الفاتيكان
05 آذار 2020, 13:30

البابا يصدر رسالته لليوم العالميّ للشّباب 2020

تيلي لوميار/ نورسات
تحت عنوان "يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!"، صدرت ظهر اليوم رسالة البابا فرنسيس الخاصّة باليوم العالميّ للشّباب 2020، الّذي سيُحتفل به في أحد الشّعانين، في الخامس من نيسان/ إبريل المقبل. وجاء في نصّها نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"منذ تشرين الأوّل لعام 2018، مع سينودس الأساقفة حول موضوع الشّباب والإيمان وتمييز الدّعوات، بدأت الكنيسة مسيرة للتّفكير في وضعكم في عالم اليوم، حول بحثكم عن معنى لحياتكم وعن مشروع حياة، وحول علاقتكم مع الله. وفي كانون الثاني 2019، التقيت مئات الآلاف من أقرانكم من جميع أنحاء العالم، اجتمعوا في باناما من أجل اليوم العالميّ للشّباب. إنّ أحداثًا من هذا النّوع– كالسّينودس واليوم العالميّ للشّباب– تعبّر عن بعد أساسيّ للكنيسة: "السّير معًا".

في كلّ مرّة نصِل فيها، خلال هذه المسيرة، إلى محطّة هامّة، يتحدّانا الله، والحياةُ نفسها، لكي ننطلق من جديد. وأنتم الشّباب خبراء في هذا! تحبّون السّفر، واكتشاف أماكن ووجوه لم تروها أبدًا من قبل، وعيش خبرات جديدة. لذلك اخترت لكم مدينة لشبونة، عاصمة البرتغال، كوجهةٍ لمسيرة حجّكم، الّتي ستجمعكم من كلّ القارّات، في عام 2022. من هناك وفي القرنين الخامس عشر والسّادس عشر، انطلق العديد من الشّباب ومن بينهم العديد من المرسَلين، نحو أراضٍ مجهولة، لكي يشاركوا خبرتهم مع يسوع مع الشّعوب والأمم الأخرى. سيكون موضوع اليوم العالميّ للشّباب في لشبونة: "قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَة". في العامين السّابقين، أردت التّفكير معكم حول آيتين من الكتاب المقدّس: "يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!"، في عام 2020، و"قُمْ على قَدَمَيكَ! إنّي أقيمك شاهِدًا لِلرُّؤْيا الّتي رَأَيتَ"، في عام 2021. كما ترون، إنّ الفعل المشترك بين المواضيع الثّلاثة هو "قم". يأخذ هذا التّعبير أيضًا معنى القيامة، والنّهوض من النّوم للعودة إلى الحياة. ويتكرّر هذا الفعل في الإرشاد الرّسوليّ"Christus vivit"، الّذي كرّستُه لكم بعد سينودس عام 2018 والّذي تقدّمه لكم الكنيسة، إلى جانب الوثيقة الختاميّة، كمنارة لتنير لكم دروب حياتكم. أتمنّى من كلّ قلبي أن تتزامن المسيرة الّتي ستقودنا إلى لشبونة، مع التزام قويّ في الكنيسة كلّها بتنفيذ هاتين الوثيقتين، في توجيه عمل المسؤولين عن رعويّة الشّباب.

