البروفيسور جياني لا بيلا يتحدث عن زيارة البابا المرتقبة إلى كولومبيا
ولفت إلى أن مدينة فيلافيشنسو شكلت في الماضي مسرحا لمصادمات مسلحة عنيفة جدا بين القوات الحكومية الكولومبية ومتمردي ما يُعرف بـ"القوات المسلحة الثورية في كولومبيا" أو الـ"فارك". وأشار دي بيلا أيضا إلى أهمية شعار هذه الزيارة البابوية ألا وهو "لنقم بالخطوة الأولى" وكأن البابا ينوي أن يقود خطوات الكنيسة الكاثوليكية في أمريكيا اللاتينية عامة، وفي كولومبيا خصوصا، باتجاه سلام قوي وراسخ ودائم.
في رد على سؤال بشأن سير مفاوضات السلام في كولومبيا بين الحكومة والثوار، قال البروفيسور الجامعي الإيطالي الذي يتابع الأوضاع عن كثب، إن المحادثات تسير قدما في الاتجاه الصحيح، وقد بدأ التطبيق التدريجي لاتفاقية السلام من خلال سلسلة من التشريعات الخاصة التي وافق عليها البرلمان الكولومبي. وهذا ما حمل العديد من المتمردين على إلقاء السلاح. ولم تخلُ كلمة البروفيسور دي بيلا من الإشارة إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الكولومبي سانتوس إلى الفاتيكان في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي ورافقه معارضه الرئيسي أوريبيه الذي يقف في وجه محادثات السلام، وقد التقى الرجلان بالبابا فرنسيس.
وذكّر أيضا بأن الحوار بدأ لشهر خلا مع مجموعة متمردة أخرى هي "جيش التحرير الوطني" والتي تجري حاليا في كيتو عاصمة الإكوادور. ووصف هذا الحوار بالبناء مع أن التوصل إلى نتائج ملموسة يتطلب بعض الوقت لأن المحادثات ما تزال في بدايتها لكن الطرفين أبديا استعدادهما لبلوغ تسوية سلمية للصراع. وعبّر دي بيلا عن أمله بأن تساهم زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى كولومبيا في إعطاء المزيد من الزخم لهذه المفاوضات السلمية.
في ختام حديثه للقسم الإيطالي في راديو الفاتيكان اعتبر أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة مودينا ـ ريجو إيميليا أنه بغية تخطي هذا الماضي الصعب الذي عاشته كولومبيا على مدى العقود السابقة يتعين اليوم على الكولومبيين جميعا أن ينطلقوا في مسيرة جديدة ويعملوا على تنقية الذاكرة ويجدوا القوة اللازمة لبناء أمة جديدة.