البابا يعلن قداسة أربعة طوباويين على مذابح الرّب
. ترأس قداسة البابا فرسيس هذا الحدث الروحيّ الذي يتزامن مع سينودس العائلة المنعقد في روما، ويترافق أيضاً مع قداسة الكاهن الإيطالي الأب فنشينزو غروسّي مؤسس بنات الصلاة، والراهبة الإسبانية مريم للحبل بلاد دنس، الرئيس العامة لراهبات شراكة الصليب.
وهذه هي المرّة الأولى، التي يعلن فيها البابا فرنسيس قديساً وقديسة متزوجين: ليكونا أول زوج وزوجة تعلن قداستهما معاً، ويكون درساً بليغاً للعائلات الباحثة عن كيفية الحافظ على قيمها، في عالم العولمة والعنف والتحديات الداخلية والخارجية.
اسبانيا ايطاليا وفرنسا كانت ابرز الدول التي شارك مؤمنوها في حدث التقديس، إضافة الى حضور ومشاركة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران انطوان طربيه راعي ابرشية اوستراليا المارونية، والنائب البطريركي العام عن منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري، وفعاليات رسمية وسياسية وروحية من دول مختلفة.
وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلّها بالقول تقدم لنا القراءات البيبلية اليوم موضوع الخدمة وتدعونا لإتباع يسوع في درب التواضع والصليب. ولفت فيها الى أنّه :"مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيرًا فيكُم، فَليَكُن لَكُم خادِمًا"، وبهذه الكلمات يشير إلى الخدمة كأسلوب للسلطة في الجماعة المسيحية. فالذي يخدم الآخرين هو الذي يمارس السلطة حقًّا في الكنيسة، ويسوع يدعونا لتغيير الذهنية والانتقال من التعطّش للسلطة إلى فرح الاختفاء والخدمة؛ ولاقتلاع غريزة التسلّط على الآخرين وممارسة فضيلة التواضع.
كما لفت البابا الى تناقض بين أسلوب فهم السلطة بحسب المعايير الدنيوية والخدمة المتواضعة التي يجب أن تميِّز السلطة بحسب تعليم يسوع ومثاله.
تابع الأب الأقدس يقول:" كل منا، كمعمَّد، يُشارك من جهته في كهنوت المسيح،وأضاف إنّ الذين تمّ إعلان قداستهم اليوم قد خدموا الإخوة باستمرار بتواضع ومحبة عظيمّين متشبهين بالمعلم الإلهي. وقال:"لقد كان القديس فينشنزو غروسي كاهن رعيّة غيور متنبه على الدوام لاحتياجات شعبه. والقديسة ماريا للعذراء سيّدة الحبل بلا دنس قد عاشت بتواضع كبير الخدمة تجاه الأخيرين ولاسيما تجاه أبناء الفقراء والمرضى. والزوجان لويس وزيلي مارتان قد عاشا الخدمة المسيحية في العائلة وبنيا، يومًا بعد يوم، بيئة مليئة بالإيمان والمحبة؛ وفي هذا المناخ نبتت دعوات بناتهما ومن بينهن القديسة تريزيا الطفل يسوع."
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لتحثنا شهادة هؤلاء القديسين الجدد المنيرة على المثابرة في درب خدمة الإخوة الفرحة واثقين بمساعدة الله وحماية مريم العذراء الوالدية.