ننتقل الآن إلى موضوع هذا العام: "يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!". لقد ذكرتُ سابقًا هذه الآية من الإنجيل في الإرشاد الرّسوليّ "Christus vivit" إن كنت قد فقدت حيويّتك الدّاخليّة، وأحلامك، والاندفاع، والأمل والسّخاء، يقف يسوع أمامك كما وقف أمام ابن الأرملة الميت، ويقول لك بكلّ قوّة قيامته: "يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ" (عدد 20). يخبرنا هذا المقطع كيف صادف يسوع، عند دخوله بلدة نائين، في الجليل، موكبَ جنازة كان يشيِّع فتى إلى مثواه الأخير، وهو ابن وحيد لأمٍّ أرملة. وعن يسوع الّذي، وإذ أخذته الشّفقة لألم هذه المرأة الشّديد، صنع المعجزة وأقام ابنها من الموت. لكن المعجزة أتت بعد سلسلة من المواقف والأعمال: "لَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتُه الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: "لا تَبكي!" ثُمَّ دَنا مِنَ النَّعْش، فلَمَسَه فوقَفَ حامِلوه". لنتوقّف ونتأمّل في أعمال الرّبّ هذه وكلماته. ألقى يسوع نظرةً متنبّهة على موكب الجنازة هذا، ولا مجرّد نظرة عابرة. فرأى وسط الجمع وجهَ امرأة في ألم شديد. فولّدت نظرتُه اللّقاءَ، مصدر حياة جديدة. لم يكن هناك حاجة للعديد من الكلمات. وأنا كيف أنظر؟ هل أنظر بانتباه؟ أم ألقي نظرة عابرة كما عندما أتصفّح بسرعة آلاف الصّور على هاتفي النّقالّ أو على حسابات التّواصل الاجتماعيّ؟ كم من مرّة نشهد ونرى بأعيننا، في يومنا، العديد من الأحداث، بدون أن نعيشها. وأحيانًا تكون ردّة فعلنا الأولى تصوير المشهد بالهاتف المحمول، ونغفل النّظر في عيون الأشخاص المعنيّين.

نجد من حولنا، وأحيانًا في داخلنا أيضًا، وقائع موت جسديّ أو روحيّ أو عاطفيّ أو اجتماعيّ. فهل نتنبّه لذلك أم أنّنا نخضع ببساطة للنّتائج؟ هل بإمكاننا أن نفعل شيئًا لنعيد الحياة؟ أفكّر في العديد من الأوضاع السّلبّية الّتي يعاني منها الشّباب في سنّكم. هناك على سبيل المثال، الّذين يخاطرون بكلّ شيء اليوم، ويعرّضون حياتهم للخطر بمغامرتهم في تجارب متطرّفة. وآخرون "ماتوا" لأنّهم فقدوا الرّجاء. لقد سمعت شابّة تقول: "أرى، بين أصدقائي، من فقد الرّغبة في الحياة، ومن أضاع الشّجاعة حتّى للنّهوض". للأسف، ينتشر الإرهاق أيضًا بين الشّباب، وقد يؤدّي في بعض الحالات إلى تجربة الانتحار. كم من الأوضاع تسود فيها اللّامبالاة، وتلقي بالشّباب في هاوية الغمّ والنّدم! كم من الشّباب يبكون وما من أحد يسمع صرخة روحهم! فيما يجدون من حولهم نظرات مشتّتة، لا مبالية، وشباب يستمتعون بأوقاتهم السّعيدة، وحدهم بعيدين عن النّاس.

هناك من يعيش في السّطحيّة، يظنّ أنّه حيّ ولكنّه ميت في داخله. قد يجد نفسه في سنّ العشرين، يجرّ حياته إلى الأسفل، لا إلى مستوى كرامته. يتحوّل كلُّ شيء إلى مجرّد "تحمُّل للحياة" في البحث عن بعض الرّضا، بعض التّرفيه، والقليل من الانتباه والمودّة من قبل الآخرين... هناك أيضًا "نرجسيّة رقميّة" منتشرة، تؤثّر على الشّباب والبالغين. وكثيرون يعيشون بهذه الطّريقة! وربّما قد تَنَشَّق البعض منهم روح المادّيّةَ فلا يفكّرون إلّا في كسب الأموال وفي الاستقرار المادّيّ، كما لو كان هذا هدف الحياة الوحيد. لكن وعلى المدى الطّويل، سيظهر حتمًا شعورٌ داخليّ بالانزعاج، واللّامبالاة، والضّجر من الحياة، ويزداد شيئًا فشيئًا إلى أن يصبح خانقًا. قد تكون الإخفاقات الشّخصيّة أيضًا هي سبب المواقف السّلبيّة، عندما نكون قد التزمنا بأمر عزيز علينا ونرى أنّه لا يتقدّم أو لا يصل إلى النّتائج المرجوّة. قد يحدث هذا في مجال الدّراسة، أو في الطّموحات الرّياضيّة أو الفنّيّة... نهايةُ "حلم" بإمكانها أن تجعلنا نشعر بأنّنا أموات. لكن الإخفاقات هي جزء من حياة كلّ إنسان، وقد تكون أحيانًا نعمة! وغالبًا ما يتبيّن لنا أن ما كنّا نعتبره مصدرًا للسّعادة ليس إلّا مجرّد وهم و"صنم" من أصنام هذا الزّمن. إنَّ الأصنام تطلب منّا كلّ شيء وتستعبدنا، بدون أن تعطينا شيئًا في المقابل. وفي النّهاية تنهار، تاركةً لنا الدّخان والغبار فقط. بهذا المعنى، إذا تسبّبت الإخفاقات في انهيار الأصنام، فهي إذًا خير لنا، حتّى ولو أوجعتنا.

