البابا من طوكيو: الحوار هو السّلاح الوحيد القادر على ضمان سلام دائم
وثمّن البابا جهود السّلطات والمنظّمات وتضامن الجماعة الدّوليّة مع المنكوبين من جهة، واتّحاد الشّعب اليابانيّ وصبره ومثابرته وصموده من جهة ثانية، مشجّعًا الحاضرين على مواصلة نضالهم اليوميّ، كي يتمكّنوا من بناء مستقبل، لهم ولعائلاتهم ولأجيال الغد، يرتكز إلى التّضامن والالتزام المتبادل، وإعادة بناء ما إعمار ما تهدّم.
ثمّ اجتمع البابا بالشّبيبة في كاتدرائيّة القدّيسة مريم- طوكيو، في لقاء اعتبرة عيدًا "لأنّنا نقول إنّ ثقافة اللّقاء ممكنة"، وتقاسم الشّباب مكنونات قلوبهم مع البابا الّذي علّق على الشّهادات متوقّفًا عند التّنمّر الّذي أكّد أنّ "أقسى ما فيه أنّه يجرح الرّوح وتقدير الشّخص لذاته"، داعيًا الشّباب إلى "الاتّحاد معًا ضدّ ثقافة التّنمّر وتعلّم أن نقول: كفى!"، كما إلى عدم الخوف وتخصيص وقت للآخرين، للعائلة والأصدقاء، والإصغاء إليهم وفهمهم، إضافة إلى تخصيص وقت لله والصّلاة والتّأمّل، وذلك من أجل تحقيق التّغيير، حاثًّا إيّاهم التّالي على مكافحة "الفقر الرّوحيّ".
أمّا عصرًا فترأّس الحبر الأعظم قدّاسًا إلهيًّا في كاتدرائيّة طوكيو، دعا خلاله المؤمنين إلى إعادة النّظر في الخيارات اليوميّة "لكي لا نبقى محبوسين ومعزولين في البحث عن النّجاح مهما كان الثّمن".
وفي الفترة المسائيّة، التقى البابا فرنسيس ممثّلي السّلطات المحلّيّة والسّلك الدّبلوماسيّ في اليابان، وتوقّف في خطابه عند علاقة الصّداقة القديمة بين الكرسيّ الرّسوليّ واليابان "المتجذّرة في تقدير وإعجاب المرسلين الأوائل بهذه الأرض، وقد غذّت هذه العلاقة عبر الزّمن اتّصالاتٌ وبعثات ثقافيّة ودبلوماسيّة ساهمت أيضًا في تجاوز لحظات توتّر ومصاعب".
ودعا البابا من جديد "ذوي الإرادة الطّيّبة من أجل مواصلة استخدام كلّ الوسائل الضّروريّة كي لا يتكرّر أبدًا الدّمار الّذي أسفرت عنه القنابل النّوويّة في هيروشيما وناغازاكي"، مؤكّدًا أنّ النّزاعات الأكثر خطورة "يمكن أن تجد حلولاً جيّدة من خلال الحوار وحده، فهو السّلاح الوحيد الجدير بالكائن البشريّ والقادر على ضمان سلام دائم"؛ معبّرًا عن قناعته بضرورة مواجهة القضيّة النّوويّة على صعيد متعدّد الأطراف من خلال تعزيز مسيرة سياسيّة ومؤسّساتيّة قادرة على خلق اتّفاق وعمل دوليَّين أكثر اتّساعًا.
وذكّر البابا في حديثه بضرورة حماية البيت المشترك وأن تكون كرامة الإنسان في مركز كلّ نشاط اجتماعيّ أو اقتصاديّ أو سياسيّ، وتعزيز التّضامن بين الأجيال والاهتمام بالمنسيّين والمستبعَدين.