغيرها على قاعدة المواطنة الصّحيحة والمساواة وعدم التّمييز. وأشارت الشّرعة إلى مسؤوليّة فتح آفاق جديدة أمام الأجيال الشّابّة وزرع الأمل لديهم بمستقبل أفضل.

وشدّد المجتمعون على أنّ الشّرق الأوسط هو بمثابة تقاطع تاريخيّ للحضارات الأوروبيّة وغرب آسيا، وبإمكانه أن يقوم مجدّدًا بدوره الأساسيّ في إرساء السّلام وفي تطوّر الأمم من خلال التّعاون بين مدنه وجماعاته الدّينيّة لذلك لا يمكنه أن يكون أو أن يتحوّل إلى ساحة صراع لقوّات خارجيّة. ويجب العمل على إيجاد فرص عمل فيه للشّباب والنّساء ومساعدته لينمو اقتصاديًّا واجتماعيًّا ومدّه ببرامج تعاون هدفها حماية أطفاله.  

ثمّ شارك الجميع في قدّاس الاختتام الّذي ترأّسه الكاردينال الرّاعي، وقد عاونه فيه بطاركة الشّرق الكاثوليك والكاردينال ليوناردو ساندري والكاردينال جوزيف بيتوري.