الفاتيكان
03 أيلول 2018, 06:15

البابا يتحدّث عن أهميّة إطاعة الله بدون أن يدنّسنا العالم وبدون التمسّك الشّكليّ بالسنّة

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم في ساحة القدّيس بطرس صلاة التّبشير الملائكي. وقبل الصلاة، توقّف البابا فرنسيس في كلمته إلى المؤمنين والحجّاج عند إنجيل القديس مرقس (مر 7، 1-8. 14-15. 21-23) عن تناول يسوع لموضوع هامّ بالنّسبة لنا جميعاً كمؤمنين، ألا وهو حقيقة طاعتنا لكلمة الله بدون أن يدنّسنا العالم وبدون التّمسك الشّكلي بالسنَّة؛ فقال فرنسيس بحسب الفاتيكان نيوز:

"يروي الإنجيل لنا كيف تحدّث الكتبة والفرّيسيون إلى يسوع متّهمين تلاميذه بأنّهم لا يجرون على سنَّة الشيوخ، وهو اتّهام يهدف إلى ضرب مصداقيّة يسوع وسلطته كمعلّم، إلا أنّه يُجيبهم قائلاً: "أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: ((هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيُّة". (مر 7، 6-7). انّ هذه الإجابة هي واضحة وقويّة. ويُريد يسوع أن يزعزع الكتبة والفرّيسيين عن الخطأ الذي وقعوا فيه، أي تحريف إرادة الله بتجاهل وصاياه للحفاظ على تقاليد بشريّة. وانّ ردّ فعل يسوع هذا يتميّز بالحسم، وذلك لأنّنا أمام موضوع كبير، أي حقيقة العلاقة بين الإنسان والله، صدق الحياة الدّينيّة، فالمرائي كاذب وليس صادقاً.

يدعونا الرّب اليوم أيضاً إلى الهرب من هذا الأمر، من خطر منح أهميّة أكبر للشّكل على حساب الجوهر، يدعونا إلى التّعرّف مجدّداً بشكل دائم على المركز الحقيقيّ لخبرة الإيمان، أي محبّة الله ومحبّة القريب، لنطهّر إيماننا من رياء الشّرعويّة والطّقسيّة.

انّ رسالة إنجيل اليوم يعزّزها أيضاً القديس يعقوب في حديثه عن التّديُّن الطّاهر، حين قال إنهَّ عِندَ اللهِ الآب هوالة إنجيل اليوم يُعزّزها أيضاً بطرس الرّسول محبّة القريب، وإلى أن نتكهر من ريائ السننوهر، يدعونا إلى  "افتِقادُ الأَيتامِ والأَرامِلِ في شِدَّتِهِم وصِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَه مِنَ العالَم لِيَكونَ بِلا دَنَس" (يع 1، 27). وانّ افتقاد الأيتام والأرامل يعني ممارسة المحبّة إزاء القريب بدءًا من أكثر الأشخاص عوزاً وضعفاً وتهميشاً، فهؤلاء هم مَن يهتمّ بهم الله بشكل خاص، ويطلب منّا أن نفعل الشّيء نفسه. وانّي أدعوكم إلى أن نكون بلا دنس. وهذا لا يعني الانعزال عن الواقع والانغلاق عليه، فعلى هذا أيضاً ألا يكون تصرّفاً خارجيّاً بل داخليّاً يتعلّق بالجوهر، فهو يعني التّيقّظ كي لا يتدنّس أسلوب تفكيرنا وعملنا بعقلية العالم، أي التّبجّح وحبّ المال والعجرفة. وانّ مَن يتصرّف بهذا الشّكل ويُظهر نفسه كشخص متديّن، بل وحتّى يدين الآخرين، هو مرائي."

ومن هنا أهميّة اختبار الضّمير لنتعرّف على كيفيّة استقبالنا لكلمة الله خلال استماعنا إليها خلال الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ. ولا يمكن لنا الاستماع إلى كلمة الله بالتهاء عنها وبسطحيّة، بل علينا أن نستقبلها بعقل وقلب منفتحَين كأرض طيبة، كي تحمل الكلمة ثمارها في حياتنا العمليّة.

انّ كلمة الله بهذا الشكل تُطهّر القلوب والأفعال، وتُحرّر من الرّياء علاقتنا بالله وبالآخرين."

 ثمّ ختم الأب الأقدس حديثه إلى المؤمنين والحجّاج، في ساحة القديس بطرس، قبل تلاوة صلاة التّبشير الملائكي طالباً عون مريم العذراء كي نكّرم الرّب دائماً بالقلب، من خلال الشّهادة لمحبّتنا له في اختياراتنا الملموسة من أجل خير أخوتنا.