يمكننا أن نستمرّ في تعداد أشكال أخرى من الموت المادّيّ أو المعنويّ الّتي تواجه الشّابّ، مثل الإدمان والجريمة والبؤس والمرض الخطير... ولكنّني سأترككم لكي تفكّروا شخصيًّا وتتيقّنوا لسبب "الموت" فيكم أو في شخص قريب منكم، في الحاضر أو في الماضي. تذكّروا في الوقت نفسه فتى الإنجيل، الّذي كان ميتًا، ثمّ عاد إلى الحياة بقوّة "نظرة"، لأنّ شخصًا نظر إليه وأراد له أن يعيش. يمكن لهذا الأمر أن يحدث اليوم أيضًا وكلّ يوم. يخبرنا الكتاب المقدّس مرارًا عن شعور من يتأثّرون في عمق أحشائهم لألم غيرهم. تأثَّر يسوع فشارك في واقع ومعاناة الآخر، فأخذ على عاتقه بؤسه. لقد أصبح ألمُ تلك الأمّ ألمَه. وموتُ ذاك الابن صار موتَه. في مناسبات عديدة، تُظهِرون أنتم الشّباب أنّكم تعرفون أن تشاركوا الآخرين مشاعرهم. يكفي أن نرى كيف أنّ الكثير منكم يبذلون ذواتهم بسخاء عندما تتطلّب الظّروف منهم ذلك. فما من كارثة أو زلزال أو فيضان إلّا وتجتمع مجموعات من المتطوّعين الشّباب المستعدّين لمدّ يد المساعدة. كذلك التّحرُّك الكبير للشّباب الّذين يريدون الدّفاع عن الخليقة يشهد أيضًا على قدرتكم على سماع صرخة الأرض.

أعزّائي الشّباب، لا تسمحوا لأحد بأن يسلبكم هذه المشاعر. إسمعوا على الدّوام أنين من يتألّم واسمحوا للّذين يبكون ويموتون في عالم اليوم بأن يؤثّروا فيكم. إنَّ "بعض الواقع في الحياة لا يمكن أن نراها إلّا بأعينٍ غَسَلتها الدّموع"Christus vivit"  (عدد 76) . إذا عرفتم كيف تبكون مع مَن يبكي ستكونون سعداء حقًّا. إنّ العديد من أقرانكم قد حرموا من فرص الحياة، ويتعرّضون للعنف والاضطهاد. لتصبح جراحُهم جراحَكم، وستصبحون حاملي رجاء في هذا العالم. وستتمكّنوا عندها من أن تقولوا لأخيكم وأختكم: "قم، لست وحدك"، وتجعلونهم يختبرون أيضًا أنَّ الله الآب يحبّنا وأنَّ يسوع هو يد الله الممدودة كي ينهضنا.

