البابا يتحدّث عن أهمّيّة الصلاة الليتورجيّة في حياة الكنيسة
في رسالته إلى الأسبوع الليتورجيّ الوطنيّ الرابع والسبعين 74 الذي يقام في شمال إيطاليا، والتي نقلها الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ الفاتيكان، يتأمّل البابا فرنسيس في كيف أنّ الصلاة الليتورجيّة هي تجربة مشتركة تتجاوز الفرديّة.
مستشهدًا بالتعليم المسيحيّ، يذكّر الأب الأقدس المشاركين بأنّ الصلاة الليتورجيّة هي "مشاركة في صلاة المسيح الموجّهة إلى الآب، بالروح القدس".
وعلى عكس الصلوات الشخصيّة التي قد تركز على الاحتياجات الفرديّة، يوضح أنّ الصلاة الليتورجيّة توحّد المؤمنين كجسد واحد، ما يسمح لهم بالمشاركة في الصلاة الجماعيّة للكنيسة. ويضيف أنّ خبرة الوحدة هذه هي حجر الزاوية في الحياة المسيحيّة، لأنّها تجمع المؤمنين عبر الأزمنة والأماكن.
محور مناقشات الأسبوع هو مفهوم فنّ الاحتفال بالليتورجيا. يقول الأب الأقدس إنّ هذا لا ينطوي فقط على مراعاة رسميّة للطقوس ولكن على موقف من الخشوع والمشاركة التي تجذب الجماعة إلى شركة أعمق مع المسيح.
ويشير إلى أنّ الاحتفال الليتورجيّ الفعّال يضمن أنّ النعمة المنقولة من خلال الطقوس تمسّ حياة المشاركين جميعهم، وهم مدعوّون إلى تنحية فرديّتهم جانبًا واحتضان الهويّة المشتركة للكنيسة المصليّة.
أحد الجوانب الرئيسة التي أكّدها البابا فرنسيس هو دور الموسيقى المقدّسة في الليتورجيا. وبعيدًا عن كونها مجرّد زينة، فإنّ الموسيقى، كما يقول، جزء لا يتجزّأ من الاحتفال وتلعب دورًا فريدًا في نقل سرّ الإيمان.
في عالم غالبًا ما يتميّز بالضوضاء والنشاط المستمرّيْن، تلفت رسالة البابا الانتباه إلى قيمة الصمت في الليتورجيا.
الصمت، كما يكتب في رسالته، ليس غيابًا بل مساحة ذات معنى حيث يمكن للمؤمنين أن يستمعوا إلى الله، وينمّوا قلبًا تأمليًّا، ويسمحوا لأنفسهم بأن يتغيّروا بالروح القدس. هذا "الصمت المقدّس" هو عنصر أساسيّ في العبادة، ما يمكّن المؤمنين من التواصل بشكل أعمق مع الإلهيّ ومع بعضهم البعض.
يسلّط البابا الضوء أيضًا على جانب بارز آخر من الأسبوع الليتورجيّ لهذا العام: التركيز على الخدمات الليتورجيّة.
يشدّد الأب الأقدس على أنّ هذه الخدمات ليست مجرّد أدوار وظيفيّة بل تعبيرات عن المواهب المتنوّعة التي يمنحها الروح القدس للكنيسة.
في هذا التنوّع، كما يقول، يتمّ التعبير عن وحدة الكنيسة، وتعزيز المشاركة الفعالة والمسؤوليّة المشتركة في رسالة الكنيسة. يدعو البابا إلى التنشئة المستمرّة لضمان ممارسة هذه الخدمات بتواضع وروح الخدمة، وتجنّب أي ميول نحو الشخصانيّة أو البطولة.