الفاتيكان
09 تشرين الثاني 2020, 08:50

البابا يصلّي من أجل السّلام في ليبيا وإثيوبيا

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس ظهر الأحد، دعوة للصّلاة من أجل السّلام والاستقرار في ليبيا، كما من أجل الاحترام الأخويّ والحوار والتّسوية السّلميّة للخلافات في إثيوبيا، وذلك بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ مع المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، إذ قال بحسب "فاتيكان نيوز": "أتابع بقلق الأخبار التي تصل من إثيوبيا. وفيما أحثّكم على نبذ تجربة النّزاع المسلّح، أدعو الجميع للصّلاة والاحترام الأخويّ والحوار والتّسوية السّلميّة للخلافات".

وعن الموضوع اللّيبيّ، أشار الأب الأقدس إلى انطلاق اجتماعات منتدى الحوار السّياسيّ اللّيبيّ في تونس العاصمة، والّذي سيشارك فيه كافّة الأطراف، آملاً للمناسبة "أن يتمّ بصدق في هذه اللّحظة الدّقيقة إيجاد حلّ للمعاناة الطّويلة للشّعب اللّيبيّ وأن يتمّ احترام وتنفيذ الاتّفاق الأخير لوقف إطلاق النّار الدّائم. لنصلِّ من أجل مندوبي المنتدى ومن أجل السّلام والاستقرار في ليبيا".

وكان البابا فرنسيس قد ترأّس صلاة التّبشير الملائكيّ وألقى قبلها كلمة روحيّة جاء فيها: "يدعونا إنجيل هذا الأحد لكي نتابع التّأمّل حول الحياة الأبديّة الّذي بدأناه بمناسبة عيد جميع القدّيسين وتذكار الموتى المؤمنين. يروي يسوع مثل العذارى العشر اللّواتي دُعينَ إلى عرس، كعلامة لملكوت السّماوات.

لقد كانت العادة في أيّام يسوع بأن يتمّ الاحتفال بالعرس في اللّيل، وكان على موكب المدعوّين أن يسيروا مع المصابيح المضاءة. بعض الوصيفات كُنَّ جاهلات: أَخَذنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذنَ مَعَهُنَّ زَيتًا، أمّا الحكيمات فَأَخَذنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وأَبطَأَ العَريسُ فَنَعَسنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدنَ. إلى أن صَارَتِ صيحة تعلن وصول العريس، فتنبّهت الجاهلات بأنّهنَّ لا يملكنَ الزّيتَ لمصابيحهنَّ وطلبنه من الحكيمات؛ فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلنَ: قَد لا يَكفِينَا ويَكفِيكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبت الجاهلات لِيَبتَعنَ الزّيت، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ الحكيمات إِلى العُرْس، وأُغلِقَ البَاب. وعادت الجاهلات في وقت متأخّر جدًّا، وتمَّ رفضهنَّ.

بهذا المثل يريد يسوع أن يقول لنا بأنّه علينا أن نكون مستعدّين للّقاء معه. ليس فقط للّقاء النّهائيّ وإنّما أيضًا للالتزام اليوميّ في ضوء ذلك اللّقاء الّذي لا يكفيه مصباح الإيمان ولكنّه يحتاج أيضًا إلى زيت المحبّة والأعمال الصّالحة. إنّ الإيمان الّذي يجمعنا حقًّا بيسوع هو، كما يقول القدّيس بولس، "الإِيمانِ العامِلِ بِالمَحبَّة". وهذا ما يمثّله موقف العذارى الحكيمات. أن نكون حكماء وحذرين يعني ألّا ننتظر اللّحظة الأخيرة لكي نجيب على نعمة الله وإنّما أن نفعل ذلك بشكل فعّال على الفور. إذا أردنا أن نكون مستعدّين للّقاء الأخير مع الرّبّ فعلينا منذ الآن أن نتعاون معه ونقوم بأعمال صالحة تَستلهِم من محبّته.

لكن للأسف قد ننسى أحيانًا هدف حياتنا، أيّ الموعد الأخير مع الله ونضيّع هكذا معنى الانتظار ونعيش الحاضر بشكل مطلق. هذا الموقف يستبعد أيّ منظور للحياة الأبديّة: فنقوم بكلِّ شيء كما ولو أنّنا لن نُضطّر أبدًا للذّهاب للحياة الأخرى، فننهمك فقط بالامتلاك والظّهور وتدبير أمورنا... إذا سمحنا بأن يقودنا فقط مصالحنا وما يبدو جذّابًا، تصبح حياتنا عقيمة ولا نجمع أيّ مخزون زيت لمصباحنا فينطفئ قبل اللّقاء بالرّبّ. أمّا إذا كنّا ساهرين وقمنا بأعمال خير بالاستجابة لنعمة الله يمكننا أن ننتظر بهدوء وسكينة وصول العريس. يمكن للرّبّ أن يأتي أيضًا فيما نحن نيام، لكن هذا الأمر لن يقلقنا لأنّنا نملك مخزون الزّيت الّذي جمعناه بأعمالنا الصّالحة يوميًّا.

لنطلب شفاعة العذراء مريم الكلّيّة القداسة لكي تساعدنا لنعيش على مثالها إيمانًا عاملاً: فيكون المصباح المنير الّذي يمكننا بواسطته أن نعبر ليل ما بعد الموت ونبلغ إلى عيد الحياة العظيم."      

وبعد الصّلاة، وجّه البابا فرنسيس تحيّاته المعتادة، فقال: "لقد تمّ أمس في برشلونة إعلان تطويب خوان رويغ إي ديغل، علمانيّ وشهيد، قُتل عن عمر يناهز التّسعة عشر عامًا خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة. لقد كان شاهدًا ليسوع في مكان العمل وبقيَ أمينًا له وصولاً إلى بذل حياته. ليبعث مثاله في الجميع، ولاسيّما في الشّباب، الرّغبة في عيش الدّعوة المسيحيّة في ملئها...

أرى هناك علمًا يجعلني أفكّر في شعوب أميركا الوسطى، الّتي تعرّضت خلال الأيّام الأخيرة لإعصار عنيف تسبّب بضحايا عديدين وبأضرار كبيرة، ممّا زاد تفاقم الوضع الّذي كان صعبًا بسبب الوباء. ليقبل الرّبّ الموتى، ويعزّي عائلاتهم، ويعضد الّذين يُمتحنون، وكذلك جميع الّذين يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتهم...

يُحتفل اليوم في إيطاليا بعيد الشّكر حول موضوع: "الماء، بركة الأرض". إنّ المياه هي أمر حيويّ بالنّسبة للزّراعة. وأمر حيويّ أيضًا للحياة! أنا قريب بالصّلاة والمودّة من العالم الرّيفيّ، وخاصّة من المزارعين الصّغار، الّذين أصبح عملهم أكثر أهمّيّة من أيّ وقت مضى في زمن الأزمة هذا. أضمّ صوتي إلى الأساقفة الإيطاليّين الّذين يحثّوننا على الحفاظ على المياه كخير عامّ، ينبغي احترام استخدامه ومقصده العالميّ."