البابا يدعو الأبرشيّات إلى إحياء ذكرى قدّيسيها وطوباويّيها في تاريخٍ محدَّد
الكنائس الخاصّة التي تنطلق في يوبيل عام 2025 مدعوّة إلى تذكّر أمثلة القداسة التي ميّزت الحياة المسيحيّة و روحانيّتها المحلّيتين وتكريمها، كلّ عام في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، عيد تكريس كنيسة لاتران. حدّد البابا فرنسيس هذا التاريخ والتذكار في رسالة صدرت في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
مؤكّدًا أنّ القداسة، أكثر من كونها ثمرة الجهد البشريّ، تعني إفساح المجال لعمل الله، يكتب البابا فرنسيس عن الدعوة العالميّة إلى القداسة، التي هي أيضًا في صميم تعاليم الفاتيكان الثاني. ويرى أنْ من المهمّ أن تحتفل الكنائس الخاصّة جميعها في تاريخ واحد بالقدّيسين والطوباويّين والمكرّمين، وخدّام الله في أراضيها.
كتب البابا أنّ الأمر لا يتعلّق بإدراج تذكارٍ جديد في التقويم الليتورجيّ، بل بالترويج بمبادرات مناسبة خارج الليتورجيا، أو التذكير ضمنها في خلال العظة أو غيرها من اللحظات المناسبة بأمثلة لأشخاص ميّزوا الحياة المسيحيّة المحلّيّة، إيمانًا وعيشًا وروحانيّة.
كتب البابا أنّ هذا سيمكّن الجماعات الأبرشيّة الفرديّة "من إعادة اكتشاف ذكرى تلاميذ المسيح غير العاديّين الذين تركوا علامة حيّة لحضور الربّ القائم من بين الأموات وما زالوا حتّى اليوم مرشدين موثوقين في المسيرة المشتركة نحو الله، يحموننا ويدعموننا، أو إدامة ذكراهم". ويشير إلى أنْ يمكن تطوير التوصيات والمبادئ التوجيهيّة الرعويّة واقتراحها من قبل مجالس الأساقفة المحلّيّة.
في الرسالة، يشجّعنا البابا على تنمية علاقة مستمرّة ووثيقة مع أولئك الذين يمكن اعتبارهم بحقّ "أصدقاءنا ورفاقنا في المسيرة، الذين يساعدوننا على تحقيق دعوة المعموديّة بالكامل ويظهرون لنا الوجه الأجمل للكنيسة، التي هي مقدَّسة وأمّ القدّيسين".
ويذكّر بالشهداء، خدّام الله (الذين يُعمل على دعوى تطويبهم وتقديسهم) والمكرّمين (الذين يتمّ الاعتراف بفضائلهم البطوليّة)، ويقدّم العديد من الأمثلة التي يمكن العثور عليها في الحياة اليوميّة لكلٍّ منهم، بما في ذلك: "الأزواج الذين عاشوا محبّتهم بأمانة من خلال الانفتاح على الحياة. الرجال والنساء الذين دعموا أسرهم في مهنهم المختلفة وتعاونوا في نشر ملكوت الله؛ المراهقون والشباب الذين تبعوا يسوع بحماس؛ الرعاة الذين سكبوا من خلال خدمتهم عطايا النعمة على شعب الله المقدّس. رهبان وراهبات كانوا، من خلال عيش المشورات الإنجيليّة صورًا حيّة للمسيح العريس ... الفقراء والمرضى والمتألّمين الذين وجدوا في ضعفهم الدعم في المعلّم الإلهيّ".