أوْقَف يسوع موكب الجنازة. واقترب. لكن القرب يذهب أبعد ليصبح تصرّفًا شجاعًا لكي يحيا الآخر. إنّه تصرّف نبويّ. إنّها لمسة يسوع، الحيّ، الّذي يعطي الحياة. لمسة تفيض الرّوح القدس في جسد الصّبيّ الميت وتعيد تشغيل وظائفه الحيويّة. تلك اللّمسة اخترقت واقع الاكتئابَ واليأس. إنّها اللّمسة الإلهيّة الّتي تمرُّ أيضًا عبر الحبّ البشريّ الحقيقيّ وتفتح مساحات غير متوقّعة من الحرّيّة والكرامة والرّجاء والحياة الجديدة والكاملة. إنّ فعاليّة تصرّف يسوع هذا لا حدود لها. وهذا الأمر يذكّرنا بأنّ مجرّد علامة قرب بسيطة وإنّما ملموسة بإمكانها أن تولِّد قوّة قيامة. نعم، يمكنكم أنتم أيضًا أيّها الشّباب أن تقتربوا من واقع الألم والموت الّذي تصادفونه، يمكنكم أن تلمسوه وأن تولِّدوا الحياة على مثال يسوع. هذا الأمر ممكن فقط، بفضل الرّوح القدس، إن سمحتم لحبّه أوّلاً بأن يلمسكم، وإن غَمَر الحنانُ قلبَكم لأنّكم اختبرتم صلاحه تجاهكم. لذلك، إذا شعرتم في داخلكم بحنان الله الشّديد لكلّ مخلوق حيّ، وخاصّةً للأخ الجائع والعطشان والمريض والعريان والسّجين، فستتمكّنون عندها من أن تقتربوا من الآخرين على مثاله، وتلمسونهم على مثاله، وأن تنقلوا حياته لأصدقائكم الّذين ماتوا في داخلهم، والّذين يتألّمون أو الّذين فقدوا الإيمان والرّجاء.

لا يذكر الإنجيل اسمَ ذاك الفتى الّذي أقامه يسوع في نائين. وهذه دعوة للقارئ كي يتماهى معه. يسوع يوجّه كلامه لك ولي، وإلى كلّ فرد منّا، ويقول: "قم!". نعرف جيّدًا أنّنا نحن المسيحيّين أيضًا، نقع وعلينا أن ننهض على الدّوام. وحده الّذي لا يسير لا يسقط، ولكنّه أيضًا لا يتقدّم. لذلك علينا أن نقبل تدخُّل المسيح في حياتنا، وأن نجاهر بإيماننا بالله. والخطوة الأولى هي أن نقبل بأن نقوم. لأنَّ الحياة الجديدة الّتي سيمنحنا الله إيّاها ستكون جيّدة وتستحقّ أن تُعاش، لأنّ الّذي يعضدها سيرافقنا أيضًا في المستقبل من دون أن يتركنا أبدًا، وسيساعدنا لكي نعيش حياتنا بطريقة كريمة وخصبة. إنّها بالفعل خلق جديد، وولادة جديدة. وليست حالة نفسيّة. من المحتمل أن يكون العديد منكم قد سمع، في الأوقات الصّعبة، تلك "الكلمات "السّحريّة" الّتي أصبحت اليوم عصريّة ونفترض أنّها تحمل الحلول لكلّ شيء: "عليك أن تؤمن بنفسك"، "عليك أن تجد القوّة في داخلك"، "عليك أن تدرك طاقتك الإيجابيّة"... ولكن جميع هذه الكلمات، هي مجرّد كلمات بسيطة، ولا تعني شيئًا لمن مات حقًّا "في داخله". أمّا كلمة المسيح فلها وزنٌ آخر، وهي أسمى بكثير. إنّها كلمة إلهيّة وخلّاقة، وبإمكانها وحدها أن تعيد الحياة حيث تكون قد انطفأت.

