البابا للمشاركين في مهرجان الشّبيبة في مديوغوريه: إذا تركتم نعمة الله تعمل فيكم ستجعلون هذا العالم مكانًا أفضل للجميع
وأوضح الأب الأقدس أنّ "يسوع أراد من خلال كلماته هذه أن يُظهر لنا أنّ الخضوع لمشيئة الآب، وأن نتقوّى في الاتّحاد معه هو رباط أقوى من رباط الدّمّ مع أقرب الأقارب"، وأنّ "مشيئة الله كنز لا يُثمّن! وأنّ مريم العذراء أصبحت تلميذة وأمّ ابنها في اللّحظة الّتي قبلت فيها كلام الملاك مجيبة "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ" (لوقا ١، ٣٨)".
وتابع البابا رسالته بحسب فاتيكان نيوز لافتًا إلى أنّنا "نجد أنفسنا غالبًا في صراع مع هذه المشيئة ويصعب علينا أحيانًا فهمها وقبولها، ونريد حياة مختلفة بدون تحدّيات ومعاناة. ولكن، لا توجد مشيئة أفضل لنا من مشيئة الآب. غالبًا نخشى هذه المشيئة ونخاف أن يعني قبول مشيئته التّخلّي عن حرّيّتنا. بدلاً من ذلك علينا أن نسأل الله الآب أن يجعلنا نعرف مشيئته وأن تتمّ فينا. ويُظهر لنا يسوع الدّافع الأكبر لذلك: أن نعمل بمشيئة الآب يجعلنا أبناءه، إخوة، أخوات، أمّهات، وننمو في المحبّة له وللآخرين."
وأضاف: "أعزّائي الشّباب، لدى الله مشروع حبّ لكلّ منكم. لا تخافوا من مشيئته، ضعوا كلّ ثقتكم في نعمته. إنّكم ثمينون ومهمّون بالنّسبة له، لأنّكم صُنع يديه (راجع الإرشاد الرّسوليّ Christus vivit ١١٥). إنّه وحده فقط يعرف قلبكم ورغباتكم الأكثر عمقًا. وحده يحبّكم محبّة كاملة قادرة على تحقيق تطلّعاتكم. وحده الله قادر على أن يعطيكم السّعادة الحقيقيّة. وباتّباع مثل مريم العذراء، قولوا له "نَعَم" غير مشروطة. ولا ينبغي أن يكون هناك مكان للأنانيّة أو الكسل في حياتكم."
كما دعاهم إلى الاستفادة من شبابهم كي يبنوا مع الرّبّ، أُسس حياتهم، ذلك أنّ مستقبلهم الشّخصيّ والمهنيّ والاجتماعيّ سيعتمد على القرارات الّتي سيتّخذونها خلال هذه السّنوات.
ثمّ مضى قائلاً: "في هذه المسيرة لترافقكم مريم الكلّيّة القداسة وتعلّمكم أن تميّزوا وتقبلوا مشيئة الآب السّماويّ في حياتكم. كونوا مرسلين متحمّسين للبشارة الجديدة، واحملوا إلى مَن يتألّم، ومَن يبحث، الفرح الّذي يريد يسوع إعطاءه. إحملوا هذا الفرح إلى عائلاتكم ومدارسكم وجامعاتكم وأماكن عملكم، وإلى أصدقائكم، وحيث تعيشون. إذا تركتم نعمة الله تعمل فيكم، وإذا كنتم أسخياء ومواظبين في عملكم اليوميّ، ستجعلون هذا العالم مكانًا أفضل للجميع."
وأنهى رسالته طالبًا من الشّباب أن يصلّوا من أجله.