البابا يبعث برسالة إلى المدير الفخريّ لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو، والسّبب؟
"البابا الفخريّ بندكتس السّادس عشر أسند هذه المهمّة إلى فيان ودعاه إلى الاضطلاع بهذا الدّور الهامّ والحسّاس جدًّا بالنّسبة للكرسيّ الرّسوليّ. وقد تمكّن مدير أوسيرفاتوريه رومانو من القيام بمهامه بكفاءة وحظي بالتّقدير الكبير بفضل ميزاته المهنيّة، المرفقة بالتزامه المثاليّ بتعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة. وإنّي أشكر السّيّد فيان على تعاونه الثّمين وجهوزيّته المثابرة، لاسيّما من خلال الإسهام الذي قدّمه لمسيرة الإصلاح المتعلّقة بحقل الاتّصالات. وأقدّر التزام فيان في نقل كلمات البابا، من خلال صفحات الجريدة الفاتيكانيّة."
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا فرنسيس عيّن هذا الشهر أندريا موندا مديرًا لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو خلفًا لجوفاني ماريا فيان؛ والذي منحه البابا لقب المدير الفخريّ للجريدة. وخلال مقابلة أُجريت معه، أكّد موندا أنّه يودّ أن يجنّد خبراته كلّها من أجل مواجهة التّحدّي المطروح اليوم أمامه. وقال إنّه يرغب في توجيه نشاطه نحو الأجيال الفتيّة التي هي بعيدة كلّ البعد عن قراءة الصّحف، وخصوصًا عن صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو "المميّزة جدًّا" كما قال عنها السّعيد الذّكر البابا بولس السّادس في العام 1961. ولفت المسؤول الفاتيكانيّ إلى أنّ التّحدّي المطروح اليوم أمامه كبير جدًّا؛ مذكّرًا بأنّ البابا فرنسيس خطّ نهج الحوار المرتكز قبل كلّ شيء إلى الإصغاء.
وأضاف موندا أنّه ينوي أن يخلق، من خلال الصّحيفة الفاتيكانيّة، فسحةً لحوار حقيقيّ آخذًا في عين الاعتبار القدرة على الاستماع للآخر والانفتاح عليه؛ موضحًا أنّ الرّهان يتمثّل اليوم في توفير فضاء منفتح على الحوار والفضول تجاه الآخرين. وقال إنّ الشّبان في عالم اليوم يعانون من التّهميش لأنّ عالمنا يديره البالغون، والذين غالبًا لا يتركون فسحةً للأجيال النّاشئة، مؤكّدًا أنّه ينوي أن يغيّر هذا الجو ويقدّم إسهامًا من أجل حوار مثمر بين الأجيال.
ختاماً شدّد المدير الجديد لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو على ضرورة إعطاء صوت لمن لا يجد الوسيلة اللّازمة للكلام والتّعبير عن ذاته؛ وهذا الأمر ينطبق على الشّبان والمسنّين والفقراء الذين يعيشون على هامش عالم يتقدّم بسرعة ويسيطر عليه منطق الاستهلاك، ويولّد بالتّالي أشخاصًا منبوذين ومقصيّين.