يخبرنا الإنجيل إنّ الفتى "أخذ يتكلّم". إنّ أوّل ردّة فعل لشخص ما لمسه المسيح وأعاده إلى الحياة هو أن يعبّر عن نفسه، ويُظهر، من دون خوف وعقد، ما في داخله، شخصيّتَه، ورغباته واحتياجاته وأحلامَه. ربّما لم يكن قد فعل ذلك من قبل، لأنّه كان مقتنعًا بأنّه لا يمكن لأحد أن يفهمه! إنَّ التّكلّم يعني أيضًا الدّخول في علاقة مع الآخرين. عندما يكون المرء "ميتًا"، ينغلق على ذاته، وتنقطع العلاقات، أو تصبح سطحيّة، أو كاذبة أو مرائيّة. لكن عندما يعيد يسوع الحياة إلينا، فهو "يعيدنا" إلى الآخرين. غالبًا ما نجد في أيّامنا هذه، "اتّصالات" ولكن من دون تواصل ومشاركة. إنّ استخدام الأجهزة الإلكترونيّة، إن لم يكن معتدلًا، يمكنه أن يبقينا متعلّقين دائمًا بالشّاشة. ولذلك أريد من خلال هذه الرّسالة أيضًا أن أُطلق، معكم أيّها الشّباب، تحدّيًا لـ"تغيير ثقافيّ"، انطلاقًا من دعوة يسوع: "قم!". ففي ثقافةٍ تريد أن تعزل الشّباب وتغلقهم في عوالم افتراضيّة، علينا أن ننشر كلمة يسوع هذه: "قم!". إنّها دعوة إلى الانفتاح على حقيقةٍ تتجاوز الواقع الافتراضيّ. هذا لا يعني احتقار التّكنولوجيا، وإنّما استخدامها كوسيلةٍ لا كغاية. "قم" يعني أيضًا "إحْلَم"، "جازف"، "التزم من أجل تغيير العالم"، أيقظ رغباتك من جديد، تأمّل في السّماء، والنّجوم، والعالم من حولك. "قم وكن أنت!". بفضل هذه الرّسالة، ستنتعش وجوه العديد من الشّباب من حولنا وستصبح الحياة أجمل من أيّ واقع افتراضيّ. لأنّك إن منحتَ الحياة، فهناك من يقبلها. قالت إحدى الشّابّات: "أنت تقوم عن الأريكة إذا رأيتَ شيئًا جميلًا وقرّرت أن تعمل أنت أيضًا مثله". إنَّ الشّيء الجميل يولّد الحماس والشّغف. وإذا تحمّس شابّ لشيء ما، أو بالأحرى لشخصٍ ما، فإنّه يقوم أخيرًا ويبدأ بصنع أشياء عظيمة. وبعد أن كان ميتًا والآن يمكنه أن يصبح شاهدًا للمسيح ويبذل حياته في سبيله. أعزّائي الشّباب، ما هي رغباتكم وأحلامكم؟ أظهِروها، ومن خلالها اقترحوا على العالم، وعلى الكنيسة، وعلى جميع الشّباب، شيئًا جميلًا في المجال الرّوحيّ والفنّيّ والاجتماعيّ. أكرّر لكم بلغتي الأمّ: hagan lìo!  أَسمِعوا صوتَكم! لقد سمعتُ أيضًا من شابّ آخر: "لو كان يسوع شخصًا يهتمّ بأموره الخاصّة فقط، لما أقام ابن الأرملة.

إنَّ قيامة الشّابّ من الموت قد جمعته مجدّدًا بأمّه. في هذه الأمّ يمكننا أن نرى في مريم، أمّنا، الّتي نوكل إليها جميع شباب العالم. وفيها، يمكننا أن نرى الكنيسة أيضًا، الّتي تريد أن تستقبل بحنان كلّ شابّ وشابّة، بدون استثناء. لنرفع صلاتنا إذًا إلى مريم من أجل الكنيسة، لكي تكون على الدّوام أمًّا لأبنائها "الأموات"، فنبكي ونلتمس لهم ولادة جديدة. إزاء كلّ ابن يموت من أبنائها، تموت الكنيسة أيضًا، وإزاء كلّ ابن يقوم من أبنائها، تقوم هي أيضًا. أبارك مسيرتكم. وأنتم، من فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."